تولت الولاياتالمتحدة رئاسة مجلس الأمن خلال أبريل الجاري، وهو الشهر الذي سيعالج ملف الصحراء، وهناك ترقب حول معرفة الطريقة التي ستتعامل بها السفيرة الأمريكية نيكي هيلي مع هذا النزاع. ويتزامن الشهر مع تطورات يشهدها نزاع الصحراء وأبرزها ما يحدث في الكركرات، مما قد يسفر عن قرار هام هذه المرة يتفادى تكرار المواقف الكلاسيكية. وكان موقف الولايت المتحدة خلال السنوات الأخيرة في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما غير ودي تجاه المغرب، حيث أثار الكثير من الاحتجاج في الرباط الى مستوى توجيه اتهامات بالرغبة في الدفع نحو فصل الصحراء عن المغرب. ولم تغير الولاياتالمتحدة من موقفها الداعي الى تقرير المصير، ولكنها في بعض المرات تتفهم مطالب المغرب بالحكم الذاتي. ويجهل هذه المرة مع الإدارة الجديدة برئاسة دونالد ترامب، هل ستكتفي واشنطن بدعم قرارات الأممالمتحدة الكلاسيكية أي التنصيص على “حل عادل يضمن للشعب الصحراوي تقرير المصير”، أو ستتخذ قرار من القرارين، الأول الميل نحو الحكم الذاتي بشكل واضح ولكن دون تبنيه، وثانيا احتمال تغليب حقوق الإنسان وقد تطالب بمراقبة المينورسو لهذه الحقوق في الصحراء، علما أن هذا الاحتمال ضعيف رغم مطالبة الكثير من الدول الإفريقية واشنطن بذلك. وجرى الحديث عن احتمال موقف غير ودي من طرف الإدارة الأمريكية الحالية ضد المغرب بسبب رهانه على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والمساهمة في تمويل حملتها، لكن هذا المعطى لن يكون له تأثير لأن نزاع الصحراء هامشي في أجندة البيت الأبيض، وتهتم به نسبيا فقط وزارة الخارجية الأمريكية. ووفق التقديرات “قد يكون هناك اهتمام أمريكي نسبي بالجانب الحقوقي، أما عموما، فسيكون هناك موقف عادي للغاية، أي دعم الموقف الكلاسيكي ثم دعم الإجراءات الرامية الى تحريك الملف سياسيا لكي لا يتطور الى مواجهة عسكرية بعد الكركرات”. في الوقت ذاته، يقول مصدر عليم بملف الصحراء في الأممالمتحدة“الولاياتالمتحدة ليست بمصدر قلق بل روسيا في الوقت الراهن”.