لا يكاد يمر يوم من الأيام دون أن نسمع أو نقرا سقوط قتلى وجرحى في العالم العربي بغض النظر عن أسبابه فهدا شيء مفزع والطامة الكبرى أن هناك جهات تتغنى بعملياتها و تصفها بالبطولية ، فهل أصبحت الدماء لا تساوي شيء عند العرب ؟ وبتعبير آخر هل تعودنا على هكذا أخبار وبالتالي لا نبالي بحجم و فضاعة هذه الجرائم ؟ إن تسألنا عن الأسباب لوجدنا ألف سبب و سبب دماء رخيصة تسفك كل يوم تارة باسم الدين و أخرى باسم الإرهاب و العدالة و أضف على دلك أسباب اجتماعية و سياسية وصولا إلى الانتحار . تفجيرات هنا إعدامات هناك و النتيجة أرقام الضحايا في ارتفاع . وبعد أن أصبح العدد مهول يتم استخدام عبارة العشرات لأنهم عجزوا عن إحصائها وقد يذهب البعض لتبرير زفك كل هذه الدماء بوجود حروب على كافة الأصعدة وهدا صحيح مبدئيا السنة و الشيعة يتناحرون من جهة و طغاة مع شعوبهم من جهة أخرى ، فالقضاء العربي اليوم يستخدم كوسيلة لتنكيل كل المعارضين فأحكام الإعدامات توزع كالحلوى كما قال قائل أما مسالة الإرهاب فحدت ولا حرج مجموعات إرهابية متطرفة تقترف مجازر باسم الدين و مدعومة من استخبارات عربية و غربية من اجل خدمة مصالحها . والضحية أناس أبرياء ذنبهم الوحيد أنهم عرب وبالتالي فالقتل تحت شعار العربي يموت فدمك لا يساوي شيء. وما يزيد من احتقان هدا العنف و القتل الممنهج هو بعض شيوخ الفتنة حيت يستغلون بعض المغرر بهم ودلك بلعب على وتر الدين ويتم شحنهم حتى يصبحوا قنبلة موقوتة يتم من خلالها إزهاق أرواح الأبرياء تحت مسميات كثيرة . ولا ننسى الدور الإعلامي المدعوم من أجندات داخلية و خارجية في عملية التحريض و التجييش بعض الشباب على أعمال القتل . قد تكون وراء هجمات العنف دوافع اجتماعية وسياسية من بينها لا على سبيل الحصر ؛ الظلم الاجتماعي الذي تعيشه بعض الشعوب العربية و غياب العدالة و الديكتاتورية ،جعل البعض يرتمي في أحضان بعض المجموعات الإرهابية و رفع راية الانتقام . ومن يستبيح أيضاً الدم العربي الرخيص لأسف بلا رحمة و لا شفقة ، الكيان الصهيوني الذي يقترف جرائم القتل يوميا ، وفلسطين الجريحة تزف شبابا في عمر ياسمين، والمجرم يتفنن في القتل ويبرره مرة القتل بالشبهة وأحيانا بدعوى الإرهاب، وأمة لا تحرك ساكنا. فالقتل لم يعد حكرا على فلسطين فقط، بل دول عربية تغرق في بحر الدماء.لا أحد يبحث عن كيفية وقف إراقة الدماء في العديد من المناطق المشتعلة و بؤر التوتر، بل تسكب أجهزة الزيت على النار، ودلك بدعم ميلشيات ترتكب مجازر بالعتاد و السلاح تحت راية الإسلام و الإسلام بريء من كل هده الجماعات و من يدعمها . وان كرسي الرئاسة أصبح يمر عبر طهر الدبابة وعلى حساب أرواح البشر لان الدم العربي مباح و أرخص من رماد . وما لا تخطئه العين يلاحظ من واقعنا المخيف أن أيادينا ملطخة بالدماء ، فالأرواح تزهق بالعوامل البشرية وليس بالعوامل الطبيعية، فالمسؤولية ستطل على عاتق هده الجماعات المجردة من الإنسانية و حكماء عرب استباحوا دماء شعوبهم . نقتل و نتقاتل فيما بيننا ، في حين الدول الغربية تقطع شوطاً كبيرا في القطيعة مع عقوبة الإعدام لأنها تؤمن بشيء اسمه الحياة، ونحن لازلنا نتخبط بين الحلال و الحرام ، فكيف يمكن لهده الأمة أن تتخلى عن العنف و القتل ؟
وستبقى حمامات الدم في ازدياد مستمر إن لم تنبذ كل الدول العربية و الطوائف العنف وتحقيق العدالة الناجعة و أن تتربى هده الشعوب على قبول الآخر بعيدا عن أي تعصب مذهبي و عرقي وان تغلب لغة الحوار على لغة السلاح . ويكون السلام والتسامح مبدأ ومرجعية للعالم العربي في إطار دولة مدنية حديثة تحمي الكل .