رسالة من حارس أمن منتهك الحقوق بهيئة الأممالمتحدة بالمينورسو إلى السيد رئيس الحكومة
الدخول في اعتصام مفتوح أمام بعثة المينورسو وأمام المجلس الوطني للحقوق الإنسان
سلام تام بوجود مولانا الإمام دام له النصر والتأييد
وبعد: سعادة رئيس الحكومة المحترم، لقد سبق لي بأن تقدمت إلى سيادتكم بثلاث شكايات تتضمن ما أعانيه من ظلم كبير مورس في حقي، وقد أخبرتكم عن الأوضاع الصعبة والمرة التي وصلت لها بسبب أنني قمت بتدخل كاد أن يقضي على حياتي من أجل حفظ أمن وسلامة بعثة الأممالمتحدة بالمينورسو، لأجازى في الأخير بالطرد التعسفي وبكل الممارسات المشينة التي تمس بكرامة حقوق الإنسان، بل أكثر من هذا استبدلت المكافئ بالاستفزازات والتهديدات والمضايقات. سيادة الرئيس المحترم، هذا التظلم الذي لا يشعر بمرارته إلا من يعانيه أو من لديه حس إنساني عال، طرحته على نواب الأمة، ورحلت إلى الرباط لعرض شكايات تظلم على رئيس المجلس الوطني للحقوق الإنسان وكذلك إلى الأمين العام بالمجلس بتاريخ 17يناير2012 و12فبراير2012، كان جواب المجلس أنه بإمكانكم عرض تظلمكم على الجهة القضاء المختصة، فأنا لا أعرف أين توجد هذه الجهة القضاء المختصة، ولم أكن أتوقع من المجلس الوطني للحقوق الإنسان مثل هذا الرد، لأن المجلس مؤسسة وطنية وبصفتي مواطن مغربي أحمل الهوية المغربية كان عليه أن يدافع عن قضيتي كما يدافع على القضايا الأخرى، بل حتى قائد المقاطعة وأعوانه الذين ليس لهم حق التدخل في هذا الموضوع، حاولوا منعي من وقفتي الاحتجاجية السلمية المشروعة التي قمت بها أمام مقر عملي بالبعثة، نعم سيدي ينتهكون بذلك كل الأعراف والقيم والكرامة التي ليس لدي غيرها، وهناك كثير من التجاوزات التي تحز في النفس كثيرا سردها، وسؤالي هنا لماذا يبذلون كل جهد لحرماني من أبسط حقوقي؟ أقول لك سيدي تغير الدستور ولم تتغير العقول المستبدة والظالمة التي تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان، شعارات تطلق أمام العالم والحقيقة مختلفة تماما. ففي إحدى الفتاوى للشيخ الإسلام قال: فإن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة وعاقبة العدل كريمة، وأن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة، نعم سيادة الرئيس حينما ينسى الإنسان قدره وضعفه، وينسى قوة ربه وخالقه وينسى تلك القاعدة الإلهية التي وضعها الله في كتابه بقوله{والله غالب عن أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) فمن هذا الباب أدعو الله أن يهديهم. سيدي، طرقت باب حكومتكم كما كانت تطرق أبوابنا التي لم تبخل عليكم بأصواتها لأجل مغرب أفضل لكافة الشعب المغربي، وها أنتم اليوم صرتم رئيسا للحكومة تمثلون الأمة في أزماتها وتحرصون على وحدتها التي لا يزعزعها أحد، لهذا قصدتكم قلت في نفسي اسمها على مسمى العدالة والتنمية لعلها تحقق ما لم يحققوه السابقون، و بأن تلقى مشكلتي اهتمامكم، بل منتظرا تدخلكم لرفع هذا الضرر عني كمواطن مغربي قدمت عملا أستحق أن أكافئ عليه، مستشرقا منكم رد الاعتبار لما قدمته من تضحيات ومخاطرة بحياتي لحماية مقر بعثة الأممالمتحدة، وطالبا حقوقي المشروعة لما تسبب لي هذا التدخل من أضرار صحية ونفسية واجتماعية، وهناك العديد من الجرائد التي تحمل مقالات عن التظلم الذي تعرضت له أكثر من خمس سنوات وهي تكتب، وأنا على يقين أنكم اطلعتم عليها، لكن للأسف الشديد لم ألقى أي جواب من سيادتكم. وكما جاء في كلمتكم على ضرورة إعطاء الحقوق لأصحابها وإنصاف المظلومين مع الصرامة في تطبيق القانون، هكذا نريدها سيدي، ولكن يجب أن تكون على أرض الواقع وليس مجرد كلام. سيدي الرئيس أخذت طريق الاعتصام دفاعا عن حقوقي المهضومة، وبعدما صدت في وجهي كل الأبواب التي طرقتها ولم أجد آذان صاغية تدافع عني، بل أحس بالظلم وكأنني لست مواطنا مغربيا فوق التراب الوطني، وقد سبق لي وأن أخبرتكم عبر شكاياتي عندما كنت أطالب بحقي في وقفتي الاحتجاجية أمام مقر البعثة، تلقيت مكالمة هاتفية من شخص يقول أنه من طرف السيد الوالي، وأن الوالي يريد مقابلتي ليجد حل لمشكلتي وينصفني، لكن الواقع أنه تم خداعي ولم يتم إنصافي. ورغم ذلك حاولت أن أكتب رسالتين إلى السيد والي العيون وإلى السيد العامل المنسق مع بعثة المينورسو يوم16أبريل2012، إخبار بالدخول في اعتصام مفتوح في حالت عدم القيام بحل مشكلتي ومنحتهم أسبوعين، الآن أكثر من أسبوعان وأنا أنتظر لكن لكل الأسف ولا حياة لمن تنادي. سيادة رئيس الحكومة المحترم، معانات الظلم ومعانات الانتظار واللامبالاة واللاإنسانية واللا مساواة هذه الأشياء مازلت مستمرة في عهد حكومتكم الجديدة، وكما أنها تسيء بالعهد الجديد وتمس بالدستور الجديد، وتسيء أيضا لحكومتكم الحالية، ولكي لا أطيل عليكم سيدي أخبركم بأنني سأدخل في اعتصام مفتوح سلمي أمام مقر عملي بالمينورسو وأمام المجلس الوطني للحقوق الإنسان، حتى يرفع الظلم عني ويتم إنصافي، محملا كامل الجهات المسؤولية لأي ضرر آخر أتعرض له وأختم بقول تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) صدق الله العظيم ..والسلام عيكم ورحمة الله .