لأول مرة في تاريخ قبيلة لبيهات يلتف عشرات الشباب والشابات على تكوين إطار لدعم حمدي ولد الرشيد، تبناه المستشار البرلماني عن حزب الاستقلال إبراهيم الشريف، الذي اشتغل رفقة شباب من أبناء عمومته ممن عملوا في السنوات الماضية مع حمدي ولد الرشيد، واشتغلوا جميعا وبشكل أثار الانتباه على التواصل مع كافة أفراد القبيلة خاصة الشباب ممن يحملون نفس التوجه أو لهم قابلية المضي في طرح حمدي ولد الرشيد، بل تجاوزوه إلى استقطاب أنصار الجماني ونجحوا في كثير من المحاولات في إطار تحقيق تحالف يضمن مصالحهم في قادم الأيام. خاصة إذا علمنا أن السائد لدى عموم القبائل أن قبيلة لبيهات تعاني إجحافا واضحا في كل ما يتعلق بمعاملاتها الإدارية وتمارس في حقها انتقائية ملفتة بكافة الإدارات التي يسيرها آل الرشيد، فضلا عن حرمانهم من المشاريع المقدمة للشباب العاطل، بسبب النظرة لهم على أنهم وعاء انتخابي يخدم مصلحة الجماني المنافس الأبدي لولد الرشيد. ورغم محاولة البرلماني الاستقلالي إبراهيم الشريف ومجموعته إثبات العكس، وإقناع شباب لبيهات بالانضمام لركب حزب الميزان، والاشتغال بكل الوسائل من اجل حشد دعم كبير لولد الرشيد داخل قبيلة لبيهات، لما لذلك من رمزية مهمة خاصة أمام ترشح الجماني محمد سالم، ستساهم لا محالة في محو الصورة النمطية التي ظلت لصيقة بكل من ينتمي لقبيلة لبيهات، وإثبات أنهم قادرون على الاستقلالية بآرائهم، وتحديد توجهاتهم بأنفسهم. ورغم ما شكلته مبادرة البرلماني إبراهيم من أهمية واحتوائه لعشرات الشباب الغاضب من الوضع القائم والساخط على معاملة ولد الرشيد ونظرته الدونية لهم، رغم ما قدموه من اجله ووقوفهم إلى جانبه أمام الأشهاد، وما شكله الأمر من إحراج لهم أمام عوائلهم خاصة في ظل ترشح واحد من أبناء قبيلتهم المشهود له بفعل الخير ودعم ومساعدة المحتاجين، والقادر على تغيير الوضع الحالي الذي يعيشونه. وبعد كل هذا الجهد الجهيد في تكوين مجموعات شبابية مهمة بلغت قرابة 300 شاب وشابة، ساعد في ذلك سلامة يد البرلماني إبراهيم وسمعته داخل القبيلة، وبعد انتظار تحديد لقاء مع ولد الرشيد، جاءت الصدمة حين رفض ولد الرشيد لقاء المجموعة لأسباب مجهولة أبانت عن نظرة ولد الرشيد الدونية لأبناء القبيلة وعدم ثقته في صدق انتمائهم، واعتبار لقائه بهم مجرد مضيعة للوقت أو اجتماعا قد يجر عليه المحاسبة التي هو في غنى عنها. فهلا يحجم البرلماني المحترم عن الخوض في مغامرات انتخابية غير محسوبة، ويكف عن تلطيخ أياديه النظيفة بوعود وتطمينات لا يملك تحقيقها في ظل جفاء ونفور غير مفهوم من حمدي ولد الرشيد تجاه قبيلة لبيهات بسبب صراعات تاريخية لا وجود لها إلا في مخيلته، وهل يستوعب شباب قبيلة لبيهات الدرس ويعودوا إلى جادة الصواب، ويكفوا عن ملاحقة السراب وإتباع المجهول بعدما تبينوا حقيقة نظرة ولد الرشيد لهم، وينكبوا على الانخراط في مسار التغيير الذي يقوده مرشحون آخرون ، همهم وشغلهم الشاغل تحقيق برامج حقيقية جادة تعود بالنفع على المنطقة وأبنائها بعيدا عن الاستغلال البائس للشباب، وتشرع أبوابها أمام الجميع دون مراعاة للانتماءات القبلية الضيقة، ونتمنى أن يعي هؤلاء الشباب قوتهم ويستثمروها في قابل الأيام من خلال حث بعضهم البعض على التصويت المكثف من أجل تغيير الوضع القائم الذي يتحملون فيه المسؤولية إن ظلوا صامتين غير مبالين.