لقد تفاقمت ظاهرة تهريب "الكازوال" من الصحراء نحو مدن الشمال، وبالضبط مدينة اكدير، مراكش، آسفي...عبر صهاريج سفلية ملحومة أسفل أساس شاحنات نقل البضائع، بشكل مخيف جدا، أثرت بشكل سلبي على الاقتصاد الوطني. وللوقوف على مدى صحة الخبر، انتقلنا إلى عين المكان، وبالضبط إلى منطقة الواد الواعر، التي تبعد عن جماعة "أخفنير" بحوالي 18 كيلومتر، حيث جلسنا بإحدى المقاهي قرب محطة للبنزين، لرصد حركات بعض الدركيين، كانوا موجودين بأحد الحواجز الأمنية. إلا أن ما عايناه، كان يثير الدهشة والاستغراب، بحيث شاهدنا المئات من السيارات ذات الدفع الرباعي Toyota ، بدون أرقام تشحن الأطنان من الكازوال من محطة البنزين الموجودة قرب الحاجز الأمني، وأمام مرأى من أربعة من رجال الدرك دون أن يحركوا ساكنا، كما شاهدنا أيضا، المئات من الشاحنات ذات صهاريج سفلية ملحومة، تشحن آلاف الأطنان من الكازوال على "عينيك أبن عدي"، ومن باب الفضول، أقتربنا من أحد باعة السجائر كان متسمرا قرب المحطة، وسألناه عن سبب هذه الفوضى، أجابنا بأن السائق مجبر على شحن أطنان من الكازوال من محطة وقود الواد الواعر، إن هو أراد الاستمرار في العمل مع مشغله الذي يستفيد من عائدات ريع كل شحنة لا يقل عن 6 آلاف درهم. ويضيف أن مئات الشاحنات تنقل هذه المادة المهربة لمستودعات بأيت ملول، وهوارة وتيكيون وتيزنيت وأولاد تايمة بتارودانت…، بضاعة يجلبها السائق رغم انفه يقول، لا يستفيد منها ولو بفلس واحد، عدا أجره المتعاقد مع رب الشاحنة، وأضاف قائلا أن هناك تواطئات كبيرة بين مافيا أرباب الشاحنات وبعض كبار رجال الدرك، كحالة أحد الدركيين رفيع المستوى الذي لا زال يتقاضى حولي 3 مليون سنتيم عند نهاية كل شهر، من أحد المافيوزيين الكبار، صاحب أكبر أسطول لتهريب الكازوال مقابل شراء صمته وسكوته.