تحية طيبة يسعدني كثيرا أن أتوجه إليكم بمناسبة عيد الفطر لأشارككم فرحتكم بحرية الوجود وكرامة الهوية التي بها كنتم طيلة شهر رمضان مستميتين في دينكم وفي هويتكم وفي كرامتكم رغم شدة الأوضاع أنتم مثالا للإنسانية التي لا يغرها بريق الحياة الزائفة على حساب نظافة وشرف الوجود هي استماتة ممتدة منذ أربعين سنة بلا تعب ولا ملل بما يدل على انه إذا من احد يعرف قيمة الصوم فهم أنتم كونه ليس وحسب إمساك الشهوات، ولكنه أيضا جهاد وجودي راق يشهد الله فيه على أن الإنسان الصحراوي لا يمكنه إلا أن يكون قدر الصحراء التي هي فضاء توجه منه الأنبياء على خط الرسالة... أكيد أنه لا يتمتع بمعاناتكم سوى مريض سادي مازوخي... نحن هنا بواد نون كصحراويين حسانيين لسنا من جبهة البوليساريو التي تدافع عن خارطة معينة ليس فيها مجالنا، ولكننا كصحراويين وجدانيا ووجوديا نعتبركم امتدادا لنا، ولو أن مجالنا ينتمي للخارطة المغربية المحصنة لدى الأممالمتحدة. ونحن هنا لم نتمكن من الانخراط في أي تنظيم سياسي مغربي لأن الدولة المغربية ترفضنا في حرية تفكيرنا وأكاديميتنا وعلميتنا وفي حقيقة تاريخنا الحضاري خلافا لمرحلة الحسن الثاني، علما أن تاريخنا كان فيه حكم ذاتي من اقتراح السلطان المغربي بعدما عزم بيروك ورفاقه على إحداث إمارة مستقلة بسبب مضايقات الصويرة، فالفريق الملكي اليوم يردنا سذجا بالمعنى البصراوي ليثبت أنه لا تليق بنا سيادة مؤسساتية، ولو أننا خبراتيا تحديناه رسميا عطاء للمملكة ذاتها من خيراتنا ألامادية... للأسف عي بهذا المعنى تبدو متنكرة للخير. ولعل ما يأخذ بالأذهان هو أنها تقف بكل قواتها دوننا والدفاع عن إخواننا الصحراوين سواء الوحدويون أو الاستقلاليون بتندوف من منطلق ثقافي هوياتي ودموي وتاريخي في الحين أنها تدافع عن مغربة الصحراء بدون أي مبرر شرعي وقانوني يتوحد عليه الوعي الأممي والدولي غير قابل للتأويلات النسبية، وتتمتع بجعلنا ثانويين مؤسساتيا بالحصار المشدد محرمة علينا ما تحلله لغيرنا، بحيث المغاربة يتمتعون بهويتهم على جميع المستويات الحرة والعامة والمؤسساتية إلى درجة أن برابرة المجلس الملكي للأمازيغية يرفعون رايتهم دون إحراج،في الحين أن رايتنا الصحراوية ممنوعة حتى ثقافيا، وطبعا نحن لسنا ضد تحرير الثقافات المغربية وإن نتحفظ في أمور تتعلق بالمجلس فيها انحياز ليس بريء. نحن موقفنا واضح: إننا صحراويون حسانيون لسنا لا عروبيين ولا سوسيين ولا شلوح ولا ريفيين (أمازيغ في مفهوم جديد) ولا فاسيين ولا أندلسيين ولا يهود، ومصيرنا مقرون بالصحراويين تاريخيا ووفق ما توحد عليه الوعي الدولي بالأممالمتحدة، ونفكر في حل يليق بالجميع وفق ما توحد عليه الوعي الدولي ولا نبخل جهدا في خدمة المملكة والشعب المغربي وقد وفقنا الله في ذلك. وهكذا بقينا بدورنا مثلكم مستميتين ولم ننساق وراء المغريات والحياة الزائفة مع احترام نموذجي مثالي للمملكة والشعب المغربي متحكمين في أطماع بركماتيات المواطنة التي أفسدت القيم، رافضين الترقيات والامتيازات على حساب هويتنا وسيادتنا في مجالاتنا الصحراوية والتلاعب بثقة المغاربة الشرفاء الذين نشترك معهم عرق النضال لأجل تحرير المؤسسات بالمملكة باحترام لأدبياتها،وبناء مغاربية الشعوب. فمعركتنا واحدة فقط نحن نسلك الطريق الثقافي ونحمل أفكارا بديلة لدعم الأممالمتحدة وهو الأمر الذي للأسف أزعج أعضاء من الفريق الملكي ونخبه المصنوعة ومثقفوهم المتاجرون بمعارفهم. بما جعله يعتدي علينا عبر أجهزت الدولة وينعتنا بشتى النعوت حتى لا يستمع إلينا. وبالمناسبة دعوني أترحم على محمد عبد العزيز شهيد الأرض الطيبة -من فضاء صحراوي كان دائما هو منطلق الأنبياء- الذي كان عبر بصدق على أنه يريد حلا، وقد بعث لي مع السيدة خديجة موثيق إحدى لبؤات واد نون مؤكدا استعداده لمقابلتي أين ما أشاء فقط أكدت له أنه سيكون أول من يطلع على أفكاري لينظر فيها والشعب الصحراوي بعد الملك محمد السادس معتقدا فيه خيرا. للأسف كانت معاملة الدولة هي تحريض رجالها ضدي بما علمه جميع الصحراويون من سوء تصرف، علما أن الأمين العام للأمم المتحدة والمينورسو يعلمون أنه في واد نون أستاذ يحمل أفكارا تحت عنوان Auto-libertas-nomos وقد توصلت بمراسلة من الكتابة الخاصة للسيد بان كيمون منذ ولايته الأولى، وهو الأمر ذاته بالنسبة لفرنسا التي راسلتني كتابة كل من السيد نيكولا ساركوزي والسيد فرونسوا هولاند. اليوم وقد أصبح الملف الصحراوي في مقام الشرف الأممي والدولي أهنئكم في هذه المناسبة على ما بلغتموه بصبركم واستماتتكم وأتمنى لكم ما يرضاه الله لعباده المعتدى عليهم وقد أخرجتم من دياركم وأرضكم في سبيل الكرامة التي بها شرف آدم بين المخلوقات كلها، كما أتمنى أن يتحقق العدل بما يحافظ على دم وجه وكرامة كل من حسنة نواياه.