عن لجنة الإعلام التنسيقية المحلية للأطر العليا الصحراوية ببوجدور نظمت التنسيقية المحلية للأطر العليا الصحراوية ببوجدور مائدة مستديرة في موضوع: " واقع التشغيل بالصحراء في ظل المتغيرات الراهنة" بمقر حزب الاستقلال ببوجدور وذلك يومه الثلاثاء 04 من شتنبر 2012، وقد كانت الدعوة العامة، ودامت أزيد من ساعتين ونصف ابتداء من الساعة السادسة زوالا. افْتُتِحت أشغال المائدة المستديرة بكلمة من ممثل التنسيقية المحلية للأطر العليا الصحراوية السيد أركيبي صلاح الدين رحب فيها بالحضور الكريم وشكرهم على تلبية الدعوة، وشكر أيضا الكاتب العام للمكتب الإقليمي لحزب الاستقلال على قبوله باحتضان مقر حزبه لأشغال المائدة. بعد ذلك طرح أرضية للنقاش حول واقع التشغيل بالمغرب بصفة عامة وبالصحراء على نحو خاص متسائلا عن الأسباب الذاتية والموضوعية التي ساهمت في تفاقم أزمة البِِطالة، وقبل فتحه لباب المداخلات، أكد على ضرورة احترام الوقت المخصص لكل مداخلة والالتزام بأدبيات الحوار وأشار إلى أن الهدف من هذه المائدة هو خلق قنوات للتواصل بين كافة الفئات المعطلة الصحراوية بالإقليم لإثراء النقاش حول هذا الهَم المشترك. وانصبت أغلب المداخلات بالتحليل والنقاش معتبرة الشغل حق يكفله الدستور وتكفله جميع المواثيق الدولية. كما رَبَطت تفاقم أزمة البطالة بمجموعة من الأسباب والاختلالات الخطيرة من بينها مساهمة المنظومة التعليمية الفاشلة بكل المقاييس في تفريخ أفواج المعطلين دون الأخذ بعين الاعتبار متطلبات سوق الشغل وكذا فشل السياسات الحكومية لمعالجة هذه الأزمة، حيث اتسمت بالتذبذب والارتباك نظرا لعدم تبني استراتيجيات واقعية وواضحة لعلاج مشكل البطالة بشكل شمولي ، كما تطرقت بعض المداخلات إلى أن اللجوء إلى التشغيل الذاتي أو إلى القطاع الخاص يبقى خيارا غير مطروحا في ظل غياب الضمانات القانونية. كما عبر بعض المتدخلين عن رفضهم لجوء الدولة للمباريات كشرط لولوج التوظيف العمومي لارتباطها بالمركز( الرباط، الدارالبيضاء...) وأيضا لانعدام ضمانات موضوعية وواقعية تسهر على مرور هذه المباريات في جو من الشفافية والنزاهة. وأجمع الحضور على أن تحقق الاستقرار السياسي رهين بتحقق السلم الإجتماعي الذي يوجد في قلبه ملف التشغيل، لأن هناك علاقة جدلية تربطهما، حيث أن كل منهما يؤثر في الآخر تأثيرا مباشرا وعكسيا، كما ندد بعض المتدخلين بالتراجع المخيب للآمال لأحزاب الحكومة (تحديدا حزب العدالة والتنمية) عن مجموعة من التزاماتها ووعودها، والتي طالما تبجحت بها خلال حملاتها الانتخابية. ليخلص المشاركون في أشغال المائدة إلى ضرورة تفعيل خطوات نضالية من أجل توحيد الصفوف على أمل الإعداد للقاء تواصلي يشمل كافة الفئات المعطلة الصحراوية، وأكدوا على رفضهم للمباريات التي تنعدم فيها شروط الشفافية والنزاهة والمصداقية. وتصميمهم على خوض كافة الأشكال النضالية الكفيلة بتحقيق مطالبهم المشروعة. كما استنكر بعض الحضور سياسة اللامبالاة والآذان الصماء التي تنتهجها السلطات المحلية، وغلق سبل الحوار أمام محاولة إيجاد حلول واقعية وموضوعية لمعضلة العطالة والتي باتت مستشرية بين صفوف ساكنة الإقليم، منددين بالتعامل القمعي والشرس للسلطات مع حقها في التظاهر السلمي. لترفع أشغال المائدة في جو من التفاؤل والحماس على أساس الإستمرار في المعركة النضالية، والتأكيد على التزام التنسيقية بالاستمرار في التنسيق مع مجموعات الأطر العليا بالمدن الصحراوية الأخرى للإعداد لمحطات نضالية حتى يتحقق مطلبها الأول والأخير وهو الإدماج المباشر في سلك الوظيفة العمومية.