-انبعاث من تربة واد نون إن انتفاضة الشعوب العربية الإسلامية الحالية لم تأتي من مقرات الأحزاب أو الجمعيات ولكنها جاءت من تلقائية الحياة اليومية من الشوارع ومن المنازل ومن المواطن الذي يعاني وقد ترك يتيما من مؤسساته ومن حقوقه ومن حريته هكذا نشأت تنسيقية حركة 20 فبراير 2011 من داخل المملكة المغربية بشكل تلقائي من داخل الإطار الجديد العولمي الذي هو الفايس بوك حيث تواصل شباب لا هوية حزبية له ولا هوية إيديولوجية تسايسية ليتوحد الوعي حولها في حركة تطالب بتغيير مشروع. من هذا المنطلق نشأت كذلك داخل واد نون منسقية تعد إلى تأسيس حركية 20 فبراير لتوحيد الوعي حول الخيارات الوطنية دستوريا وقضائيا وتشريعيا وتنفيذيا بشكل عفوي وتلقائي جعلها تأخذ الصبغة المحلية أي أنها علاوة على ذلك إنها "حركية واد نونية صحراوية " بكل خصوصيات المجال. لذلك نؤكد على أن حركيتنا ترفض أن يقودها أحد من أي تكتل له توجه سياسي أو ديني ولا يعني هذا أننا نتنكر لهذه التكتلات بل نكن لها كل التقدير على استماتتها ومقاومتها وتحملها معانات المسؤولية وقد روت الأرض المغربية من دماء أطرها ما نحمله في ذاكرة أصوات الحرية كناس الغيوان وايزنزارن وغيرهم. 2-بين المحلي والوطني أكيد أننا لسنا في حاجة لمناقشة مواطنتنا لأنها ليست للمزايدة ولكن الوحدوية التي ننشدها هنا بواد نون ليست على حساب حقوقنا وليست على حساب حرياتنا وليست على حساب استنزاف ثرواتنا وليست على حساب محاصرة هويتنا وثقافتنا ومؤسساتنا وجعلها إمارات لمن عليها في كل بطحة واد نون بكل أطيافها التكنية. فنحن ورثة حالة ذهنية مرابطية كانت عرفت بتوحيدها ووحدويتها حينها تمزق الجسد الإسلامي في مغرب العالم الإسلامي ولعلها ربما فرصة يعيد التاريخ فيها نفسه. وحتى نباشر أكثر في ما يعنينا بواد نون فإننا نعلن موقفنا الثابت في ما يلي: أولا :على المستوى الداخلي 1- التوجه الجهوي والحكم الذاتي نرفض ما قام به المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية السابق في حق واد نون ونحمل المسؤولية لكل الوادنونيين التكنيين الذين كانوا ينتمون إليه في عزله عن الصحراء ذلك أنهما متكاملين ولا يمكن لأحدهما أن يكون دون الآخر. كما أننا نرفض أن تستفيد الشركات التي تستنزف ميناء طانطان من باب انه مجال صحراوي ولا يستفيد أناسه بما تستفيد به باقي الجهات الصحراوية. 2- برنامج " نهوض " الاقتصادي: نرفض أن نكون ذيل قطبية خارجة عن وادنون ذاته في ارتباطه بالصحراء كما نرفض استغرابنا تعليميا وتعلميا وتكوينيا عن هذا المبدأ وذلك لأجل بلورة تكنولوجيات وتنمية علوم ومعارف تليق بتطوير موروثنا الإنتاجي بما يرد له الاعتبار التاريخي انتاجيا 3- الإدماج والتحديث المجتمعي نرفض التصدقية على جميع المستويات وتنمية ثقافة ألإتكالية كما نرفض أن تفرغ ثقافاتنا من حياتها وان تحنط في الفولكلورات والمواسم التوتينية في نمطية تفرغ الروحاني والتطهري الذ...ونرفض أن يهان شبابنا في حقه في الشغل وحرمانه من تنمية مقاولات تخدم التنمية الاقتصادية والبشرية بما يحرر الإرادات. و طبعا ليس هذا من باب الشوفينيات المتمركزة في الذات بنرجسيتها المفرطة ولكن من باب حق الانتماء. فنحن من الرحل ورغم أن مجالنا يفرق بينه وباقي المجال المغربي جبال أطلسية فان واد نون كان دائما يرفض أن يكون برزخا بينهما لا يبغيان ولربما في هذه كل اشكاليتنا وأيضا قيمتنا في ما نحن فيه من أروع تنوع يعكس بجلاء توحيد كل الجهات المغربية ثانيا على المستوى الخارجي بصراحة مواطنة نحن نرفض الدبلوماسية المغربية في ما أرخت (من تاريخ) له في شان الصحراء ونؤكد على أن حل الصحراء موجود بما يرضي جميع الأطراف هنا بواد نون والمسئولون الكبار الدبلوماسيون يعلمون عن ذلك ويتكتمون . وهذه الحقيقة نشرتها الصحف المغربية كجريدة الأسبوع والأيام والبيضاوي سابقا وجريدة القدس العربي ومواقع الكترونية كهيسبريس والحوار المتمدن وغيرها أيضا باللغة الفرنسية بل وكذلك قناة الجزيرة في برنامج "الجزيرة مباشر". وإذ نرفع التحدي في هذا الصدد فإننا مقتنعين انه إذا حلت إشكالية الصحراء فإننا نعتبر المملكة المغربية بمثابة سويسرا إفريقيا التي تنتظر ساعتها. لذلك نحن نوجه نداء الحرية بجرأة المواطنة لكل الغيورين الذين تسكنهم قيم الحرية والمساواة والتضامن لأن يتوحدوا حول أي ارادة صادقة. لأننا في زمن التكتل الذي يعتمد العقل لأجل صياغة جديدة مفاهيمية وجودية للمؤسسات ذلك ان الاوطان تكاد تتحول الى مقاولات والانسان الى مجرد مسهلك في افراغها من وجدانه الذي هو الحياة ذاتها في انسنتها وسموها.