منحت عمالة إقليمكلميم الجماعة القروية لبيار مبلغا يقدر ب40 مليون ريال مغربي, بهذف تنظيم مهرجان بالجماعة القروية لبيار تحت إشراف الاقليم والقبيلة. قبيلة أيت موسى وعلي التي عاصمتها لبيار هي من أعرق القبائل في منطقة وادنون, تعتبر اللبنة الأولى لتأسيس منطقة تكنة. إن لم تستحيي فطبِّل كما شئت.. لم يسحتي كبار الجماعة القروية لبيار ومسؤولوها وأعيان القبيلة على أن يصادقوا على صرف هذا المبلغ الكبير في ماذا؟ في مهرجان السخافات, مهرجان سيدوم 3 أيام فيها ستقام مؤدوبات أكل بالغداء والعشاء طيلة الأيام الثلاثة.. وعلى هذا فأبناء الجماعة المساكين سوف يعيشون المثل القائل "في النهار يظلوا منفوخين وبالليل يباتوا هالكين". الغريب في الأمر أن حكومتنا ورغم حديثها عن الأزمة الاقتصادية الخانقة وسنها لسياسة مالية تقشفية في مجال الاستثمار، مما نتج عنه تقليص مناصب الشغل، لازال هدر المال العام مستمرا وكمثال حي فلبيار هي المثال. إنني لست ضد المهرجان ولكن ضد هدر الأموال التي يمكن أن تسخر من أجل خدمة قضايا ذات أولوية في مجال الصحة والبيئة والتعليم والفلاحة.. إضافة الى قضايا أخرى تعاني منها الجماعة التي تهم بالدرجة الأولى المرأة والطفل والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة إلى جانب قضايا الفقر والهشاشة. كان من الملزوم على أعيان قبيلة أيت موسى وعلي أن يجتمعوا من أجل وضع برنامج ومخطط لصرف هذا المبلغ ليس فقط في المهرجان الذي سيجرى تنظيمه بل أيضا في معالجة قضية من القضايا التي تعاني منها الجماعة, فمهرجانٌ بلا فائدة لا جدوى منه سوى انه ياتي من ياتي وياخد معه مبلغ مالي وايضا ياخد معه تذكار ويرحل وبدالك يكون قد ضحك على دقوننا كما لو اننا غير متواجدين في هدا الكون. سوف يأتي البعض من بني جلدتنا ويقول لي بأن تنظيم هذا المهرجان هو لمصلحة الجماعة والقبيلة بحيث أنه سوف يتم تدشين المسجد الذي تم بناءه في الجماعة وسيتم إستقبال القطري الذي ساهم بمبلغ 300 مليون لبناءه.. هذه نقطة مهمة بحد ذاتها فصرف مبلغ 300 مليون ريال في بناء مسجد في جماعة قروية لا يبلغ عدد مصليها 30 مصلي يعتبر هدراً للمال ودلالة على سوء التخطيط والتمويل للمشروع.. لقد زرت المسجد وكنت أتخيل أنني سأجده بحجم يعادل عدد ساكنة الجماعة وسيكون مرفقا بحديقة ودار القرآن. لكنني إنصدمت ببناء مسجد ضخم بإمكانه أن يحوي عشرات الأضعاف من ساكنة الجماعة.. ولم أجد للأسف دار للقرآن ضمن هذا المشروع.. وختاما, بإعتباري شاباً من شباب القبيلة فأنا مع المهرجان مع موضوع المهرجان الذي هو إحياء للتراث وتحفيز للفنان والمنتوج.. لكنني ضدد التبدير الغير عقلاني للأموال التي يمكن أن تستفيذ منها الجماعة في أمور غير "المهرجان".