أطفال في عمر الزهور،لا ذنب لهم سوى أنهم جاؤوا من الجنوب قاطعين ألاف الكيلومترات من اجل تمثيل أقاليمنا الصحراوية... أطفال لا ذنب لهم سوى ، أن حلمهم برفع الراية الوطنية في محافل العالم أبطالا في المستقبل كان قدرا وبلية ؟؟ ! ! ولربما كانوا على السكة الصحيحة قبل أن يحترقوا... أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا على طريق وطنية ضيقة لا تحترم فيها معايير السلامة ،ولأنهم أبناء هذا الشعب فلا داعي لحداد وطني على أروحهم... ! ! سوف تهدأ الضجة المثارة حالياً، وسوف نستيقظ مرة أخرى على فاجعة مماثلة، أو أكبر وأفظع، لا قدر الله ! !لكن السؤال المطروح بعد الفاجعة ،هل سيحترم مسؤولينا أرواح الضحايا وذويهم ؟؟ هل ستحترم شاشاتنا وقنواتنا التلفزية واجب العزاء وتوقف كل المسلسلات المهترئة ،والسهرات الموسيقية الماجنة أربعين يوما على الأقل تضامنا مع ذوي الضحايا ،خصوصا الأمهات...؟؟ ! ! إن هذه القنوات كثيرا ما تتبجح علينا صباح مساء بحقوق الانسان وحقوق النساء... ! !ان أهم حق من الحقوق هو الحق في الحياة،وفقدانها بطريقة بشعة يستلزم معالجة الأسباب ذرءا لكل كارثة جديدة ،وامعان جانب المراقبة والمحاسبة لما يكفل استرجاع الحقوق للاباء والامهات المكلومين من هول الصدمة ! !. إنه من الواجب أن تنكس الأعلام ،ومن الواجب أن يحس المغربي وهو ببلده بوطنيته ، بأن نشاركه حزنه وفرحه ،وأن تكون مؤسسات الدولة جميعها في خدمته ،وحمايته من الأخطار فعلا لا قولا وفقط. ان حملات التوعية بمخاطر الطريق مثلا لن ولن تكون كافية في محاربة الكوارث التي تعرفها الطرق الوطنية و الاقليمية على حد سواء . ان حملات النوعية قد تكون مفيدة جزئياً، وفى وقتها، وأن المواجهة الجذرية شىء آخر تماماً. المواجهة الجذرية تبدأ من مراجعة مستوى الجودة فى شبكة الطرق، متراً متراً، وتوسيعها وحماية ارواح مستعمليها . لقد حان الاوان لاخذ الامور بجدية اكثر مما سبق و العمل قدما نحو مستقبل افضل حتى لا تتكرر مثل هذه الفواجع التي تدمي القلوب. عذرا أطفالنا ،فلم يكن بينكم ومن بين ركاب الحافلة..امير أو ابن وزير، عذرا أطفالنا فلم يكن بينكم سياح..اجانب ،واعذرونا فقد ألفنا النسيان وسننساكم كما نسينا ارواحا فقدناها في فيضانات كلميم من ذي قبل....عذرا أطفالنا ، فأكثر ما نملك ليست سوى قلوب جريحة وعيون دامعة، وألسنة تدعو ا بالصبر والسلوان ،قائلة :" بأي ذنب احترقوا... ! ! ".