بالرغم من كون بلدة بويزكارن أول مناطق الجنوب المغربي التي احتضنت أولى المدارس الابتدائية والثانوية ، إلا أن واقع حالها اليوم بعيد كل البعد عن ما كانت علية في ما مضى خاصة بتوالي السياسات الارتجالية لأصحاب الشأن التعليمي بإقليم كلميم وبالجهة0 وإذا بدء العمل ب ثانوية الحسن الثاني التاهيلية منذ 1984، إلا أن سياسة نيابة التعليم لتدبير الخريطة المدرسية ببويزكارن أفرغت المؤسسة من كل محتوى تعليمي وتعلمي بتشتيت التلاميذ على مدرستين مختلفتين و بالتفكير في إضافة ثلة من تلاميذ حي المسيرة للإعدادية الجديدة ببويزكارن الموسم المقبل : وهكذا وللسنة الرابعة على التولي ما تزال إعدادية محمد الشيخ السعدي تستقبل تلاميذ الجذوع الأدبية بمجموع 7 اقسام مما يْسبب متاعب لأطر التدريس حيث معظمهم يزاول مهامه بمؤسستين مختلفتين وقد يكون الأمر في نفس اليوم وبالتالي يعكس هذا سلبا على نفسية ومردودية المدرسين الذين يختلطون بفضائيين مختلفين وبمستويات عدة وبإدارتين متناقضتين أما بالنسبة لتلاميذ هذاالمستوى، فالبرغم من انتمائهم الإداري لثانوية الحسن الثاني التاهيلية، نجدهم لا يستفيدون من الأنشطة السنوية المبرمجة بفضاءات هذه الثانوية ولا يستفيدون أيضا من المشاركة مع الفرق الرياضية للثانوية في المسابقات المحلية والجهوية وبالتالي شخصيتهم تبقى حبيسة الإعدادي رغم سنهم المتقدم0 والطرح السائد والمتداول بقوة لدى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لتجاوز هذه الإشكالية هو تحويل إعدادية محمد الشيخ السعدي إلى ثانوية الحسن الثاني التاهيلية و العكس000لكون الإعدادية تحتوي على عدد كبير من القاعات بعضها -ولحد كتابة هذه الأسطر -غير مْستغل في وقت نجد فيه تكاثر معاناة الأساتذة والتلاميذ بالثانوية مع الاستعمالات الزمنية-الغير تربوية- بسبب قلة قاعات الدراسة : إذ نجد أن غالبية المدرسين تعمل بالثانوي ثلاثة أيام في فترتي الصباح والمساء كما نجد بعض الأقسام تدرس ثماني ساعات في يومين أو أكثر ويحصل هذا ومستويات الجذوع بالإعدادية تستفيد من يومي السبت والأحد كعطلة نهاية الأسبوع0 وإذا استحضرنا هذه المعطيات وفي زمنٍ تتعالى فيه المناداة بالحكامة، سنجد إذن أن عدد تلاميذ إعدادية محمد الشيخ السعدي سيتقلص كثيرا برسم الموسم الدراسي المقبل باحداث اعدادية ثانية بالمدينة و على النقيض من هذا سيتكاثر عدد المتمدرسين بثانوية الحسن الثاني التاهيلية مما سيْؤزم وضعية أطرها التربوية أكثر وسيؤثر سلبا على مردوديتهم في العمل لسبب بسيط ألا وهو سيادة المصالح الشخصية على المصلحة العامة و تمسك الأطر الإدارية بالعمل بمؤسساتهم الحالية وكأنهم ورثوها أبا عن جد بتواطىء مع المسئولين المحليين0 فخلال اجتماع النائب الإقليمي بالأطر الإدارية ببويزكارن في الشهر الماضي لتدارس المشاكل التي تتخبط فيها مدارس المدينة واقتراح حلول للاستعداد للموسم الدراسي المقبل 2012/2013 قصد إنجاحه وتهيئة الخريطة المدرسية ،طفت على السطح خلافات بين مديري المؤسستين المعنيتين بهذه الإشكالية حيث رفض مدير اعدادية محمد الشيخ تحويل المؤسسة التي يشرف على تسييرها إلى ثانوية الحسن الثاني كما أن النائب الإقليمي بكلميم اختلطت عليه الأمور حيث فشل في إقناع الطرفين بحلول ملائمة فذهب في منحى عبثي باقتراحه إحداث فرعية ثالثة للجذوع بإعدادية المسيرة وان حصل الأمر مع بداية السنة المقبلة سيكون تلاميذ مستوى الجذوع كلاجئين على 3 أراض للشتات في انتظار من يمكنهم من ولوج مؤسسة تربوية واحدة بأطر موحدة تعمل في ظروف مناسبة واحتراما لمبداء تكافؤ الفرص في كل شيء0 في ظل غياب بناء قاعات جديدة للدراسة بالثانوية يبقىحل تحويل الإعدادية إلى الثانوية حلا منطقيا حيث يمكن لها ان تستوعب أزيد من 1000 تلميذ اي الرقم المسجل كما اقترحته الأكاديمية الجهوية لكن من المثيرللسخرية -و دار لقمان على حالها - أن تكون سلطة مديري المؤسسات التعليمية أقوى من سلطة نيابة التعليم وان تكون سلطة النائب اكبر من سلطة مدير الأكاديمية وان تستمرمهزلة الارتجالية و الحلول الترقيعية في وقت فقدت فيه العائلات كل ثقة في المدرسة العمومي0 وفي وقت يبقى فيه الخاسر الاكبر هو مجتمع الغد