أما آن الأوان لكي يغادر المسئولين مكاتبهم المكيفة ، و كراسيهم الوثيرة و لو لمرة واحدة على الألف مترجلين للتنقل بين الدروب المظلمة و النقط السوداء المتواجدة بالمدينة و التي تعتبر وسمة عار على جبين من له غيرة على هذا الوطن .. فالعديد من الاختلالات الهيكلية و البنيوية و غيرها أصبحت هي السمة الطاغية على جميع مناحي الحياة بكل تجلياتها يقابلها صمت رهيب من طرف البعض و در الرماد و تلميع الصورة التي لا تعكس واقع الحال بكليميم . و خير مثال من بين مأت نسوقه هنا هو ما يعرفه المستشفى الجهوي بكليميم . فعند ولوجك من المدخل الرئيسي متجها صوب المستعجلات تستفز انفك راحة كريهة تنبعث من مصب مجرى للمياه العادمة ( الواد الحار ) التي أصبحت فوق أرضية مكونة بركة مائية لونها داكنا لا يسر الناظرين أما الرائحة فحدث و لا حرج .. تحوم حولها كل أنواع الحشرات و تتغذى منها لتسمم من جاء يطلب علاجا بالمستشفى و البقية تأتي .. و هي بذلك تعتبر كارثة بيئية حقيقية بكل المقاييس بمكان كان من المفروض فيه احترام جميع نواميس و قواعد السلامة البيئية و الصحية و احترام راحة المرضى و من يعيدهم .. ( انظر الصور ) هكذا إذا أصبح هذا المستشفى من خلال لا مبالاة القيمين على شأنه ، ينتج و يصدر المرض بدل معالجته . فإلي متى سيظل تسترنا و صمتنا قائما ..؟ أم أن صحوة الضمير عادت لموتها السريري إلى حين ..؟