سوق شركات الإنتاج في المغرب من أكثر الميادين فسادا، خاصة إذا ارتبطت هذه الشركات بتعاملات مع القنوات العمومية الوطنية، والتي تبتلع ميزانيات ضخمة، وتفوت صفقات بالملايير، رغم انه لايشاهد برامجها أحد، مثال على ما سلف حدث بقناة العيون الجهوية، في عهد مديرها الحالي محمد لغظف الداه. لأول مرة في تاريخ الإنتاج التلفزيوني بالعالم كله، تحصل شركة إنتاج على صفقات صيانة المرافق والاعتناء بالمساحات الخضراء، بالإضافة إلى إنتاج برامج تلفزية، يحدث هذا بقناة العيون الجهوية، حسب ماورد في مجلة أوال في عددها 27. محمد لغظف، الآمر بالصرف بقناة العيون، فوت صفقات تجاوزت قيمتها مليارا و 300 مليون سنتيم لشركة "العيون للإنتاج" أما الصفقات التي فوتها لغظف لمحمد سالم حمو علي، مدير شركة "العيون للإنتاج" والتي تهم الإنتاج التلفزيوني، فهي 5 تم توقيعها في 8 يونيو من السنة الماضية، قيمة الصفقة الأولى 120 مليون سنتيم، والثانية 200 مليون، والثالثة 144 مليونا، أما الرابعة فقيمتها 600 مليون، ثم 180 مليونا للصفقة الخامسة. الغريب في صفقة قناة العيون وشركة الإنتاج المذكورة، أنها شملت مجالات بعيدة تماما عن ميدان الإنتاج التلفزي، مثل البناء وإعداد الاستوديوهات وصيانة مرافق القناة، بل حتى السقي والاعتناء بالمساحات الخضراء والنظافة وتزويد مكاتب القناة باللوازم المكتبية، فضلا عن مختلف المعاملات التجارية. كل ذلك بموجب عقد تمتد صلاحيته لمدة سنتين بداية من يونيو الماضي. شركة الإنتاج المذكورة أنتجت أيضا برامج للقناة بقيمة 12 مليون سنتيم للحلقة الواحدة، بينما أججت هذه البرامج موجة اعتراض من المشاهدين الصحراويين، وهو ما عكسته عشرات البلاغات لجمعيات مدنية تندد برداءة هذه البرامج.