تمتد مدينة كلميم على مساحة تقدر ب30كلم مربع ويبلغ عدد سكانها أكثر من 95.749 فردا (إحصاء 2004) كما تعد واجهة سياحية بامتياز لما تتوفر عليه من مميزات تراثية تجعلها ذات مكانة مهمة ضمن النسيج السياحي بالمغرب، غير أنها هي الأخرى تخندق ضمن المدن التي تفتقر للمراحيض العمومية . إن المرافق الصحية العمومية ونخص هنا بالذكر المراحيض العمومية تصنف في يومنا هذا ضمن الضروريات التي لا يمكن لمدينة قائمة بذاتها أن تستغني عنها ، وكما هو الشأن في مدن أخرى التي كانت تتوفر على موروث من المراحيض التي أقامها الاستعمار فكلميم هي الأخرى كانت تتوفر على البعض منها، غير أنه مع امتداد المدينة وتضاعف الساكنة تلاشت وغابت هذه المرافق الصحية لتصبح كلميمالمدينة التي لا تتوفر ولا على مرحاض عمومي الشيء الذي يفسح المجال أمام انتشار الأمراض والأوبئة وتلويث واجهات المدينة، كل هذا نتيجة لإنعام المراحيض العمومية . يتساءل أحدهم بغرابة وإلحاح، ماذا يفعل المواطن الكلميمي المسكين لو اشتد عليه فجأة ضغط أمعائه وهو خارج المنزل؟ ماذا تفعل تلك الأم المسكينة التي رافقت صغارها ليلهوا ويمرحوا بالمدينة فيحتاجون فجأة لقضاء حاجتهم بعد أن ملئوا بطونهم الصغيرة بالحلوى والسوائل؟ ماذا يفعل مرضى السكري والعجائز الذين يحتاجون دخول المرحاض أكثر من مرة في الساعة الواحدة؟ ما يسعنا إلا أن نردد ذلك الدعاء الشعبي المأثور " لْهْلاَ يْحْصَرْ شِي مْسْلْمْ " ونزيد عليه وأنت في أحد شوارع كلميم أليس غياب المراحيض العمومية بشكل نهائي كفيل بتحويل مدينتنا إلى أكبر مرحاض في العالم ربما، أكاد أجزم أني أعرف معظم الشوارع والأزقة وبعض الحيطان في كلميم التي تحولت إلى مرحاض عمومي وفي الهواء الطلق أمام مرأى المارة.