[email protected] إنه من دواعي الغيرة على مستقبل هذا الوطن أن نمتهن ممارسة هذه اللعبة الخطيرة المسماة " كتابة " معتنقين صداقة القلم لنخط حزمة من العبارات علها تجد أذان صاغية تترجم إنتظارات هذا الشعب الذي كتب له أن تطول إقامته في قاعة انتظار الديمقراطية . هي كلمات أبت أن تبقى قابعة في اللاشعور، نكتبها دون زخرفة القوافي، ولأنها حقائق غير قابلة للتجميل. كما أنها مرآة تعكس الواقع البئيس الذي نصرف فيه أيامنا . لم نجعل من هذا القلم اداة لتصفية حسابات ما . لكن الأمل فيكم قد طال أكثر من اللازم وأخد تكلفة زمنية ثقيلة على حساب طموحات أبناء هذا الوطن، دون تحقيق أدنى الإنتظارات . إن أخد مبادرة لتشخيص الحالة النفسية لمعظم شبابنا اليوم تجعلنا نقف لحظة استغراب لما تنطوي عليه مشاعره من تمزقات . فقد كتب عليه أن يربط ميثاق غليظ مع المعاناة حيث إنتهت به الأيام إلى التعايش رفقة الأشواك بعدما أخطأ الإعتقاد وظن أنها أزهارا . إن شرعية الصناديق هي التي فرضت عليه تقبل هذه الضربات الجانبية، في انتظار صفارة الحكم لتنهي هذه المهزلة. وفتح باب المسرح من جديد لبداية المسرحية الموالية بممثلين جدد أو هم أنفسهم بعدما غيروا مساحيق وجوههم لوهم شعب بأكمله على أنهم قادرين لإسعاده. إن ثروة المغرب الحقيقة هي العنصر البشري، والحفاظ عليه هي حماية قدرته الشرائية وعدم نهج أي سياسات تفقيرية تجاهه، لكن الواقع اليوم يثبت العكس تماما مما يجعلنا جميعا نتساءل عن مستقبل فقراء هذا الوطن . فهل هم وحدهم أصبحوا ثقلا على ميزانية الدولة ؟ وما نسبة الدعم الذي يستفيدون منه ؟ وما الفئات الحقيقية الذي تحرم عليهم كعكتهم ؟ أسئلة من بين أخرى طالت مطروحة دون جواب أو إن صح التعبير دون إرادة سياسية حقيقية لأجرأة وتفعيل الإصلاحات المنتظرة وجعل المقاصة يلعب الدور الحقيقي الذي وجد من أجله، ف 40 مليار درهم إن أخدت مسارها الحقيقي وصرفت لصالح الفقراء لأدت الثمن كاملا للمواد المدعمة دون الحاجة الى الجيوب الفارغة لهذه الشريحة. إن السؤال الكبير المطروح اليوم على عاتق أي حكومة هو كيفية الحفاظ على الإستقرر الاجتماعي الذي ظل يحظى به المغرب في ظل هذا الحراك العربي، فالمدخل الحقيقي هو الحفاظ على القدرة الشرائية للطبقات لاسيما منها الفقيرة .