بقلم:عزيز طومزين تنفّست ساكنة هذه الجهة وحاضرة وادنون بشكل خاص شيئا من الأمل ،بعد اندلاع احتجاجات شعبية عارمة استمرت لأكثر من سنة ،قاد فيها شباب هذه المنطقة "حربا" ضروس ضد الفساد الذي كان ينخر المؤسسات التمثيلية ،وذلك لاسترجاع حقوقهم المنهوبة وهويتهم المسلوبة ،لكن شاءت الأقدار أن يلتحق بهذا الحراك شرذمة من الانتهازيين والوصوليين الذين غيروا مسار الاحتجاجات لكي تصب في مصالحهم،وبالفعل كان لهم ما أرادوا ففي أول استحقاق انتخابي(انتخابات 2015 الجماعية والجهوية) تعرفه المنطقة بعد هذا الحراك ،فشل قادة التغيير بالمنطقة في الوصول الى الهدف الذي من أجله انطلقت تلك الاحتجاجات وهو كنس الفاسدين من المؤسسات التمثيلية ونفض الذل والخنوع عنها والبدء في بناء مؤسسات تقوم على أساس القانون والعدالة والنهوض بقدرات المنطقة تنمويا" واقتصاديا" واجتماعيا" .
فبعد خمس سنوات ونيف من الاحتجاج وبعد حملة اعلامية ناجحة ضد الفساد ،نرى أن بعض من خول بالحديث باسم الساكنة لم يكن لهم من هدف سوى البحث عن سلطة أو كرسي أو تصدر مشهد، مما اقتضى بهؤلاء العمل خارج اطار المصلحة العامة ،مما وصل بالبعض منهم الى الاختلاف لأجل الاختلاف وهو ما سيؤدي دونك شك إلى تفاقم الأزمة التي تعيشه المنطقة، كما أدى الى جعل البعض الآخر نكاية بالآخرين عرضة للاستقطاب والاحتضان من بعض القوى لحسابات استراتيجية خاصة بها لترتيب أوراقها في المنطقة ،وكل تلك الأفكار والاتجاهات لتلك الكائنات الانتخابية ستؤدي بما لا يدع مجالا للشك إلى انهاء حلم التنمية وتلاشيه.
لقد فشل جميع المنتخبين بشتى مشاربهم بإيصال صوت الساكنة وأمالها لمستواها المطلوب مما جعلهم عرضه للاستخفاف من قبل هذه الساكنة وقواها الحية ، منتخبين جلّهم ضعاف جعلوا من أنفسهم سلعه رخيصة للبيع والتدمير والشراء والتوظيف من بعض الجهات لا رغبه في انقاذ هذا المنطقة المغلوب على أمره بل للحفاظ على مصالحها فهناك قوى على ما يبدو تسعى لتأجيل التنمية بهذه المنطقة حتى تعمل على شفط كامل مقدراتها وهناك أطراف أخرى لا تريد الانخراط في أي مشروع تنموي حقيقي خوفا من ان تضيع مصالحها ،وهناك طرف أخر وهو المصيبة الأعظم التي أبتلينا بها،يؤمن أن بناء المنطقة وعودتها إلى الواجهة سيكون أنتهى لعهده، وعليه فهو لا يتردد في احراق المنطقة وإشعال صنوف الفتن وعلى طريقة "أنا أو الطوفان". لقد أثبت اليوم ذلك الطرف عن فشله وغبائه والذي كان طيلة سنوات يحاول جاهداً ان يخفيه عن الساكنة، بدأت المؤامرات والدسائس ومحاولات نسف المجلس الاقليمي ومجلس الجهة في محاولة أن يكون المعرقل لإرادة جزء كبير من الساكنة ويعمل ضد تطلعاتها ،رغم تحفّظنا على عدد من المستشاريين الذين سبق وتورطوا في الفساد خلال ولايات سابقة يبقى من وصلوا للمجالس التمثيلية ممثلين للساكنة ومخولين بالحديث نيابة عنها بغض النظر عن الطريق الذي سلوكه للوصول. الحقيقة التي يرفض البعض استيعابها أن زمن الفرقة والتفريخ ولى من غير رجعه وأصبحنا في زمن لا مكان للمعرقل والمخطئ فيه بيننا خاصة وان كان المخطئ يتستر ورأى الديمقراطية واختلاف الرأي ليخفي مبدأه الأساسي لا صوت يعلو فوق صوته. أن حالة الشّد والجذب والتسويف بمقصورة الجهة اصابها بآثار سلبية وعواقب وخيمة وشر مستطير عليها،وجعل القائمين عليها يظهرون بمظهر بعيد كل البعد عن جوهر مهامهم ولبّها فبدل ان ينكبّوا على التنمية وتصحيح الأوضاع نراهم أشّغِلوا بالمواجهة مع المعرقلين وكشف دسائسهم، وكأنهم انتخبوا على أساس إظهار فساد من لا يحتاج لذلك ،إذن فشل واضح وصريح بحق المنطقة وأهلها وضياع الفرص الوحدة تلوى الأخرى على يد من خولتهم الساكنة بالتحدث باسمها حين اعتبروا المسؤولية تشريف وليس تكليف وبيعا للضمير لا حفظ كرامة المنطقة وأهلها وإعادة تنميتها. ختاماً، إلى المستشارين بالجهة من حقكم بل من واجبكم الاعتراض على رئيس الجهة فهو بشر وليس ملاك ولا نصف إله ،وقد تختلفون في الرأي ،وقد تتعارض المصالح ونتضاد في الأفكار لكن يجب ان تجمعنا مصلحة الوطن والمنطقة ، لا الارتماء بأحضان الفساد لأجل الانتقام أو لأجل حفنه من الدريهمات فلا مبرر لضياع تضحيات الناس وإهدار كرامة المنطقة ومن فعلها فقد خسر خسران مبين. اخر الكلام : أحذروا أن تضيّعوا هيبتكم وتتحولوا إلى كراكيز داخل المقصورة لا تهش و لا تنش دورها تحقيق احلام سياسية واقتصادية لسيدكم ،ولكم في ما حدث بالمجلس البلدي سابقاً نموذج يحتذى به . رمضان مبارك سعيد