مهنيو النقل : الحملات أسقطت الصغار، ومستعدون للكشف عن المستودعات الخفية إلتقط صورة للبوابة الخارجية لمستودع سري للمحروقات اكتشفه على سبيل الصدفة، ليجد نفسه مطاردا من قبل دراجة نارية أوقفت سيارة أجرة تقله رفقة زبناء آخرين متجهين نحو أولاد تايمة. مطاردة هوليودية لطاكسي تزود بهذه المحروقات من أجل توقيف الزبون ملتقط صورة للمستودع. بما يشبه المخبرين وقف المهرب الملتحي وهو يحمل طفلين فوق الدراجة في عرض الشارع، ذهل الركاب لحالة الهيجان البادية من تقاسيم وجهه وهو يزفر كأنه كان في سباق ماراطوني. لم يتردد في فتح البوابة الخلفية للسيارة، وأمر صاحب آلة التصوير والشرر يتدافع من محياه بقوله ” ارا هاذيك لابراي” فكان رد ملتقط الصورة بالسرعة والحزم اللائقين يا لله حتى لعند الجوندارم ونسلمها ليك”. أرغى وأزبد وتحدث إلى السائق ثم تراجع فاتحا الطريق للسيارة لكي تواصل مسيرتها. الواقعة جرت مند ثلاث ايام، انعطفت سيارة الأجرة عن الطريق الرئيسية عندما وصلت منطقة تيكيوين الحضرية بأكادير، تجاوز السائق قنطرة واد سوس بقليل ثم انعطف على اليمين، دخلت من باب كبير مفتوح على ضيعة لتخرج بعد دقائق وقد امتلأ خزانها بالغازوال، قائدها تخلى عن الركاب بعيدا عن الضعية غير أن ملتقط الصورة استفسر عن سر إخلاء السيارة من أجل أن تلج خالية إلا من سائقها ليبوح أن الأمر يتعلق بحاجة إلى المحروقات. مند حوالي ستة اشهر خلت ظل التهريب بمنطقة سوس عملة رائجة ظلت شاحنات تمارسه في العلن، تستقدم أطنان المحروقات من منطقة البير الواعر بمدينة العيون لتوزعه على مستودعات تنتشر بمختلف أطراف مدن أكادير، إنزكان ايت ملول وتارودانت، كما أدى البنزين المهرب لتوقيف محطات توزيع الوقود ضبطت متلبسة بإفراغ شاحنات صهريج محملة بالكازوال. وكان للمعالجات الإعلامية، والحملات التي قامت جمعية الشاحنات والوزن الثقيل وقعا على قيام الدرك بحملة توقيفات شملت سوس والصحراء، تلتها حملة على مئات الشاحنات تحول مقطورتاتها وأساساتها السفلية إلى خزانات سرية لشحن أطنان من الوقود المهرب، وشوهدت العديد من الشاحنات في تلك الشهور تلج ورشات التلحيم من أجل إقتلاع تلك الخزانات. فصناعة الخزانات السرية مهنة قائمة الذات بأوراش الحدادة والتلحيم بأيت ملول، يتم ربطها بدقة في مختلف أطراف هياكل الشاحنات بما فيها مقدماتها حيث المحرك. اليوم دخلت مدونة جديدة، تلح بصرامة تطبيقها القانون في أدق تفاصيله، غير أن نشاط تهريب محروقات البير الواعر بالعيون مازالت توصل المستودعات بمادتها السرية، حقيقة يصرح بها أمس بالعلن الكاتب العام لجمعية الشاحنات والوزن الثقيل، يقول بالحرف وبصرامة ، لا شيئ تغير، وأن الحملة المشار إليها شملت صغار المهربين، بينما لم تتمكن قوات الدرك والأمن والجمارك المنتشرة من العيون حتى سوس في وقف الكبار عند حدهم، الكاتب العام يضيف إن الكازوال يصل حتى مدينة خنيفرة، يشحن من سوس ويواصل رحلته السرية بواسطة بيكوبات بعد أن يتم إخفاؤه تحت خضر على شكل ” ديشي”. بينما مسؤول أمني ينفي أن يكون هذا النشاط يتخذ أماكن معينة، مؤكدا أن كل الحالات التي تضبط يتم اتخاذ الإجراءات القانونية في حقها، وأن الحملات شملت حتى من يطلق عليهم ” كبار المهربين”. لم يتردد كاتب الجمعية المهنية من جهته في توجيه رسالة يحمل فيها المسؤولية لقوات الأمن والدرك، و مصالح الجمارك المبثوثة من الصحراء إلى سوس، كما أعد على سبيل الذكر مجموعة مستودعات بأكادير، أيت ملول هوارة، تارودانت. ويختم بالقول إن الطامة العظمى أن محطات رئيسية للوقود مرخص لها مازالت تتلقى حصتها السرية بانتظام على ” عينيك أ بن عدي”.