أثار حوار صحفي أجرته، مؤخرا، صحيفة «الوطن» القطرية مع محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين بالبرلمان المغربي، استياء العضو بالمجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء والرئيس السابق لبلدية كلميم، محمد بوجيد، وذلك في ما يتعلق بأجوبة المسؤول المذكور بخصوص قضية الصحراء والوحدة الترابية. واعتبر عضو الكوركاس المذكور، في رسالة توصلت بها «المساء»، أن الشيخ بيد الله أثار مجموعة من التصريحات والنوايا المعبرة عن حقيقة نظرته إلى منطقة كلميم، حاضرة قبائل ثكنة، التي ترشّح فيها الشيخ بيد الله لمجلس المستشارين برسم انتخابات 2009، و«أبان عن حقيقة وعمق نواياه الدفينة تجاه ساكنتها الذين رمى بهم في تصريحه خارج منطقة وحياض الصحراء، خالقا بذلك مفهومه الجديد للصحراء، بل كما يريدها أن تكون (غربية)، وواصما شبابها بكونهم مجرد (عملاء) للنظام العسكري في الجزائر، ولا ينتمون إلى المنطقة المتنازع عليها، بل جاؤوا من فوق الحدود الشمالية للأقاليم الجنوبية». واستنادا إلى نص الحوار الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه، أوضح الشيخ بيَد الله، لدى إجابته عن تساؤل الصحيفة المذكورة حول كيفية التعامل مع خطاب الانفصاليين الذين يعيشون في المغرب في ما يتعلق بملف الصحراء، أن «هناك بعض الشباب الذين لا ينتمون إلى المنطقة المتنازع عليها، بل جاؤوا من فوق «حدود» الأقاليم الجنوبية، فهؤلاء من مناطق الشمال، وبعضهم ينتمي إلى القبائل التي تسكن في تلك المنطقة، وكل ذلك يدخل في إطار العمل المخابراتي الجزائري، وأضاف أن «هناك خونة وهناك أناس يشتغلون في إطار مخابراتي خارجي، وهذا معروف». وأضافت الرسالة المذكورة أن بيد الله طرد بتعريفه (الجغرافي) المغلوط للصحراء مجموعة من الصحراويين الممتد مجالهم الترابي والبشري من كحال «أي سواد» أركان بالأطلس الصغير وباني إلى كحال «أي سواد» أدرار بثخوم موريتانيا، متهما إيّاه بأنه يريد أن ينفي انتماء قبائل ثكنة وآيت باعمران للصحراء، مضيفا أن الذين يتنكرون اليوم لمفهوم الوحدة الترابية والوحدة الوطنية للصحراء هم الذين يحاولون تقزيم مفهوم الصحراء، وحصره في المفهوم الضيق الذي يريده عسكر الجزائر وأتباعه «الصحراء الغربية» ليبقي مفهوم الحكم الذاتي بعد ذلك مقتصرا على إرادة وإدارة قبيلة واحدة، والتي يقول صاحب الرسالة عنها إنها استفادت على مدى أزيد من37 سنة من الامتيازات والرخص والعطاءات، مرورا بالاستوزار والحصول على المناصب، وتملك بواخر وسفن الصيد في أعالي البحار، والاستفراد بأساطيل الشاحنات الكبرى للنقل الوطني أو النقل الدولي عبر القارات وبيع أطنان الرمال، وتسويق أطنان المحروقات، وأشياء أخرى شعارها «الصحراء لنا لا لغيرنا»، يؤكد صاحب الرسالة.