لنقف دقيقة صمت قد تطول او تقصر ترحما على الانسانية التي ابتلعتها مياه الاطلسي .ولفظتها امواج حالكة على الارخبيل الاسباني ,في مشهد جفت له الجفون قبل العيون وتساقطت على اثره قطرات دموع وحرقت قلوب وصدحت حناجر على منطقة احرقها قيض البطالة والاقصاء .هنا اذن بداء سيناريوا تراجيدي ظاهره هولوكوست طبيعة وساديتها ,لكن باطنه افاعيل اصحاب المؤامرات ذوي ربطات العنق القبيحة ومن معهم الذين منحوا للمنطقة ميدالية النكبة ولا شيء غير النكبة .. منحوا للمنطقة البطالة والاقصاء مقابل تسمين الحسابات البنكية بداخل والخارج .. منحوا تنمية الوهم سطحها ضباب وعمقها سراب .. منحوا لنا دموع المعطلين ومعاناتهم وهم في اعتصام بطولي امام مقر ما يسمى" الجهة " بصدور تجابه جبروت الساسة الفاسدين .. منحوا لنا انين الامهات والكهول يلتحفن السماء وهم بالقرب من مقر امارة المؤمنين وقبة الساسة ترصدهم ,احتجاجا على اقصائهم من بطائق الانعاش التي توزع لمن هم ليسوا في حاجة اليها في مشهد يبصق على كل مرجع كوني لحقوق الانسان .. منحوا لنا الة قمعية شغلها الشاغل قمع واغتيال وصد كل من يغرد خارج السرب ودم الشهيد ابراهيم صيكا عنوان لذالك .. فعلها الاطلسي وليس بالجديد عليه وتنكر لهم بدوره وحجب عنهم ضفة الاخرى , ووقف على مضض على نقلهم لرقعة الاحلام و الفرص وفق فهمهم ..الرقعة التي لا تختلف على صحرائهم لو لم تسلط عليها ايادي المكيدة وخفافيش الظلام التي امتصت الدماء وجعلت المنطقة اشبه بغرفة الاستعجالات باحدى مستشفياتنا المهترئة .وهذه هي اخلاق الانسانية المتمثلة في وقوف مسؤولي جزيرة لانثاروتي متارصين لدقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء الكرامة ,في حين مسؤولي المنطقة او بالاحرى لصوصها لم يتمتموا ولو بالفاتحة على هذه الشموع الوضاءة التى ابتلعها الاطلسي وقدموها قرابين لبحر الظلمات بسياستهم الفاشلة المعتمدة على نهب وسلب مال الكادحين ولنا في صفقة "الكاميرات بولاية كليميم " خير مثال و قول … وهاهي ابيات العراقي احمد مطر تحاكي ما قلناه ولوا بالقليل من الاحساس .. لمن نشكوا مآسينا ؟ ومن يُصغي لشكوانا ويُجدينا ؟ أنشكو موتنا ذلاً لوالينا ؟ وهل موتٌ سيحيينا ؟! قطيعٌ نحنُ .. والجزار راعينا ومنفيون ...... نمشي في أراضينا ونحملُ نعشنا قسرًا ... بأيدينا ونُعربُ عن تعازينا ...... لنا .. فينا !!! فوالينا .. أدام الله والينا رآنا أمةً وسطًا فما أبقى لنا دنيا ..... ولا أبقى لنا دينا غرق الشهداء وغرقت الاحلام .