: مقدمة: الزمن شيء غير مادي ولا ملموس لكن الإنسان يشعر به ويستخدمه في تقديروتقويم أموره. وقد شغل تفكير الإنسان منذ القدم فحاول تفسيره . والرحل يحفظون عن ظهر قلب التقويم الزمني الذي ينظم الحياة البدوية والعمليات الزراعية الرعوية التي تخضع لضبط محكم .ويتأسس على حركات الكواكب ومنزلة النجوم، فكيف يدبر الإنسان الوادي نوني زمنه ؟ وماهي الكيفية التي يؤرخ بها للأحداث ويحيي بها المواسم؟ التدبير اليومي للزمن:
يقسم الإنسان البدوي الزمن اليومي إلى أربع فترات وهي :الصبح،الكايلة،العشية،الليل. -الصبح :يبدأ منذ صلاة الفجر ومخصص لخروج الماشية للرعي وممارسة بعض الأعمال المنزلية والزراعية..... -الكايلة /القيلولة:تبدأ بصلاة الظهر وتخصص للراحة وتناول وجبة الغذاء . -العشية:تبدأ منذ صلاة العصرو تخصص هذه الفترة لتبادل الزيارات وشرب الشاي (اتاي العصر) وكذلك استقبال الماشية والإبل والرعاة . -الليل:يبدأ بعد غروب الشمس حيث تِؤدى صلاة المغرب والعشاء وإدخال الماشية إلى الزريبة والإبل إلى لمراح وتقديم العلف اذا كانت في حاجة اليه. وترتبط أيام الأسبوع لدى الصحراويين بمعتقدات وممارسات تختلف حسب القبائل ونذكر منها : -الأثنين:خلك/ازداد فيه الحسن والحسين ابناء علي أبن أبي طالب. -الثلاثاء:يوم مفضل للسفر وارتداء الملابس الجديدة ويقال محليا :(الله ايفكن من وعاث). -الأربعاء:يتجنب فيه البدو غسل الملابس ويقال محليا:(يوم الأربعاء الله ايفكن من دعوة مكربعة).تدفع فيه هدية إلى فقيه المدشر أو الخيام يطلق عليها "الأربعية" -الخميس:لا يذهب فيه الأطفال إلى الجامع /الكتاب فهو يوم عطلة .ويقال محليا:(يوم الخميس الله ايفكن من دهليس).يوم الخميس يكرا فيه لحمار بو تليس. -الجمعة: يوم مقدس يتم فيه الترحم على الأموات وأحيانا زيارة قبورهم ويقال محليا (يوم الجمعة الله لا يسيل دمعة) -السبت:تجنب غسل الملابس ويقال محليا:(السبت السابت والسعد النابت) مخصص للتسوق بوادي نون. -الأحد:تجنب الحلاقة ومشط الشعر وتقليم الأظافرويقال محليا:(الحد ايبطي عن اللحد). التوزيع الزمني الشهري الحساني: إلى جانب التقويم السنوي الميلادي الذي يضبط الحياة الإدارية والتقويم الهجري الذي يضبط الحياة الدينية وأعيادها هناك التقويم الفلاحي الذي يقسم السنة إلى مراحل مضبوطة يحفظها المزارعون والرعاة عن ظهر قلب .فماهو التوزيع الزمني المعتمد لدى سكان الصحراء؟ يقول الشاعر الحساني: فوت أنا وأرويم أزوين ستة أشهر فواد أنتيو رمظان ولفطار أثنين والعيد وعاشور وشيو
الشهر 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 الحساني عاشور أتبيع المولود لبيظI لبيظ II لبيظ III لكصيرI لكصيرII رمظان الفطرI الفطرII العيد الميلادي يناير فبراير مارس أبريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر أكتوبر نونبر دجنبر الهجري محرم صفر ربيع I ربيعII جمادى I جمادىII رجب شعبان رمضان شوال ذي القعدة ذي الحجة
الدورة الزمنية للأعمال الزراعية الرعوية: يقسم الفلاحون الدورة الزمنية للأعمال الفلاحية، إلى أربعة فصول مجزاة إلى 12 برجا ومجموع السنة الفلاحية مكون من 28 منزلة تبتدئ بمنزلة سعد بلع (4 يناير الفلاحي) وتنتهي بسعد الذابح (22 دجنبر الفلاحي) ، كما تتميز بعض التواريخ فيها بأحداث مناخية مهمة كفترة " الليالي" الممتدة 40 يوما من 12 دجنبر إلى 20 يناير الفلاحي والمتسمة بكثرة تساقطاتها وحرارتها المنخفضة، أو فترة " السمايم " الممتدة 40 يوما أيضا من 12 يوليوز إلى 20 غشت والمتميزة بحرارتها المرتفعة لتوافقها مع فصل الصيف ثم تحديدا مضبوطا لفترة الحرث ، والذي يبتدئ يوم 17 أكتوبر ويدوم 103 يوما لينتهي يوم 27 يناير الفلاحي . إن هاته المنزلات محفوظة من لدن المزارعين، بل ارتبطت بها اقوال ماثورة تحمل في كنهها تلخيصا مركزا لما تعرفه المنزلة من تحولات مناخية أو فلاحية وأحيانا بشرية، في ارتباط مع المحاصيل والمغروسات والمواشي وحتى الألبسة ومأكولات المزارعين والرعاة. وفي هذا الصدد تقول صوفيا كراتيني : " أن علم الزمان هو وليد ملاحظة الكواكب في النهار "الشمس" وفي الليل القمر والنجوم، وهذه الملاحظات تعود إلى المقولات القديمة والتقليدية في مجال علم الفلك عند العرب ، أن الرعاة يعودون إلى نظام مسمى " بمنازل القمر يتعلق الأمر بخلط واقع بين نظام الأنواء عند قدامى البدو ونظام منازل الأقمار كما أدخلها الهنود إلى شبه جزيرة العرب قبل الإسلام " . إن نظام منازل الأقمار يحدد الأيام 27 و 28 من الشهر تبعا لموقع القمر في السماء بينما نظام " الأنواء" يقسم السنة إلى ثمانية وعشرين فترة . من جهة هناك أفول سلسلة من النجوم أو المجرات التي تحدد الفترات المسماة بالنوى ولكن داخلها يكون النوى محصورا ما بين واحدا إلى سبعة أيام إنها النجوم ذاتها التي تحدث المطر خلال ما يسمى ب"الإستقاء "، إن هذه الألوان مكنت البدو المتخصصين في التنبؤ بحالة الطقس خلال فترة معينة .فمثلا :( إلى أطلع المشبوح عشيوة اشري لولدك أكسيوة" )بمعنى:"اذا ظهر المشبوح( وهو مجموعة من النجوم تجسد شكل إنسان في السماء وقت العشاء ) في ذلك علامة على أن الفترة باردة وما على الفلاحين الا شراء "كسيوة " أي ملابس للوقاية من البرد. "إلى اطلع المشبوح عكيبة أشري لولدك أكريبة" بمعنى :إذا ظهر المشبوح متأخرا عن صلاة العشاء في ذلك علامة على ارتفاع درجة الحرارة فما على الفلاحين إلا شراء قربة لتبريد الماء.و بالنسبة لظهور سلسلة أخرى من النجوم التي تتباعد فيما بينها ستة اشهر حيث تمتد السنة الشمسية محددة عددا من الفترات تقارب الثمانية والعشرين والاقوال المتعلقة بذلك تمكننا من التفكير في أن هذه هي القاعدة اليومية ذاتها[1] . "ما يظهر( نجم) أسهيل الين إيعود السيل فلبطاح والخروف فلمراح" بمعنى أن نجم إسمه سهيل لا يظهر للعيان إلا بعد سقوط المطر وتوالد الأغنام. وبموازاة نظام الشمس يستعمل سكان الصحراء عموما اليومية الشمسية التي أدخلها الرومان إلى شمال إفريقيا قبل الإسلام وهنا يمكن رصد مختلف منازل القمر وإقامة كل أنواع الارتباطات خاصة على مستوى فصول السنة ، وهكذا يكون : - اليوم الأول من الصيف 17 مايو. - اليوم الأول من الخريف 17 غشت - اليوم الأول من الشتاء 16 نونبر . - اليوم الأول من الربيع 15 فبراير . نلاحظ أن النجوم عددها 28 نجمة ويقسمونها على الفصول الأربعة كما في الجدول رت النجوم مطلعها المدة تأثيرها رت النجوم مطلعها المدة تأثيرها
01 النطح 1ماي 13يوم الصيف 15 القفرة 31 أكتوبر 13يوم الشتاء
02 البطين 14ماي 13يوم الصيف 16 الزبنان 13 نونبر 13يوم الشتاء
03 الثرياء 27ماي 13يوم الصيف 17 الاكليل 25 نونبر 13يوم الشتاء
04 الدبران 9يونيو 13يوم الصيف 18 القلب 8 دجنبر 13يوم الشتاء
05 الهعقة 22يونيو 13يوم الصيف 19 الشولة 21 دجنبر 13يوم الشتاء
06 الهنعة 5 يوليوز 13يوم الصيف 20 النعائم 3 يناير 13يوم الشتاء
7 الذرعان 18 يوليوز 14يوم الصيف 21 البلدة 16 ينلير 13يوم الشتاء
8 النثرة 1 غشت 13يوم الصيف 22 سعد الذابح 29 يناير 13يوم تيفسكي/الربيع
9 الطرفة 14 غشت 13يوم الخريف 23 سعد أبولاع 11 فبراير 13يوم تيفسكي/ الربيع
10 الجبهة 27 غشت 13يوم الخريف 24 سعد السعود 24 فبراير 13يوم تيفسكي/ الربيع
- المصدر:محمد سالم بابا "كنز الذاكرة"[2] - التاريخ للأحداث في الصحراء: - إن المجتمع لا يستعمل اليومية القمرية الإسلامية إلا لضبط الحياة الدينية،أما السنة الشمسية هي تِؤخذ لحساب الزمن التاريخي ، وأثناء تواجدي في الميدان[3] حاولت أن استفز ذاكرة المسنين ، واستطعت أن اخرج بجرد كرونولوجي لهذه السنوات والوقائع التي لطمت العقول وحملت اسمها ، فرتبتها في جداول باسمها بالحسانية ومقابلة بالتاريخ الميلادي(التقريبي ) وسبب تسمية السنة ، ونشير أن هذه السنوات يرتبط اسمها بالحدث المميز للسنة ، أما انتشار وباء معين أو حدوث واقعة تاريخية ، منتجعات معينة كثرة الأكل في منطقة معينة، ظاهرة طبيعية ، انتشار نبتة معينة أحداث درامية، انتشار آفة معينة . . سنوات إرتبطت تسميتها بإنتشار وباء معين : اسم السنة بالحسانية التاريخ سبب التسمية عام الجذري 1944 اصيب فيه الناس والمواشي بداء الجذري وقتل العديد منهم . عام الدكة 1953 فيه اشارة إلى حملات التلقيح ضد بعض الأمراض مثل أكركار التي أصابت الماشية . واقعة تاريخية معينة: اسم السنة بالحسانية التاريخ سبب التسمية عام النصر 1912 انتصار احمد الهيبة لصالح السلطان المغربي مولاي يوسف عام البريجة" غزي بريجة " 1931 منطقة توجد قرب القصابي وقعت فيه مناوشات عام الزازة 1940 وقعت فيه معارك بين القبائل والمستعمر الفرنسي عام هروب الشيوخ 1947 هرب شيوخ اصبويا من تجنيس الاسبان عام ركوب ساريان او عام الواد 1950 جند فيها بعض الصحراويين مع الفرنسيين عام الشر
نشوب مناوشات مع المستعمر اسم السنة بالحسانية التاريخ سبب التسمية عام باني 1915 سلسلة جبلية استقرت فيها الكثير من قبائل الصحراء عام تغاط 1917 سهل موجود قرب زريويلة طريق طانطان في هذه السنة نزلت بها الكثير من القبائل هروبا من المستعمر الفرنسي عام مخيضرة 1929 استقرار القبائل في تيسا قرب كلميم عام الكسمة 1948 انقسمت قبائل الصحراء حيث اتجه البعض الى الجنوب منتجعات الرعي والبعض اتجه نحو الشمال عام المليحين 1954 وهي منطقة توجد جنوب الساقية الحمراء عرفت هجرات الرحل بحثا عن الكلأ. عام طاطا 1971 استقرار القبائل في الشرق قرب طاطا سنة كاملة عام برويكة 1972 منطقة قرب تارودانت استقرت فيها الكثير من القبائل عام مخيضرة باني 1974 عودة القبائل الى منطقة باني حيث الاستقرار رغم قلة الكلأ عام الترندي 1960 توجه فرق من جيش التحرير نحو افني لمساعدة السكان على طرد المستعمر الاسباني عام موت الملك 1961 وفاة محمد الخامس عام الفوج 1962 جندت فيه بعض القبائل الصحراوية في طانطان عام دخول الجزائر لتندوف 1963 صراع المغرب والجزائر على تندوف عام ركوب كنباطة 1964 حصول المقاومين من جديد على أسلحة لطرد المستعمر . عام روغ اسبانيا 1967 زحف آخر للأسبان نحو المنطقة الجنوبية . عام حبس اسبانيا 1970 وهي سنة تميزت باعتقال العديد من المقاومين الصحراويين من طرف المستعمر الاسباني عام مشي المسيرة 1975 تنظيم المسيرة الخضراء . كثرة الكلأ : اسم السنة بالحسانية التاريخ سبب التسمية عام شيخ العيمان 1923 تميز بطول فصل الربيع حيث دام ستة اشهر مما خول لهم الاستقرار في المنطقة السنة كاملة عام الزرع 1925 حصل الناس على محصولات زراعية كثيرة خصوصا الشعير بسهل افرا بين كلميم وطانطان عام تمبردوت 1939 منطقة قرب تيدالت جنوبكلميم اهتم السكان بالزراعة حيث كانوا يحصلون على مزروعات هائلة عام الخلف 1985 عرفت سقوط أمطار غزيرة بمنطقة الحمادة قرب الزاك . الظواهر الطبيعية : اسم السنة بالحسانية التاريخ سبب التسمية عام الركاد 1930 تعرف بسنة الاصابة بالنوم العميق بين اوساط الناس والحيوانات عام تزاريك النجوم/ امجي النصارة 1934 وهي السنة التي أحكمت فيها فرنسا سيطرتها على وادي نون وكذلك اسبانيا على باقي المناطق الجنوبية وتعرف أيضا بملكى الحكامة عام العرض 1938 سقطت امطار طوفانية في ليلة واحدة في خط افقي من واركزيز الى تخوم الصحراء عام الشركية 1941 هبت رياح من الشرق تسببت في تعرية الارض سنة كاملة عام الكتات 1943 هذه السنة حصل فيها الناس على محاصيل زراعية لكنها ذهبت ضحية الفياضانات الطوفانية التي عرفها وادي درعة العام لكحل / الجوع 1957 سيادة جفاف خطير بالمنطقة عام الكتمة 1968 سيادة ليلة كاملة من الظلام الدامس فقد بسببها البعض من الناس والكثير من الحيوانات ابصارهم المصدر:البحث الميداني . انتشار نبتة معينة : اسم السنة بالحسانية التاريخ سبب التسمية عام بوسريسرة الاول 1932 سيادة هذا النوع من النبات في الحمادة والصحراء. عام الخروب 1937 هذه السنة كان الناس يقتاتون من الخروب وهو ثمار الطلح. عام بوسريسرة الثاني 1945 سيادة هذه النوع من النبات مرة ثانية. عام اللصيك 1951 سيادة هذا النوع من النبات الشوكي . عام الترفاس 1952 فيه اشارة إلى كثرة النبات وهو نبات ارضي وكان يباع بتندوف وفي المقابل تستورد القبائل الشاي والسكر والثياب . . تميزت باحداث درامية وظهور آفة معينة : اسم السنة بالحسانية التاريخ سبب التسمية عام لمذييح 1927 دلالة على بئر شديد الملوحة كان الرحل يشربون منه وكان سببا في اصابة العديد من الناس والمواشي بامرا ض العام الشوين 1933 سيادة الجفاف والمجاعة عام الهوف والجوع 1949 انتشار المجاعة عام الكيلو 1946 كان الناس يشترون القمح بالكيلو بدل العبرة. عام الريهط 1956 هذه السنة عرفت باجتياح الجراد للمناطق الجنوبية . المصدر :البحث الميداني إن الملاحظة التي يمكن ابداؤها من خلال هذا الجرد الكرونولوجي لسنوات بدءا من 1910 حتى 1975 هو الاختلاف من حيث التسمية من مجال إلى آخر، لكن التشابه كبير من حيث سبب التسمية السنة الفلاحية واحياء المواسم : تتوج الدورة الفلاحية بإقامة المواسم ويطلق عليها محليا " امكار" وللتمييز بين: الموسم وألمكار. يرى مونطاي أن كلمة " موسم" متداولة في الشمال، وتقابلها كلمة " أمكار" في الجنوب لدى قبائل تكنة، وهي كلمة أمازيغية الأصل، مشتقة من فعل "نموكور"NMUGGUR وتعني نجتمع أو نلتقيSe rencontrer)، ومفردها ألمكارAlmugger )، وجمعها أمكاكيرAmgagir ولاشك أن هذا الاتجاه في التفسير اللغوي لأصل هذه الكلمة التي أضحت متداولة مستعملة في القاموس الحساني، يثبت التلاقح والتثاقف الحاصل بين الحسانية والأمازيغية بهذه المنطقة خاصة إذا وضعنا في الاعتبار بأن القبائل المتساكنة بهذا المجال الجغرافي، تمنح أو تأحذ تقسيمها من رصيد هذا التلاقح. ففدرالية تكنا حسب مونطاي " تتكون من العنصر العربي بالدرجة الأولى، ثم العنصر الأمازيغي في الدرجة الثانية"[4]. وتسمية تكنا مستمدة أيضا من اللسان الأمازيغي، إذ تعني الضرة[5]. وألمكار/الموسم إحتفال ديني وطقس إجتماعي ، مرتبط بمفهوم آخر وهو مفهوم القربان الذي يلازم كل الديانات والثقافات وقد اعتبره مارسيل موس عملا بشريا صرفا لأن اهداء شيء مادي للسماء يعتبر موقفا إنسانيا خالصا [6]. و إحياء المواسم / أمكاكير من بين أهم معالم العالم الرمزي للمزارعين الرعاة ومن منظورهم فإن مواسم سيدي محمد بن اعمر وعمرو عمران و سيدي الغازي ولمعيليل ...هي الأكثر ترددا من طرف ساكنة وادي نون والصحراء كما انهم كانوا يشاركون في عدة مواسم محلية كموسم اسا واخرى بعيدة مجاليا كموسم تيندوف … إلا أن الملاحظ حاليا أن إحياء المواسم تعرض لمجموعة من التغيرات حيث أصبحت تقام على شكل مهرجانات ويلاحظ دوفنتين أن إقامة المواسم كنشاط يتحرك خلاله الانسان من مكان إلى مكان آخر تعتبر سياحة ، بل أول نشاط سياحي قام به الانسان هو سفره من أجل الصلاة في اماكن مقدسة ومن اجل ذكريات مقدسة[7] . ونشير أن أهم المحطات التي تميز ممارسة الزائر لطقوس المواسم لحظة الدخول للضريح وتقديم " الهدية " او " الزيارة" الى جانب بعدها الثقافي الديني فهي استثمار لدى الجانبين فالزائر المقدم للهدية يبتغي من ورائها الحصول على أرباح مادية أو معنوية مستقبلية أما الحاصل عليها الشريف ،أو القيم على الضريح أو خدام الزاوية فيدخلها في دورته الاقتصادية واستثماراته المستقبلية بعد تقسيم كل الهدايا وحصول كل شريف أو موظف المقدس على حصته ولعل هذا ما اشار إليه بول باسكون حيث اعتبر الموسم هو عالم يتخذ فيه المجال دلالة فريدة وهي تجارة المقدس[8] . ومن الناحية الإقتصادية يعتبر القربان تبذير للخيرات بغية التأثير على القوى الغيبية لذلك فقيمته أرخص من قيمة الصلوات ، وهكذا ففي كل ألأزمنة وكل الأمكنة فإن ألأرض أنتجت كذلك لصالح القوى الغيبية [9] وبالتالي تغيب القيمة والمردودية الإقتصادية. لصالح الدلالة الغيبية والإجتماعية لإن المواسم تخلق لدى الإنسان شعورا بالوحدة الجماعية وبالتحالف والإتفاق الجماعي حول تقديس ذكرى جماعية لحدث معين . ويذكر بيل BEL . A أن هاته المواسم فرصة لتذكير أفراد القبائل بالانتماء إلى جد واحد مشترك[10]. خلاصات: الزمن شيء غير ملموس يدركه الإنسان عن طريق التغيرات التي تحدث على ذاته وحولها.و التقويم الزمني يحفظه سكان المنطقة عن ظهر قلب وهو يضبط العمليات الزراعية الرعوية في وادي نون. هذه المنطقة تسكنها قبائل تكنة منها ماهو مترحل أو مستقر وهناك أنصاف رحل.وقد تأثرت حياتهم اليومية بعدة متغيرات نذكر منها الزمن المدرسي للأبناء، التحولات العالمية، التطور التكنولوجي والمعلوماتي ،انفتاح المنطقة على محيطها نتيجة إرتفاع نسبة المهاجرين إلى أوربا ،قضية الصحراء كلها عوامل أدت الى تغير في تنظيم الترحال والرعي و التقويم الزمني للأحداث فبدل تسمية السنوات بأحداث بشرية وظواهر طبيعية...أصبح التقويم الميلادي هو المنظم للحياة والدورة الفلاحية التي لم تعد تتوج بإحياء المواسم الدينية.بل بمهرجانات سياحية تباع فيها المنتوجات الزراعية الرعوية فهناك من تأقلم مع هذه التحولات وهناك من يقاوم ويحن إلى الزمن الماضي مثل قول أحد الشعراء : الدنيا راهي بعد أمشات عاكب ذا الدهر اللي فات من تموناكت لخلاكات والدنيا عادت فتجرتيل ويشتم أخر الدهر بقوله: هاذ الدهر اتفو بيه مارت عنو غدار مارت ما ترا فيه حلاوة ما تمرار. لائحة المراجع الحميري الروض المعطار.تحقيق .احسان عباس.مؤسسة ناصر للثقافة.طبعة 2 بيروت1980 الحموي ياقوت.معجم البلدان.مجلد 5.داربيروت 1987 العريان سعيد والعلمي محمد. المراكشي المعجم في تلخيص أخبار المغرب الطبعة 7 دار الكتاب.البيضاء.1983.. الوزان محمد الفاسي.وصف افريقبا ترجمة حجي محمد الاخضر محمد دار الغرب الاسلامي الطبعة الثانية 1983 ج2 جوماني احمد:" المدينة المغربية في العصر الوسيط " بحث لنيل الأجازة في التاريخ القديم كلية الأداب والعلوم الأنسانية ابن زهر أكادير سنة1995 عبد العزيز بن عبد الله :الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية ، معلمة المدن،والقبائل ملحقةII مطبوعات وزارة لأوقاف والشوؤن الاسلامية الرباط 1977 كماز محجوب :"المقدس وإنعكاساته على المجال الصحراوي "بحث لنيل DESA في علم الإجتماع سنة 2000 بكلية الأداب والعلوم الإنسانية الرباط اشراف الدكتورة رحمة بورقية مجهول كتاب الاستبصار في عجائب الامصار.مطبعة جامعة الاسكندرية.1958. محمد سالم بابا (الري) :كنز الذاكرة"الجزء الأول 2007 وحول تراب البيظان انظر ناعيمي مصطفى مادة تراب البيظان المعلمة ج 6ص 195 Bel . A . « La Religion Musulmane en Berberie, esquisse d'histoire et de sociologie religieuse » Tome I, Geuther mér Paris 1938 Bilaire Michaux Santa Cruz de mar Pequinea Revue du monde musulmane 5eme annee N 9 Tome XIII Paris septembre 1911 Du Puigaudeau Odette : « Artes et Coutumes des maures " Hesperis Tamuda Vol VIII Fascicule unique 1967 Deffontaines (P) « Géagraphie et Religions » Gallimard, 3ème edition 1948 De la chapelle.Esquise d une histoire du sahara occidental etudes notes et document sur le sahara occidetal VII eme congres de L institut des hautes Etudes Marocaines RABAT PARIS librairie Laros F C De La chapelle « Les Tekna du sud ouest Marocain » Etude geographie historique et sociologique Bultin de L Afrique Francaise 1934 Hubert et Mauss. (M) : « Essai sur la nature et la fonction du sacrifice » année sociologique 1897, 1895 Hamlet Ismael : « .Les kounta. » RMM. 5eme Annee .N 9. 1911 Joachim Gatell : « L' oued-Noun et le Tekna à la coté occidental du Maoc »-Bulletin de société de géographie _Paris 3 octobre 1889 Monteil V:” Reflexion sur l origine du chameau Africain Centre IFAN 1952 Meunie D Jacque Le Maroc saharien T 2 Pascon (P) : « La maison d iligh » ed SMER 1984 Naimi Mustapha :”.Nul lamta”..tableaus .edifiants Hesperis.Tamuda.Vol XXXIII 1995
[1].Sophie Caratini : « Les Rgaybats » Tome II ; P : 37 [2] محمد سالم بابا (الري) :كنز الذاكرة"الجزء الأول 2007 ص 206 [3] كماز محجوب :المقدس وإنعكاساته على تدبير المجال الصحرااوي"بحث لنيل DESA في علم الإجتماع بكلية الأداب والعلوم الإنسانية الرباط سنة 1999-2000 إشراف الدكتورة رحمة بورقية [4] - Vincent Monteil : « Notes sur les Tekna » la Rose, Paris 1948 ( c'est aussi ce qui explique que la filiation des Tekna…arabe qu 1er degré et berbère 2ème ). p .14. [5]- Monteil,V: Op cit :( Son nom à cette double origine ( tekna en tashelhit signifie " coépouse") .p.14. Hurbert et mauss (M) :”Essai sur la nature et la function du sacrifice”Annee sociologique 1897-1895 P 70 [6] [7] Deffontaines (p):”Geographie et Religions »Gallimard,3éme Edition 1948 p273 con (P)”;La maison d iligh”ed SMER1984 P 162 [8] [9] Deffontaines (p):”Geographie et Religions »Gallimard,3éme Edition 1948 p273 [10] Bel . A . « La Religion Musulmane en Berberie, esquisse d'histoire et de sociologie religieuse » Tome I, Geuther mér Paris 1938 . p . 399 .