أختتمت مساء الإثنين 29 يناير الجاري فعاليات القمة الإفريقية الثلاثون بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا , نسخة هذا العام جاءت تحت شعار "الإنتصار في معركة مكافحة الفساد : مسار مستدام لتحويل إفريقيا " , ومن بين أهم النقط المدرجة في أجندتها الإصلاحات المؤسسية في الإتحاد الإفريقي ووضع الأمن والسلام في القارة الإفريقية والتجارة الحرة وفتح المجال الجوي بين دول القارة . الدورة التي دامت يومين عرفت حضور العشرات من زعماء دول وحكومات الأفارقة وأيضا الأمين العام للأمم المتحدو أنطونيو غوتيريس والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيظ والرئيس الفلسطيني محمود عباس . الجلسة الإفتتاحية للقمة عرفت تأخيرا دام لساعتين وذلك لإنعقاد جلسة مغلقة خصصت لإجازة توصيات وزراء الخارجية ومناقشة ملفات القمة التي أنتخب الرئيس الرواندي بول كاغامي رئيسا لأطوارها , بنهاية اليوم كان المشاركون قد إتفقوا على تسوية القضايا الخلافية بموافقة ما يقارب نصف الدول الإفريقية كمشروع إصلاح الإتحاد الإفريقي وتمويله ذاتيا ما سيكلف خزينة كل دولة %0,2 من ميزانيتها إضافة إلى السوق المشتركة وحرية التنقل . القمة عرف نقاشات ومشاورات تمخض عنها توصيات عديدة بشأن محاربة الفساد والإرهاب وتوحيد الموقف الإفريقي سياسيا وإقتصاديا والتحرر ومن بين أهم ما جاء في التوصيات بخصوص نزاع الصحراء (112-119) تأكيد موسى فاكي محمد رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي في بيان إعتماد المقررات المقدمة بخصوص الملف مشيرا إلى القرار رقم 653 الذي تم إعتماده وبموجبه طلب من رئيس المفوضية الافريقية ورئيس الاتحاد الافريقي ان يعملا مع الأطراف المعنية بالنزاع والأمم المتحدة والقيادة الافريقيةً على الدفع بعملية إيجاد حل مشيرا أن القمة المقبلة للاتحاد الافريقي ستنعقد في نواكشوط يوليوز المقبل للتنظر في الموضوع . مشاريع القوانين التي تقدم بها مجلس السلم والأمن في الإتحاد الإفريقي كانت قد عرفت إعتراضا شديدا بالظبط بخصوص ثلاث مشاريع قرارات والتي وصفها المغرب على لسان ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي بالمخططات المتجاوزة وأن المغرب أجرى بعض التدخلات لتغيير التقارير متحدثا أيضا عن إحصاء اللاجئين الصحراويين ما يعني أن ملف الصحراء الغربية أصبح حاضرا داخل أروقة الإتحاد الإفريقي . النقاط الثلاث التي أثارت حفيظة الوفد المغربي كانت تأييد الإتحاد الإفريقي لإستئناف المفاوضات ودعوة كل من المغرب وجبهة البوليساريو بإعتبارهما طرفي النزاع إلى حوار مباشر تماشيا مع قرار مجلس الأمن الأخيرلتنظيم إستفتاء حر ونزيه لتقرير مصير الشعب الصحراوي ومطالبة الدول الافريقية بمقاطعة "منتدى كرانس مونتانا العالمي" الذي تحتضنه الداخلة ثاني كبرى المدن الصحراوية مارس كل سنة كما دعت المنظمة المشرفة بالكف عن تنظيمه ,و دعوة المغرب بقبول استقبال بعثة افريقية برئاسة رئيس موزامبيق السابق يواكيم شيسانو ، والقبول ايضاً بلجنة لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء بصفة مستقلة . وفد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية برئاسة إبراهيم غالي رئيس الجبهة عبر عن ترحيبه بقرارات الإتحاد الإفريقي معتبرا التوصيات إنتصار للسياسة الصحراوية المتشبتة بحق الشعب في تقرير مصيره .