كتب: يوسف بلحسن. بدون مقدمات: نحن المغاربة من أكبر الكفار بالنعم في العالم !!!لماذا؟ لا أدري السبب الحقيقي وراء هذه النظرة التشاؤمية لأغلب أبناء وبنات بلدي تجاه واقع الحال ،ولكن الأمر الذي أنا متأكد منه هو أنه لا يخلو مجلس أو لقاء او اجتماع أو حتى جلسة في المسجد دون ذكر الحاجة وقلة اليد والفقر المحيط بنا…والحقيقة أن الواحد منا يتخيل أمرنا ،نحن المغاربة،أسود بشكل خطير وأن وضعية الجوع والفاقة وصلت درجة الموت السريري وأن الأمل في الغد يكاد يكون منعدما. لنتحدث بصراحة مند متى جلستم في جلسة أصدقاء ولم يتم ذكر الوضعية المزرية،بشكل سوداوي ؟ الأمر سيان بالنسبة للموظف كما هو بالنسبة للعامل (ماشي العامل دمرتيل !)والمستخدم وهو متشابه للذي يربح مليون سنتيم وللذي لا يربح أكثر من 2000درهم الكل يلعن"باباه" النهار الذي ازداد فيه هذا الوطن " اللعين" والكل يلعن كل مكونات الدولة بدءا من رئيس بلدية مدينته مرورا بالباشا والعامل وموظف الماء والكهرباء-يعني أنا-ووصولا الى الحكومة وما فوقها.اتفقنا على أن نعلن سخطنا على الوضعية مهما كانت الظروف ومهما كانت وضعيتنا الحقيقية.ورغم اختلاف توجهاتنا الفكرية والسياسية الا أننا متحدون في اعلان " الكفر بالنعم". طيب وحتى نكون موضوعيين:هل وضعيتنا الاقتصادية سليمة؟بالطبع لا،وهل الفوراق الطبقية متفشية بالطبع نعم، وهل أهل الحكم والسياسة أغلبهم -حتى لا نقول كلهم- كاذبون مراوغون لا يوفون بعهودهم أكيد.ولكن هل هذه الحالة السيئة لها ما يبرر سخطنا كشعب على الوضع بهذا الشكل وبهذه الطريقة؟ وهل نحن صادقون عندما نصور حالاتنا ومشاكلنا بكل تلك السوداوية؟استغرب عندما أرى فقيرا يستجدي المارة وهي يبكي بدعوى أنه لم يأكل مند يومان.ترى على من يكذب هذا ؟ بالله عليكم لو أن أي فقير أو محتاج طرق باب أي منزل من منازل المغاربة سواء أكان لفقير أم لغني هل كان ليمنع عنه لقمة الخبز ليسد رمقه؟ المشكل هو أننا وكما يقول صديقي لم نعد نقنع بكسرة الخبز حافية(لان شكري قد مات مند زمان مع خبزه الحافي)ولكننا نريدها بزبد tulipane و بالجبن الاحمر queso de bola..ونفس الأمر يقع ولو بشكل مغاير للموظفين والعمال مثلي والمياومين ومن يسير في فلكهم … جحودنا بنعم الله يأخد منحى آخر ، نُغطيه بكثرة المصاريف وقلة المداخيل وتوسع أبواب صرف الأجرة القليلة ومع كثرة أعيادنا (ولله الحمد نحن شعب نعيد مع المسلمين ومع النصارى في انتظار إلحاق أعياد أولاد العموم اليهود حتى نكمل بهجتنا !!!).وفي هذه الأيام بالذات لنا من الأعذار ما يجعلنا في حل من أمرنا اذا أحببنا أن نعلن سخطنا وكفرنا وجحودنا.فقد انتهت لتوها عطلة الصيف وما صاحبها من مصاريف النزهة والفسحة وقبلها جاء سيدنا رمضان بتمره وشباكيته واليوم نحن على أبواب الدخول المدرسي وتكاليف المدارس الخصوصية والمقررات الآتية من عند "أمنا" فرنسا ولا ننسى أننا وفي إطار توسيع "مدراك" أطفالنا وشحنهم بالثقافة والفن والرياضة ووو.. لا بد أن نرسلهم إلى مقرات البعثات الأجنبية وأن نسجلهم في المدراس الرياضية المؤدى عنها ثم هناك "الليغا والكالشيوط وكنال بلوس.. اذن لا بد من dreambox وهناك و هناك..يعني أننا نخلق مصاريف كثيرة وبعضها غير ضروري "لنؤمنط الوقت الكافي لنعلن فيه سخطنا وكفرنا، وقد كنت دائما استغرب بنفس إعجابي بحديث النبي صل الله عليه وعلى اله وسلم : "من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" وأقول مع نفسي لو طبقت هذا الحديث في أهلي ونظرت بعين الرضا على وضعي على الأقل لكنت مرتحا البال نفسيا ولما جعلت هم الدنيا يشغلني عما أهم …لأن مطالب الحياة لن تنتهي ولو ملكت الدنيا فأفضل لي أن أقنع بما عندي-رغم كثرة ديوني-على أن عيش ساخطا كافرا بنعم الله علي..