عندما كتبت الرسالة السابقة التي صنعت الثورة كنت قد وعدت في ختامها أنني سأعيد الكرة مرة أخرى فهاأنذا آخذ قلمي ودفتري كي ألتقي بأحبتي عبر الكتابة ،لقد زالت أحزاني بلقائكم . إلى متى تبقى الأمور هكذا؟ لو أستطيع أن أتوقف عن الكتابة لأن المسير في هذا الطريق يؤدي بي إلى المخاطر قد أكون قربانا تأكله نيران غضب المسؤولين ،إما أن نعيش في عز وكرامة وإما أن نموت من أجل ذلك ،وسيكتب التاريخ يوما أن رسالة مستضعف صنعت ثورة وفتحت بابا للحرية لايغلق إلى يوم القيامة وقد قيل لاتحتقر كيد الضعيف فربما تموت الأفاعي بسم العقارب . لقد رمت بي الأقدار إلى هذه المهنة كما رمت بآخرين غيري إنه الفقر والحاجة عندما تكون فقيرا قد تتحالف مع الشيطان (كاد الفقر أن يكون كفرا) لذلك تم استغلالنا بشكل بشع. في هذه المهنة ترى وتسمع كل مالا تستطيع احتماله هذه المهنة أشقتني وأتعبتني كثيرا،أود أن أموت قبل أن تقهرني الحياة لكن لابأس لاتهتموا ....الأعمار بيد الله . هذه ليست مقدمة وليست رسالة بل هي شهادة على واقع مرير جمعت خيوطه من البر والبحر . شهادة على مسيرة لم تكتمل بعد مسيرة بدأها القدامى بالضرب على الحديد البارد هذه الأيام بدأ الحديد يسخن تحية إلى كل الذين ساهموا في ذلك تحية إلى كل الأبطال الشرفاء، المجد للذين أرادوا أن يقدموا شيئا جميلا لهذه المهنة سواء بالكتابة أو بالفيديو(صوت وصورة ) . تحية خاصة إلى الجينرال بوشت هذا الرجل يستحق الثناء من أفراد القوات المساعدة صنع مالم يصنع غيره. ليس المهم أن نخاف لكن المهم أن نقاوم الخوف ،سندق الأرض النائمة حتى يستفيق المسؤولون وتشرق شمسنا الموعودة ويكبر وطني الحبيب في عيوني ،وسنهتف للشمس كلما أشرقت وسنكون العين الحارسة التي لاتنام ونشهد أننا سنكون دائما في الموعد وأقسم أننا سننتصر طال الزمان أو قصر . في هذه المهنة تمر علينا الأيام متتالية كالشهور وسنوات عجاف تضاهي القرون وصمت رهيب وسكون وظلم وجور ووعد ووعيد بالسجون وزفرات وحسرات وعبرات وشجون.في هذه المهنة أجرة زهيدة لاتقاوم الغلاء ولا تقف في وجه الكراء ولامتطلبات الأبناء من كتب وملابس ودواء ولا فواتير الكهرباء والماء فتضاعفت الأعباء وكثرت الأنباء .تلك إذا حكاية بشر ليسوا ككل البشر يعيشون الحيف والتهميش الممنهج والإقصاء أصواتهم مصادرة وحقوقهم مهدرة أجسادهم شموع تضيء ثم تذوب وتحترق لتعيش الأجيال في أمن وسكينة إنه الايثار في أسمى معاليه فهاهي صورهم قتلى في مخيم (كديم إيزيك) تختزنها الذاكرة وتلك قبورهم في شعاب وأودية الصحراء شاهدة على تضحياتهم ،وتلك آثارهم وخطاهم في شوارع المدن وزقاقها يتتبعون الخارجين عن القانون في تفان قل مثيله يواصلون الليل بالنهار ويعملون في كل وقت وحين وفي الأفراح والأقراح وفي المنشط والمكره وفي السراء والضراء وفي البر والبحر وفي المدن والقرى وفي السدود والحدود يعملون مع كل القطاعات المدنية منها والعسكرية مع الجيش،الدرك،الوقاية المدنية،الشرطة،السلطة يعملون في كل شيء مقابل لاشيء فهل عرفتموهم؟إنهم أفراد القوات المساعدة أين هي الأقلام الحرة التي تبين معاناتهم ؟أم أن الأقلام لاتكتب إلا لتسلط عليهم لماذا هذا التكتم المقصود ؟(أضننتم أنها ضاقت علينا وحدنا ،ياكاتب التاريخ ماذا جد فاستثنيتنا فلتعد القراءة والكتابة مرة أخرى أراك لحنت ) لماذا لايُهتم بهذه الشريحة كما اهتم بغيرهم ؟ من العيب أن يجازى أفراد القوات المساعدة بنكران الجميل ومن العيب أن يظل الراتب الشهري للمخزني في خضم كل ماسمعناه من معاناة لايتجاوز 2200 درهم والكراء لوحده يتجاوز 2000 درهم في المدن الكبرى ناهيك عن متطلبات العائلة والأبناء وموجة الغلاء فذلكم البلاء فذلكم البلاء .إذن متى ينصف المسؤولون هذا الجهاز من الظلم الذي لحق بهم منذ أكثر من ستين سنة نحن لانريد عطف أحد كل مانطلبه أن نأخذ بقدر مانعطي يعني أجرة تناسب العمل الشاق الذي نقوم به بصراحة تامة (زيدونا زيدونا 44 ماتكفينا ) نطالب المسؤولين الكبار على رأسهم الوزير الأول ووزير الداخلية أن يعيدا النظر في أجرة المخزني نريد الزيادة في الراتب الشهري زيادة مشرفة ومنصفة تحقق العيش الكريم لهذه الفئة المظلومة منذ عقود لانقبل زيادة مجهرية تكرس الفوارق الاجتماعية وتعمق الأزمة أكثر فأكثر نطالب بتحسين التعويض عن التنقل كفانا إهانة أيعقل أن يكون التعويض عن التنقل 24 درهم لليوم لاتسمن ولاتغني من جوع وقد لاتأخذه لسنوات وقد يذهب أدراج الرياح .يجب معالجة الأمر بشكل سريع مع مراعاة أن يؤخذ مقدما قبل العمل كما تفعل إدارة الأمن الوطني مع رجالاتها وتحسين ظروف السكن وتنويع الطعام وتوفير الشروط الصحية الضرورية عند الإقامة أثناء التنقل ولقد عشنا أثناء تواجدنا في إحدى المهمات بأيت ملول في العشر الأواخر من رمضان في السنة الماضية مهزلة كبيرة السكن بالخيام تذكرنا بالقرون الوسطى مع قلة المرافق الصحية (المراحيض) وانعدام مكان الاستحمام (الدوش) ،خصوصا وأن الجو كان حارا بالصيف وما أثار سخط الجميع هو الطعام الغير مناسب (العدس واللوبيا ) يوميا ولكم أن تتصوروا أناسا يأكلون العدس في منتصف الليل استعدادا للصيام فيصيبك العطش في أول الصباح وقرحة في المعدة أثناء الزوال وقد لاتٌتم الصيام إلى آخر النهار بسبب الغثيان هذا في أحسن الظروف وفي مرات عديدة لاطعام ولاشراب ولاسكن ولاهم يحزنون . وأنا أتصفح إحدى الجرائد الوطنية أول أمس فإذا بي أقرأ خبر عجيب وهو أن إحدى السيدات الفرنسيات مات كلبها إثر حادثة سير أخذت بموجبه تعويضا عن تأمين كلبها بقيمة 30 مليو ن سنتيم قلت مع نفسي (سبحان الله ) كلب عندهم أغلى من إنسان عندنا ألهذه الدرجة سقطت رمزية الإنسان واسترخسونا واستبخسونا لانقبل بهذه الإهانة لذلك نطالب الجهات المسؤولة برفع الحيف عنا ورفع قيمة التأمين لأفراد القوات المساعدة ونشدد على ذلك وقد قال لي أحد الأصدقاء مازحا (كوكنت غير كلب ففرنسا ايترفحوا لوليدات إيلا متنا) . هل تعلم أن قيمة التأمين للمخزني في حالة وفاته مدافعا عن وطنه هو 3 مليون سنتيم (حشاكم) وفي الختام وحتى لانطيل عليكم نعلن تضامننا الكلي مع مخازنية الشمال في محنتهم مع الطاغية حدو حجار السيء الذكر نعرفه جيدا ولقد زارنا في إحدى جولاته المشؤومة وقال ساخرا أمام الجميع ( المخزني ماخصوش يوكل البنان وهدد قائلا : غادي أندوز عليكم الشار) .إذا كان المسؤول رقم 1 على رأس المفتشيية العامة للقوات المساعدة بعد أيام من تنصيبه في أول لقاء مع جنوده يقول مثل هذا الكلام أي خير يرجى من هذا السفاح .وأما عن معاناة إخواننا في الحزام الأمني بالحدود فحدث ولاحرج الأحوال هناك سيئة مع قلة الماء والطعام و الزبونية والمحسوبية في كل شئ ولأنهم تحت قيادة الجيش وكلنا نعرف ضباط الجيش وهم أفسد ضباط في العالم كما شهدت بذلك وثائق ويكيلكيس ،خلاصة القول فإن مخازنية الصحراء بالحدود وضعهم لايبشر بالخير ولايتسع المجال لسرد معاناتهم وأعدكم أنني سأخصص رسالة خاصة لذلك ،وأنا أختم الرسالة بلغ إلى مسامعي خبرين أحدهما سار والآخر محزن ،فأما السار فهو أن هناك وعد بالزيادة رغم عدم وجود ضمانات لذلك والخبر المحزن أن الأخ صاحب الفيديوات قد ألقي القبض عليه ونعلن تضامننا الكلي معه ونطالب بإطلاق سراحه فوراً ونقول له إن قلوب الملايين معك، كما ندعو كافة الهيآت وأصحاب الضمائر الحية للوقوف إلى جانب زميلينا في محنة إعتقاله، لا لشئ سوى لأنه قال كلمة حق في زمان قل فيه من يقول كلمة حق. ونؤكد أننا سائرون على نفس الطريق حتى تحقيق جميع المطالب المشروعة ولن يرعبنا السجن ولا حتى الموت ولا أي شكل من أشكال التهديد ونطالب جميع أفراد القوات المساعدة بدعم الزميل عادل مادياً ومعنوياً حتى يتم إطلاق سراحه ونحن دوماً في خدمة الشعار الخالد: الله، الوطن، الملك. رابط الرسالة الاولى: http://www.4non.net/news1999.html