روى 4 معتقلين صحراويين، من أصل 12 المتابعين في قضية مقتل الطالب الأمازيغي عمر خالق، تفاصيل مثيرة عن ظروف الاستماع إليهم، خلال مرحلة البحث التمهيدي، وعن فترة الحراسة النظرية التي قضوها في ضيّافة المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمقر ولاية الأمن بمراكش. فخلال جلسة استنطاقهم التفصيلي من طرف قاضي التحقيق باستئنافية مراكش، امس الخميس، زعم أربعة تعرضهم للتعذيب أثناء التحقيق. وأكد مصدر مطلع على الملف بأن الطلبة الأربعة المتهمين، ويتعلق الأمر بكل من البر الكنتاوي، الذي يتابع دراسته بجامعة القاضي عيّاض بمراكش، ومحمد الركَيبي وإبراهيم لمسيح، اللذين يتابعان دراستهما بجامعة ابن زهر بمدينة أكَادير، بالإضافة إلى ناصر أومنصور، الذي انقطع السنة الماضية عن متابعة دراسته بالجامعة الأخيرة، زعموا بأنهم تعرّضوا للتعذيب في ضيافة الشرطة القضائية بمراكش، موضحين بأن الاعترافات انتُزعت منهم تحت التعنيف بالضرب والركل والرفس، دون أن يتم تمكينهم من الإطلاع على محاضر الاستماع إليهم. وأكد المصدر نفسه بأن الطلبة أجهشوا بالبكاء عندما واجههم قاضي التحقيق، مولاي إسماعيل احتيتش، بتصريحاتهم في محضر الضابطة القضائية، زاعمين بأنهم وقعوا على محاضر الاستماع إليهم تحت الإكراه، مضيفا بأن أحد المتهمين فجر مفاجأة من عيّار ثقيل، عندما صرّح بأنهم ظلوا لمدة تجاوزت 24 ساعة بمخفر الشرطة، خلال فترة الحراسة النظرية، بدون أكل أو شرب، وعندما ألحوا في المطالبة بسد رمقهم، أتاهم رجل أمن بخبز وصحن فاصولياء صغير، قبل أن يسكبه على الأرض، ويعلق على سلوكه بأن الأفعال الإجرامية التي ارتكبها المتهمون في الفضاء الجامعي لا يستحقون عليها السماح لهم بالأكل بشكل طبيعي. مصدرنا قال بأن ظروف تنقيل المتهمين الأربعة، يومه الخميس، من سجن “لوداية” بضواحي مراكش نحو محكمة الاستئناف بالحي الشتوي لم تكن أفضل حالا، موضحا بأن العملية، التي تكلف بها الدرك الملكي، انطلقت في حدود الساعة التاسعة صباحا، دون أن يتمكنوا من تناول فطورهم بالمعقل، وظلوا بدون أكل، إلى أن انتهت جلسة الاستنطاق التفصيلي، في حدود الساعة السادسة مساءً، والتي استمرت زهاء ساعتين من الزمن، قبل أن يتطوع أحد المسؤولين الذي اقتنى من ماله الخاص للمتهمين خبزا وحليبا سدوا به رمقهم، ليتم ترحيلهم من جديد إلى السجن. وأكد المصدر نفسه بأن دفاع المتهمين لم يطالب، خلال جلسة أمس، بعرضهم على الخبرة الطبية للتأكد من حقيقة تعرضهم للتعنيف من عدمه، خلال فترة الحراسة النظرية، على اعتبار بأن هذا الدفع الشكلي أصبح بدون موجب قانوني، خلال مرحلة الاستنطاق التفصيلي، بعد عدم إثارته خلال الاستنطاق الابتدائي. هذا، ولم يحضر جلسة الاستنطاق التفصيلي الضحايا الخمسة المصابين بجروح متفاوتة الخطورة خلال الأحداث نفسها، والذين كان من المقرّر أن يجري لهم قاضي التحقيق مواجهة مع المتهمين الأربعة، كما تغيبت عائلة الناشط الأمازيغي الذي سقط في المواجهات الطلابية. ومن المقرّر أن يستنطق قاضي التحقيق تفصيليا، يوم الخميس 25 فبراير الجاري، أربعة من المتهمين، على أن يعقد، بتاريخ الخميس 3 مارس المقبل، جلسة للاستنطاق التفصيلي للمتهمين الباقين. في المقابل، وصف مصدر أمني مسؤول تصريحات المتهمين ب”المزاعم المغرضة والمردودة عليهم”، مؤكدا بأنه، وبصرف النظر عن خلفيات هذه الادعاءات وكونها تستهدف استمالة الدعم الحقوقي، فإن البحث التمهيدي تم وفق تعليمات النيابة العامة، وفي احترام تام للضمانات القانونية ولحقوق المشتبه بهم ولآدميتهم، مستغربا، في تصريح أدلى به ل”اليوم 24″، كيف أن المتهمين أثاروا المزاعم المذكورة في جلسة الاستنطاق التفصيلي أمام قاضي التحقيق في الوقت الذي لم يثيروها خلال تقديمهم أمام النيّابة العامة.