أفاد المدير الجهوي لوزارة الفلاحة والصيد البحري بالعيون سعيد أقريال أن الغلاف المالي المخصص لإنجاز مجموعة من المشاريع الفلاحية بجهة العيون الساقية الحمراء في إطار البرنامج التنموي الجديد الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس في نونبر الماضي بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء، بلغ ما مجموعه مليار و466 مليون درهم . وأبرز أقريال أن هذا البرنامج التنموي يشمل 14 مشروعا موزعة على الفلاحة العصرية ، والفلاحة التضامنية، والمواكبة والتكوين، خاصة ما يتعلق بتأهيل المركز الفلاحي بالعيون لتكوين الشباب في الميدان. فبخصوص الفلاحة العصرية، أوضح أقريال أنها تهم مشروعا واحدا يتعلق بخلق دائرة سقوية بمنطقة الجريفية بإقليم بوجدور على مساحة 1000 هكتار، والتي ستشهد الجهة بفضلها قفزة نوعية، وتنويعا جديدا لقطاع الفلاحة، عوض الاعتماد على نشاط تربية الماشية، حيث سيخصص 500هكتار منها لإنتاج الأعلاف الكلأية لتطوير سلسلة حليب الأبقار كما سيتم تخصيص 500هكتار الاخرى لزراعة الخضروات تحت البيوت المغطاة بتكلفة إجمالية تقدر ب 450 مليون درهم. وأفاد المسؤول الجهوي كذلك، بأنه تمت المصادقة على صفقات تتعلق بخلق الأثقاب في الدائرة السقوية الجريفية والتي من المنتظر آن يتم البدء في مدها بتجهيزات السقي بالتنقيط خلال السنة المقبلة. أما في ما يتعلق بالفلاحة التضامنية ،يضيف أقريال، والموجهة لفائدة الفلاح الصغير، فسيشملها 12 مشروعا، موجها أساسا لتنمية قطاع تربية الماشية في المجال الرعوي، من خلال تكوين وتأهيل وتحسين المراعي التي تمكنها من توفير الكلأ لقطيع الماشية بما فيها الإبل والماعز والأغنام بكل أصنافه ، وذلك من أجل النهوض بهذا القطاع وتحسين مردوديته وضمان دخل جيد للمربين الذين يعتمدون على المجال الرعوي، مشيرا في هذا الصدد الى أن قطيع الماشية بالجهة يضم 105 ألف رأس من الإبل، و300 ألف رأس من الماعز، وما يناهز ب 260 ألف رأس من الأغنام، و1977 رأس من الأبقار . وأوضح المدير الجهوي للفلاحة أن المكونات الأساسية لهذه المشاريع ، تهم تأهيل المجال الرعوي، الذي يشكل تقريبا 45 في المائة من المساحة الإجمالية للجهة بمساحة تقدر ب 9 مليون هكتار، وذلك من خلال فتح بعض المسالك لفك العزلة عن المنطقة ، وخلق نقط الماء الإضافة الى القيام بعملية المحافظة باعتماد طرق جديدة للتسيير والاستغلال لهذه المراعي من اجل ضمان استمراريتها. وأبرز أنه، الى جانب هذه المشاريع، تم إدراج مشاريع تهم المرأة القروية الصحراوية التي تنشط كثيرا في إنتاج الكسكس المحلي من اجل الرفع من مستوى إنتاج التعاونيات النسوية وتأهيلها لتحقيق منتوج ذي جودة عالية وتسويقه محليا وجهويا ووطنيا ، بالإضافة الى مشروع نموذجي يهم الشعير المستنبت. وبخصوص مشروع التكوين وتأهيل العنصر البشري الذي يعتبر محوريا في انجاز وتتبع ومواكبة هذه المشاريع الفلاحية بالجهة ، فسيتم تأهيل المركز الفلاحي المتواجد بالعيون للرفع من مستواه لتكوين تقنيين قادرين على مواكبة هذه المشاريع ميدانيا خاصة بالدائرة السقوية للجريفية التي تتطلب يدا عاملة مؤهلة للتسيير في مجال الفلاحة العصرية وقادرة على المساهمة والانخراط في تنمية المنطقة والرفع من مستوى قطاع الفلاحة بالجهة.