بقلم:عزيز طومزين كلكم سمع أو قرأ عن تأثير كرة الثلج، أي كرة الثلج التى تتدحرج صغيرة من فوق قمة الجبل، وكلما طال تدحرجها التقطت المزيد من الثلوج، ليزيد حجمها حتى تهوى بقوة فوق رؤوس من ظنوا أنها مع النظرة الأولى مجرد كتلة ثلجية صغيرة على قمة الجبل لن تؤثر، ولن تتضخم بهذه السرعة.بمعنى اخر فإن تأثير كرة الثلج يشير إلى العملية التى تبدأ من حدث صغير، يبنى نفسه بنفسه، ويتحول بمرور الوقت وتكرار الأخطاء إلى كرة أكبر وأكثر خطورة . هذه العملية تحصل في كل البلدان،لكن الفرق في طريقة التعامل،فالبعض يتدارك الوضع قبل أن يكبر يبنما البعض الاخر يغفل عنه ويمده بالزمن الكافي ليكبر ويتحول إلى كرة ثلج ضخمة تجر معها كل شيء لتقع في الاخير على رأس الوطن. نعم،يبدو الخطأ الصغير صغيرًا للوهلة الاولى، وقد يبدوتافهًا، ولا يمثل خطرًا حتى تنضم إليه خطيئة أخرى، وهفوة ثالثة، وسهوة رابعة، وسقطة خامسة، وهكذا كما المغناطيس يشد الخطأ أخاه، حتى تتكون كتلة يصعب السيطرة عليها، وتتحول إلى وحش شره يأكل كل إنجاز لك، وتختفى فى معدته كل محاولاتك للإصلاح. نقول ذلك لأن بعضهم يرى ألاخطاء والتصرفات غير المسؤولة لبعض المسؤولين أمرًا صغيرًا ستحله الأيام بسرعة، ونفس هؤلاء البعض يرون أن احتجاج الناس فى الشوارع ضد قرارات حكومة بن كيران، أو ضد مسؤولين محليين مسألة لا تستدعى الاحتجاج والتذمر. نفس هؤلاء البعض يرون أيضًا أن تكرار حوادث الإهمال فى المستشفيات، أو فشل الحكومة في الوفاء بوعودها بمحاربة الفساد، واستمرار رئيس الحكومة وبعض وزرائه في إطلاق تصريحات غير مدروسة تحولت إلى مادة داسمة للراغبين في التهكم والسخرية من أداء الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي. هؤلاء الذين يبتغون من وراء تسفيههم للأمور، وتبسيط ما يحدث من أخطاء رضا السلطة، أو يظنون أنهم يحفظون بذلك الاستقرار، وجب أن يفهموا أن انتقد واقع سيئ أو انتقد تصرف مسئول متهور،هو صراحة وشفافية،وأن الرضا بهذ الواقع السيئ والقبول بسلوك غير مسؤول كأنه قدر ونصيب،تلك إهانة واعتراف بالفشل. المسؤول أي مسؤول هو في الاول والاخير إنسان بمعنى أنه يخطيء ويصيب،والكمال لله وحده، لا حياة كاملة الصواب، كل الأخطاء متوقع حدوثها، حدثت وتحدث وستحدث، المهم كيف تتعامل الدولة معها، بالاعتذار والدراسة لعدم تكرارها، أم باللجوء لمبدأ التغطية على الاخطاء،والاعتماد على النسيان فى مداواة آثارها. ختاماً،من حق مؤسسات الدولة وأجهزتها أن تخطئ، ولكن ليس من حقها أن تصمت عن التوضيح، أو حساب المقصر، أو تقديم الإعتذار.ومن واجبها أن تستوعب جيدا منطق التعلم من الأخطاء لمنع تكرارها. اخر الكلام: ويل لك من مستصغر الشرر. ورمضان مبارك سعيد.