بعث مصطفى سلمة برسالة إلى المفوض السامي لغوث اللاجئين يثير فيها هذا المسؤول الأممي معاناة مجموعة من الشباب اللاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف . وطالب مصطفى سلمى المفوض السامي في رسالته التي بعث بنسخة منها ل «الاتحاد الإشتراكي» «بإنصاف هؤلاء الشباب في حقوقهم التي تصادرها البوليساريو وتصرفها عليهم حسب درجة الطاعة والولاء». وجاء في هذه الرسالة: «السيد المفوض وأنتم تعرفون من تجربتكم مع اللاجئين ، بأن اللاجئين المشمولين بالحماية الدولية التي توفرها منظمتكم طبقا للقوانين الدولية ، قد يتعرضون أو يكونون عرضة لخطر الترويع والاعتداء عليهم سواء من المجتمع المضيف أو حتى من أقرانهم المواطنين، وقد شهدت مخيمات دارفور وكذا رواندا وزائير والحدود التايلندية الكمبودية حالات من هذا القبيل. السيد المفوض منذ قرابة الشهر ومجموعة من الشبان اللاجئين الصحراويين بمخيمات «تيندوف» ، يعتصمون أمام مقر منظمتكم الكائن ب»الرابوني» حيث تتواجد مؤسسات إدارة البوليساريو، يناشدون سيادتكم التدخل لدى موظفيكم العاملين ببعثة المفوضية بالجزائر من أجل إنصافهم في حقوقهم التي تصادرها البوليساريو وتصرفها عليهم حسب درجة الطاعة والولاء. هؤلاء الشباب يتعرضون أمام مقر منظمتكم لمختلف الاعتداءات والضغوطات من طرف أفراد إدارة البوليساريو وبلطجيتها الذين هم لاجئون مثلهم . وآخر هذه الاعتداءات حرق خيمة اعتصامهم مساء 16/09/2011 أمام مكتبكم في «الرابوني» وعلى مرأى من موظفيكم. سيدي المفوض السامي، موظفوكم في «الرابوني» قالوا إن أمر حماية الشبان الذين لجأوا إليهم لا يعنيهم ، فمن يعنيه يا سيادة المفوض أمر أهلنا في مخيمات «تيندوف»؟.أم تراكم أوكلتم لسلطة البوليساريو مهامكم الأممية؟ وبذلك تكونون قد اعترفتم بأن جنسية البوليساريو هي جنسية دولية ، وبالتالي لا حاجة للاجئ الصحراوي لتواجدكم لتوفير الحماية التي توفرها عادة الدول لرعاياها ،لأن دولة البوليساريو قائمة وذات سيادة ، ولها الحق في حماية مواطنيها. إننا نرى في سلوك موظفيكم هذا تناقضا مع مساعي السيد الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الذين لا يزالون يبحثون عن حل للنزاع الصحراوي، ولم يصفوا الصحراويين بمخيمات «تيندوف» قط بغير صفة اللاجئين. مازلنا نعول على تدخلكم سيدي المفوض من أجل إنهاء معاناة الشبان اللاجئين المعتصمين أمام مقر مكتبكم ب»الرابوني»، وأملنا وأملهم فيكم كبير» . من جهة أخرى قال المحجوب السالك، زعيم تنظيم ما يعرف ب«خط الشهيد» المنشق عن قيادة البوليساريو منذ سبع سنوات، إن غالبية الصحراويين في مخيمات تندوف محبطين من الطريقة التي يستفيد بها محمد عبد العزيز، زعيم جبهة «البوليساريو» من الوضع الحالي لقضية الصحراء. ونقلت قصاصات نشرت في موقع ويكيليكس، محضر اجتماع لمحجوب السالك الملقب ب«العجاج»، مع أركان السفارة الأمريكية بنواكشوط بموريتانيا. وفي تلك المحاضر يتحدث المحجوب عن كون الشغل الشاغل للصحراويين في مخيمات تندوف، كما شاهد هو نفيه أثناء زيارته لمخيماتهم هو «كيفية الحصول على المال وعلى جواز سفر وعلى تأشيرة...» وأشار إلى أن « 75 % من الصحراويين لا تتجاوز أعمارهم ال35 سنة وقد ولدوا في المخيمات». قبل أن يضيف : «إن الأغلبية محبطة سياسيا من الطريقة التي ينتفع بها رئيس البوليساريو عبد العزيز لصالحه من الوضع الراهن»، ملاحظا ارتفاعا كبيرا في الثراء، وأكدا أن بعض زملائه «كانوا يمتلكون عشرين رأسا من الأغنام في بداية المرحلة والآن يمتلكون خمس سيارات تويوتا» نتيجة للمتاجرة وبيع مواد مساعدة الأممالمتحدة للاجئيين وخاصة التهريب المتزايد للمخدرات. السالك أشار أيضا إلى قلق الجيل الجديد من الشباب الصحراوي المتأثر من السياسة الحالية والذي يتحول بطريقة متزايدة إلى الأنشطة غير القانونية يرتمي من أجل المال في أحضان أي كان- بما في ذالك القاعدة.