كثيرة هي الشعارات والكلمات الرنانة والبراقة التي نسمعها من مسؤولين في المحاضرات والندوات وعلى المنابر الاعلامية .عبارات من قبيل الحكامة ،المقاربة التشاركية ،التنمية الفعالة وغير دلك .... لنتساءل الان عن مصير هده الخطابات ومدى واقعيتها وتطبيقها ام انها تظل فقط مجرد كلام معسول مجاني. خروج مجموعة كبيرة من الصحراويين او مايعرف بمخيم النازحين ومطالبهم الاجتماعية من قبيل التشغيل والسكن لادليل واضح على ان كل الاقاليم الصحراوية تعاني البؤس والتهميش وليست فقط مدينة العيون . ولا اكبر مؤشر على دلك كثرة العاطلين من ابناء هده الاقاليم ووضعية الصحراويين الدي يعيش اغلبهم على مايسمى " بالرسايين" .وهي اعانات دولية كم الاممالمتحدة يساهم المغرب فيها بنسبة ضئيلة . مند سنة 1975 ومرورا بحرب الصحراء و ترحيل مجموعة من الصحراويين من عدة مدن كالسمارة .كلميم .طانطان وبوزكارن الى العيون .ومرورا ايضا بمخطط جيمس بيكر الى الان .كل هده المرحلة عملت فيها الدولة سياسات استعجالية وغير مسؤولة لانها لم تفضي الى أي تنمية او تحسين ظروف عيش المواطنين واغلب المشاريع المرصودة للأقاليم الصحراوية تمر على يد مجموعة من اللصوص الدين ينهبون رساميل هده المشاريع ويتلاعبون بتوزيع البقع والعقار وهم لحد الان موجودين ومحصنون ضد اي اتهام او محاسبة . الخطأ الدي تقترفه الدولة في علاقتها بالصحراويين انها تغلب المقاربة الامنية الصرفة على اي مقاربة تنموية . وفي الحقيقة ان لا وجود لتنمية يطغى عليها الهوس الامني لان الإنسان هو اساس ومحور اي تنمية اجتماعية او اقتصادية فاداكان هدا الاخير لاتتوفر له شروط العيش الكريم فكيف سيساهم في التغيير والنهضة والاستقرار والرخاء. مانتمناه الايبقى بعض المسؤولين يكدبون على الشعب ويتلاعبون بحقوقهم وعقولهم. كما هو الشان لوزير التشغيل الدي يتحدث عن دائما عن انخفاض معدل البطالة وهو في الواقع في تزايد مهول كل سنة . نفس الشيئ ينطبق على رؤساء القسم الاجتماعي بكل من كليمي والعيون هدا الاخير الدي تحدث عن ان مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية استفاد منها ازيد من 71000 مواطن .حقيقة رقم خيالي وتزوير للحقائق .لو كان استفاد كل هؤلاء ماكنا نرى اكثر من 3000 مواطن في مخيم النازحين. هناك امر مهم جدا وهو ان هناك نظرة مغلوطة عن واقع الأقاليم الصحراوية الدي يظن البعض ان كل من يقطن هناك يعيش في النعيم والفردوس والحقيقة ان نسب الفقر والهشاشة والبطالة تصل الى مستويات عالية. فكفانا ضحكا على المواطن . واغلب الظنون انه ان لم تتعامل الدولة مع هده المطالب الاجتماعية لمخيم النازحين بكل تاكد سيزيد الازمة تفاقما .لاننا سنرى غدا مخيم للنازحين في كلميموطانطان والسمارة واسا ... وصدق المثل القائل "الحق ينتزع ولا يعطى" *باحث اجتماعي جغرافي