إلى السيد المحترم: هاني عبد العزيز المبعوث الشخصي للأمين العام ببعثة الأممالمتحدة بالمينورسو
من السيد: إحسان الحيلة ID N MIN 107 /04 الهاتف: 0661700181 الموضوع: شكاية تظلم وطلب الإنصاف، سلام تام بوجود مولانا الإمام، وبعد: سيدي المحترم علاقة بالموضوع المشار إليه أعلاه، أتشرف بالتقدم إلى سيادتكم بهذه الرسالة آمل أن تلقى اهتمامكم و حل هذا الملف الذي طال أمده، ومد يد المساعدة لجبر الضرر عني لما أعانيه من تظلم كبير مورس في حقي، متمنيا منكم رد الاعتبار لما قدمته من تضحيات ومخاطرة بحياتي لحماية مقر بعثة الأممالمتحدة بالمينورسو.
سيدي المحترم لقد كنت أشتغل ببعثة المينورسو التابعة لهيئة الأممالمتحدة كحارس أمن، وذلك منذ 27شتنبر 2004، وكنت خلال فترة عملي مثال لرجل الأمن الذي يقوم بواجبه أحسن قيام، وبتاريخ 14 يناير2006 عندما كنت أزاول عملي حاولت مجموعة متكونة من 16 شخصا اقتحام مقر البعثة بالقوة بواسطة سيارة من نوع "لاندرو فير" فتصديت لهم رفقة اثنين من زملائي حماية لمقر البعثة التي نعمل بها وحماية لممتلكاتها، نعم سيدي خاطرت بحياتي لمنعهم من الاقتحام وعدم السماح لهم بالمس بمقدسات بعثة الأممالمتحدة، على اثر هذا التدخل العنيف أصبت في يدي اليمنى وكثفي الأيسر، كما تثبت الشواهد الطبية وتقارير المسؤولين بالمينورسو والخبرة الطبية من طرف المحكمة، وأحيطكم علما سيدي أن هذه الحادثة خلفت لدي آلام شديدة لازلت أعانيها لحد الآن، وأنه لا يعقل أن أجازى وأكافئ في الأخير بالطرد التعسفي والتهديد والمضايقات وبدون تمتعي بأي حق.
سيدي المحترم تعرضت للظلم الذي يحرمه ديننا، ولا تقبله كذلك المواثيق الدولية ولا ترضون به أنتم كمنظمة عالمية تدافع عن انتهاكات لحقوق الإنسان، بل أكثر من هذا ما وصلت إليه من ظروف اجتماعية جد صعبة نتيجة تأدية واجبي، أب متقاعد مشلول يحتاج إلى دواء مستمر و بدون انقطاع (والذي لا يخفى على أحد حالته الصحية)، أمي المريضة بداء السكري تحتاج إلى الدواء، وشقيقي مازالوا يدرسون يحتاجون إلى متطلبات كبيرة وظروف جد قاسية وكثير من الأشياء نعيشها الآن لا يراها ولا يحس بها إلا الله، وهنا سؤالي يا ترى من يدفع الفواتير التي فرضتها علينا الحكومة من ماء وكهرباء؟ ومن يدفع مصاريف ديوننا ومصاريف الكراء؟ وكيف لنا أن نقتات لقمة العيش التي أصبحت صعبة المنال.
على خلفية هذه الأضرار أللا إنسانية مما جعلني أطرق جميع أبواب المسؤولين التي كنت أتوخى منهم إنصافي، لكن للأسف الشديد لم أجد آذان صاغية ولا من يحميني وينصفني ويأخذ حقي ويساعدني، بل سدت كل الأبواب في وجهي، وكذلك جلست الصلح المعينة من طرف المحكمة رفضتها إدارة البعثة، وزادت هذه الممارسات أكثر بعدم ألا أنشر أي مقال عبر الجرائد، مما دفع بي إلى القيام بوقفة احتجاجية سلمية أمام مقر بعثة الأممالمتحدة بالمينورسو رفقة أسرتي في يوم الاثنين 7غشت2011 للمطالبة بحقوقي المشروعة المنتهكة، ورغم كل الضغوطات والتهديدات ومحاولة منعي من الوقفة الاحتجاجية السلمية من أشخاص لا علاقة لهم بالموضوع، إلى أني تمسكت بحقي أمام مقر عملي ليصل هذا التظلم لإقفال لإميل الذي سبق لي وأن راسلت سيادتكم عبره، وهذه الأفعال تمارس علي لتخويفي ولكي لا أتواصل معكم مرة أخرى، ولكي لا تعرفون حقيقة الظلم الذي أعاني منه، وأنا على يقين أنكم سيدي لا ترضون لحارس أمن بعثة المينورسو الذي كان ومازال مخلصا ووفيا لهيئتكم المحترمة أن يتعرض لكل هذه الممارسات الغير ألائقة التي تمس بكرامة حقوق الإنسان. سيدي المحترم، ولأني أعرف فيكم الإخلاص والإيمان بالمبادئ والدفاع عن المظلومين، فإنني أتوجه لكم مرة أخرى لرفع الضرر عني، وحد لهذا الظلم الذي اثر على حياتي صحيا ونفسيا واجتماعيا، فهناك شعار يقول لا مستقبل بدون احترام حقوق الإنسان، أملي في الله كبير وفيكم أن تتدخلوا وتنظروا إلى حل مشكلتي وتولوها عنايتكم من أجل إنصافي وتقبلوا مني سيدي أزكى عبارات الاحترام والتقدير والسلام.