في مقال نشرته الزميلة "الصحراء تواصل" في عددها العاشر عن موسم طانطان لدورة 2009، بعنوان "موسم طانطان بين العبثية و العالمية" كتبه عبد ربه الضعيف،و كان نقلا وفيا للصورة التي يراها المواطن البسيط قبل العارف بان طانطان في واد وموسمها في واد آخر. فقد أشار كاتب المقال آنذاك إلى أن ما يميز طانطان و يجعلها القطب المتفرد في مملكتنا السعيدة هي مواسمها،المتفرقة عبر جماعتها و التي اعتبرها صورة متحركة/متنقلة كالقافلة التي تحط الرحل بعد مسير،لتستنزف مالا عاما في اللا شيء و دون قيمة مضافة، اللهم الحسرة،و النفايات، عرابها في ذلك الموروث الثقافي، في غياب إستراتيجية حقيقية ،و صورة واضحة عن الغاية و القصد من تنظيم هكذا مهرجانات. و في نسخته الثامنة لسنة 2012،و التي وعدت بالجديد و التجديد، نعود لنقول ان موسم طانطان فشل في تحقيق أهدافه لغياب الحكامة و التي تتحمل المسؤولية الكاملة فيه الجهات الوصية،بإسناد أمور إلى غير أهلها. فالمواسم هي لوحات ترسم على فضاءات التجمعات الإنسانية،لتدخل البهجة و الفرح و المرح على الساكنة قبل ان تكون لغاية مادية صرفة، و رسمها يستدعي مواصفات معينة ابتداء من الفنان المبدع،ثم الرقعة او اسند، فالتشكيلات، فاللمسات الفنية، أما موسمنا للأسف،فقد عبث به من يدعون المهنية و الاحترافية في التنظيم،و أفرغوه من مدلوله، الثقافي و الفني،ليغدو مرتعا لكل من يسعى وراء "المنفوع" . الكل يعد بالتغيير و يسعى إليه لكن و كما استشهد دوما بالمثل العربي "لا يستقيم الظل و العود اعوج" فالتغيير ينبغي ان ينطلق من المنظم،و المهندس، الجاتم على صدر موسم طانطان منذ دورته الثانية،أنها الجلاميد التي لا تتزحزح قيد أنملة،و لا تنظر إلى نفسها أنها هرمت و شاخت و أصبحت غير قادرة على إنتاج الأفكار و إبداع الجديد،بل و تتشبث باستئساد و بسالة موقع المنظم. نسخة هذه السنة و التي شهدت شخصيا على انفتاح عامل الإقليم على الأفكار الجديدة و حماسته للدفع بها حتى يحرج الموسم من القمقم،كما شهدت شخصيا بسالة "عظام" على حد قول شخص عزيز،كانت جبهة ممانعة لكل جديد، ليس خوفا على الموسم ،لكن خوفا على مكانتها ،أن تنزلق من برجها العاجي، و حجتها في ذلك عدم وجود كفاءات، وضعف الامكانيات. لوحة الكرنفال أو الأحرى و الأجدى تسميه بالمسمى الحقيقي"الاستعراض"، تميز بغزارة العروض و تكرار المعروض،و تنافس العارضين-الشباب و الرياضة،التكوين المهني،التعاون الوطني،التعليم- في عرض ما عرضه الجميع لكن بتغيير بسيط فقط تارة يشمل الجنس،و تارة يشمل الفئة العمرية، و قد قلنا في اجتماع بضرورة اختزال المعروض، في عمل موحد حتى تصل الرسالة إلى المتلقي.إلا أن السيد كرنفال،رفض. و قبل ذلك الفضاء أو مدار الاستعراض،قلنا باستغلال ساحة بئرانزران حتى تمكن جميع المشاركون من تقديم لوحاتهم بكل اريحية ،و ليستمتع الناظر بها بمشاهدتها، و قلنا أن الاستعراض ينفض بعد تجاوزه المنصة الرسمية ،إلا أن السيد كرنفال صم أذنه و رفض كل فكرة ، ليهندس السينوغرافيون بعد حين موقع المنصة وسط شارع الحسن الثاني،ضاربين الحائط ما قيل.لتتكرر المهزلة،خاصة بوجود ضيوف من الشقيقة المملكة العربية السعودية. و يتكرر مشهد أعوان السلطة،و الأمن الوطني و الإعلاميين يتزاحمون مع العارض و المعروض،و تذوب اللوحة بعد اجتياز المنصة الرسمية . و حتى ننور المتلقي و المواطن البسيط أن ما يسمى بالكرنفال ما هو إلا استعراض، عرض فيه كل شيء حتى التصاميم الهندسية،و اللوحات التشكيلية التي كان من المفروض فيها أن تعرض من خلال أروقة، مما يدل على جهل المنظمين بمعنى كلمة كرنفال،و كيف تكون لوحاته و عروضه ، فكان الحشو في المواد المعروضة سيد العرض و للاستهلاك البصري فقط. أما سرقة الأفكار و الارتجال فحدث ولا حرج،مما افقد عدد من المعروضات قيمتها و لمستها الفنية التي كانت لتكون قيمة مضافة. لأعود و احمل المسؤولية للسيد كرنفال و أقول له،أن ألعاب البحر الأبيض المتوسط، كانت على رقعة ثابتة اسمها ملعب محمد الخامس، و في سنة 1983 أي حوالي 30 سنة من الان، و اننا نعيش سنة 2012،و ان الاستعراض يكون متحركا، يتحكم فيه حجم المعروض و زمن العرض و فضاء العرض،و ان دل على شيء فإنما يدل على الشيخوخة الفكرية و عدم القدرة على استيعاب المتغيرات،و الاعتراف بان التجديد في أمور التسيير يستدعي أحيانا كثيرة تغيير الشخوص، و ليس الأدوات، فكثير من المبدعين الشباب من أبناء إقليمطانطان كانت مدرستهم الأولى دار الشباب بئرانزران، استفادوا من مشاركتهم في مهرجانات التشكيل و المسرح الذي تشرف عليه وزارتكم،و يتلقون تكوينا موازيا في الاخراج و الديكور و السينوغرافيا،و لهم صولات و جولات تستدعي من جنابكم قليلا من نفض الغبار عن ملفاتهم في مكتبكم،أو الاستعلام عنهم لدى اطر مندوبتكم الموقرة ليكونو في الموعد ،ردا على نكران وجود مخرجين و سينوغرافيين أكفاء باستطاعتهم إحداث تغيير. اللجنة المنظة للكرنفال قد أينعت و حان قطافها،و من هذا المنبر أقول لها ارررررحل.لأنها ببساطة لم تأتي بجديد .