كان الشعراء قديماً يكتبون القصائد والأشعار في مدح الوالي أو الخليفة ليمنحه الأخير العطايا والأموال مقابل تزلفه ونفاقه. وإن امتنع الحاكم عن هذه العطايا فإن الشاعر يقلب مائة وثمانون درجة ليهجو الحاكم. وفي كلتا الحالتين -المدح أو الهجاء- فإن الشاعر يتبع ما تمليه عليه مصلحته الذاتية بعيداً عن الصدق أو النزعة الصادقة في أشعاره وهذه طبعاً مصيبة. وإذا كان الامر هنا على مستوى الشعراء مصيبة،فإنه على مستوى السياسيين ومن يتصدرون الشأن العام يعدّ المصيبة ألاعظم،وفي منطقتنا التي تعاني صنوف الفساد كثر المنافقون والمتسلقون لتحقيق غايتهم، بينما غابت الضمائر –إن وجدت أصلاً- لدى هؤلاء وباتت مصالحهم هي المحرك والدافع لكل تحركانهم وأفعالهم. مثال على النفاق والحربائية في أبشع صورهما بهذه المنطقة السيد المستشار الجماعي "براهيم حيدارا" عن حزب الاستقلال الذي دخل التاريخ الواد نوني من أسوء ابوابه ونقش اسمه في قائمة العار بعدما تحول هذا الشخص من عضواً في ما يسمى تنسيق محاربة الفساد بكليميم الذي يطالب بمحاكمة "عبد الوهاب بلفقيه"،وعضو بالمعارضة بالمجلس البلدي الذي يرأسه شقيق بلفقيه، كل هذا الكلام قبل وصوله لعضوية البلدية. بعد تشكيل المجالس والحسم في رئاساتها وعضوية مجلسي النواب والمستشارين تبين لهذا الشخص أن مصلحته تقتضي أن يتحول من الابيض إلى الأسود. وهكذا كان. في عشية أو ضحاها رمى هذا الحربائي مبادئه وراء ظهره ومداخلاته التي كانت تكتب له على ورقة في كل للقاء فالرجل لا يجيد كتابة سطرين على الأكثر، وأصبح اليوم لونه أسود فاقع لا يسر الناظرين، والمبررات تعددت وتنوعت ما بين سيارة فارهة، أو منحه صفقة، الخ. ليختم كل هذا الهطل السياسي بخربشة على الفيسبوك تعليقاً على احتمال تغير عراب الفساد بالمنطقة لجلده السياسي وانتقاله من حزب الاتحاد الاشتراكي في اتجاه حزب الاستقلال، قال فيها:"بصفتي احد كوادر حزب الاستقلال فى جهة كلميم وادنون لحد الساعة لاعلم لى بالخبر وان حصل فهذا قطعا سيكون مكسبا كبيرا لحزب الاستقلال محليا ووطنيا فالرجل قيمة مضافة لأي هيئة سياسيه ينتمي لها لنعطى كل ذي حق حق"
جدير بالذكر أننا في هذه الجريدة "صحراء بريس" لم ولن تنطلي علينا كل هذه الحركات البهلوانية التي يقوم بها عدد من السياسيين بهذه المنظقة وغيرها ،والذين يسعون من خلالها إلى التمويه فقط،فقد سبق ونشرنا مقال حول هؤلاء خلال فترة الحراك ضد بلفقيه وحذرنا من ان كثيرين سيحاولون ركوب الموجة وذكرنا بالاسم "مبارك لهذيلي" و"حيدارا براهيم" وغيرهم، وقد تحققت تنبؤاتنا وحصل ما كان يخشاه كل غيور على هذه المنطقة. رابط المقال بعنوان "بلفقيه ومعارضيه وغرام السلطة" : http://www.4non.net/news14650.html