ان حرارة شمس يوم السبت الماضي لم تمنع قبيلة ازركيين من اقامة اكبر تجمع قبلي للصحراويين على ارضها بالقصبة التي تم اعادة بناؤها بواحة جماعة الدورة القروية بالنفود الترابي لاقليم طرفاية 40كلم شمال العيون، حيث حضرت وفود القبائل الصحراوية من كل الاقاليم الجنوبية استجابة للدعوة التي وجهتها لهم قبيلة ازركيين ،رغبة منها في اقامة حفل مشترك لهده القبائل احتفاء بالدكرى الاولى للقصبة التاريخية للقبيلة والتي تؤرخ لاازيد من قرنيين من الزمن ، اللقاء التاريخي هدا الدي انكبت فعاليات قبيلة ازركيين على التهيء له مند عدة اسابيع عرف حضورا وازنا لمختلف شيوخ واعيان وشباب القبائل الصحراية بالاضافة الى السلطات المحلية والمنتخبين وفعاليات سياسية ونقابية وجمعوية واعلامية ، اللقاء تم الاستماع فيه الى كلمة لرئيس جماعة الدورة ،واحد شباب القبيلة رحب فيها بالحضور،لياخد الكلمة بعد دلك احد الشباب البارزين في القبيلة ان براهيم البلال عضو الكوركاس فرحب بدوره بكل من لبوا الدعوة ودكر برمزية المكان ومشيرا الى ان احتفال قبيلة ازركيين اليوم ومعها كل القبائل الصحراوية ببناء معلمة قصبة ازركيين هو احياء للتاريخ المشترك وروابط صلة الرحم والاخوة والتعايش والسلم المبني على المودة والاحترام،واضاف لايسعنا الاأن نسجل بمعيتكم في لحظة كهذه لما نريده أن يستلهم ويكون فاتحة لتوجه جديد /قديم في هذه الربوع خاصة دون التذكير بأننا اخترنا وتعاهدنا بان نكون من ضمن الذين يدفعون ويدافعون لتأسيس الدعامات التي يجسدها واقع المغرب الجديد المبني على الانفتاح والتعددية بعيدا عن أي تعصب قبلي ضيق أو ديني أو سلالي أو توجه رجعي يكرس التمييز وهو قطعا ما يجعلنا أمامكم وبمعيتكم نعتز بتنوعنا السابق وبتلك الشرعية المستمدة من تعايشنا وحفاظنا سويا عبر كل المحطات على ذاكرة هي جماعية بالتأكيد،إن ازركيين التي توثق في ذاكرتها وشرعيتها أول ظهير منذ خمسة قرون للقائد حمو سعيد في عهد السلطان مولاي إسماعيل مرورا بظهائر عبد الله ولد علي بيبا والقائد محمد البلال والقاضي إبراهيم ولد أمبارك والقائد سليمان ولد الجيلالي إضافة إلى ظهير بابا احمد ولد سيدي يوسف أمينا عاما ثم ظهائر الخليفة السلطاني مولاي الحسن بن المهدي للقائد إبراهيم ولد عبد الله وكذلك احمد حيدار إضافة إلى مخزون الرسائل الملكية التي توثق هذا الرباط الشرعي . لا تبغي من هذا اللقاء وهذه الذكرى رغم بدايتها إلا أن تكون تحقيقا لغايتين: أولها: مشاركتكم النبيلة احتفال قبائل ازركيين بإعادة بناء قصبتهم التاريخية بهذه الواحة المباركة وما يحمله ذلك من أدلة بان هذه الأرض لم تكن دون عمارة تثبت ترقيتها إلى معلمة في منطقة عرفت بالترحال وغياب الاستقرار وبالتالي التمدن في تلك الحقبة من التاريخ. ثانيها: بان ازركيين لا تريد حصر و حبس الذكرى والوجود في الجدران أو المآثر بل ان هناك تاريخ ناطق يعكس علاقة ازركيين في تلك الفترة بمحيطهم الإقليمي الذي يدعمه أرشيف قبائلكم المجاهدة وكذلك الوطني المتمثل في استيراد وإيفاد كل المواد وفن العمارة آنذاك من مراكش عاصمة الدولة المغربية الشريفة. إن ملتقاكم وملتقانا يعزز صلة الرحم بيننا وبين ذوينا لما تكتسبه الدماء الزكية التي تجري في عروقنا من قيمة لا تقدر بثمن وهي التي سالت وتدفقت لأجل هدف واحد أوحد نصرة الله والوطن والملك وما لذلك من أبعاد في لم الشمل وتجميع العائلات ودعوة كافة الفاعلين من خلال ذلك إلى تبني هذه الفلسفة التي يجسدها دستور المملكة الجديد تقوية للعمل ألتشاركي والتضامني لا مجال فيه للإقصاء أو التزوير وحفاظا على شرعية ساهم أجدادنا وآباءنا عبر محطات وأحداث متتالية في هده الربوع بالتحديد في ترصيص الصفوف الأمامية حاملين للسلاح و عبر الإثباتات والوثائق والحجج الملموسة عبر مختلف المحافل الدولية وما تحقق من مكاسب لصالح الشرعية، إن الاوراش الوطنية الكبرى بما فيها تلك المرتبطة بالتنمية تدعونا لتنزيلها على ارض الواقع بمنظور جديد متاح للجميع ولن يتأتي ذلك إلا بخلق تعبئة محلية كإطار قادر على توفير الشروط والمعايير اللازمة دعما وتسهيلا لأداء حزبي مطالب بالرفع من قدراته التاطيرية ومجتمع مدني متناغم مع شروط الخصوصية لجعل التوجهات الملكية السامية واقعا ملموسا تجسده عدالة اجتماعية كفيلة بالتقليل من تأثير الاختلالات وكذلك تعزيزا لدبلوماسية موازية فعالة فاسحين المجال لتطور طبيعي تدريجي مؤسساتي يساير ما يعرفه مجتمع حديث العهد بالتمدن وبالمسار السياسي أو المدني ،وانتهى اللقاء برفع برقية ولاء واخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، لينفض التجمع الموسع لقبائل الصحراء بعد مادبة غداء اقامتها قبيلة ازركيين على شرفهم.