يعتبر الشاي المشروب الأكثر استهلاكاً في العالم عدا الماء. ولذلك وحول فوائد الشاي الأخضر، وهي ملخصات لدراسات علمية موثقة قام بها باحثون حديثاً، حيث أثبتوا وجود فوائد طبية وعلاجية لشاي الأخضر، مع العلم أن الشاي الأسود له فوائد أيضاً، وهذه نعم سخَّرها الله لنا. فقد توصلت دراسة يابانية إلى أن شرب الشاي الأخضر يقلّل بشكل ملحوظ من أخطار الوفاة بأمراض مميتة مختلفة، فقد وجد الباحثون اليابانيون الذين أجروا الدراسة على أكثر من 40 ألف شخص أن شرب الشاي الأخضر خفض خطر أمراض القلب والأوعية الدموية القاتلة بنسبة الربع!! غير أن خبراء أمراض قلب بريطانيين قالوا إن الفوائد قد تكون مرتبطة بنوعية الوجبات اليابانية ككل والتي تعتبر صحية أكثر من تلك التي يتناولها الناس في الغرب. ونشرت نتائج البحث في مجلة رابطة الأطباء الأمريكيين.
ويتم إنتاج ما مساحته ثلاثة مليارات كيلومتر مربع من محصول الشاي سنويا في أنحاء العالم. وتشير الدراسات التي أجريت في المختبرات على البشر والحيوانات إلى أن للشاي الأخضر له فوائد صحية كبيرة. وركزت الدراسة التي بدأت عام 1994 على كيفية استفادة البشر من الشاي الأخضر. وفحص الباحثون من جامعة توهوكو البيانات من 40530 شخصاً سليماً أعمارهم بين 49-79 في شمالي شرقي اليابان حيث يستهلك الشاي الأخضر على نطاق واسع. وهناك يشرب نحو 80% من السكان الشاي الأخضر، أكثر من نصفهم يتناول بين 3 أكواب وأكثر يومياً.
وقد درس الباحثون الأشخاص موضع البحث طيلة 11 سنة (من 1994 حتى 2005) أي حتى وفاة ما مجموعه 4209 أشخاص من كل الأمراض. كما درس العلماء بيانات في مرحلة من سبعة أعوام (من 1994-2001) ركزوا فيها على الوفيات نتيجة أسباب معينة. فوجد الباحثون أن عدد الوفيات نتيجة أمراض القلب والدورة الدموية في تلك الفترة كان 892 شخصا بينما توفي 1134 نتيجة مرض السرطان.
وتوصل الباحثون إلى أن الذين استهلكوا خمسة أكواب أو أكثر من الشاي الأخضر يوميا قلّ لديهم خطر الموت بسبب أي مرض خلال سني الدراسة الإحدى عشرة بنسبة 16%، وذلك بالمقارنة مع الأشخاص الذين شربوا أقل من كوب واحد من الشاي الأخضر يومياً. كما قل لدى هؤلاء خطر الموت بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 26% خلال أعوام المتابعة السبعة التي تلت المرحلة السابقة. ولم يكن هناك أي رابط بين استهلاك الشاي الأخضر والوفاة بسبب السرطان. وطيلة فترة الدراسة تبين للعلماء أن فوائد الشاي الأخضر كانت جلية أكبر عند النساء. فالنساء اللاتي شربن خمسة أكواب أو أكثر من هذا الشاي يومياً قلَّ خطر الوفاة لديهم نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 31% بالمقارنة مع النساء اللاتي تناولن أقل من كوب منه يومياً.
وقال الدكتور شينيشي كورياما الذي قاد فريق البحث: أهم ما توصلت إليه الدراسة أن الشاي الأخضر يطيل أعمار الناس من خلال تقليص خطر أمراض القلب والأوعية الدموية. لكن باحثين بريطانيين يقولون إن طبيعة الوجبات اليابانية تلعب دوراً أساسياً في المحافظة على معدل منخفض من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، باعتبار أن اليابان هي من بين الدول التي يعتبر فيها هذا المعدل الأدنى في العالم.
الوقاية من السرطان قدرة الشاي الأخضر على محاربة السرطان أكثر قوة وتنوعاً مما كان العلماء يظنون، وفقا لما يلمح إليه باحثون. ويعرف العلماء بالفعل أن الشاي الأخضر يحتوي على مواد مضادة للتأكسد يمكن أن يكون لها أثر وقائي ضد السرطان. ومن المرجح أن المركّبات الموجودة في الشاي الأخضر تعمل عبر مسارات عديدة مختلفة. ولكنهم اكتشفوا حاليا أن المواد الكيماوية في الشاي تسدّ الطريق أمام جزيء رئيسي يمكنه أن يلعب دوراً هاماً في تطور السرطان.
والجزيء المعروف باسم مُستَقبِل هيدروكربون الآريل، والمعروف اختصاراً باسم "إيه أتش"، لديه قدرة على تنشيط الجينات، ولكن ليس بطريقة إيجابية على الدوام. ويعطل دخان التبغ ومواد الديوكسين، على وجه الخصوص، وظيفة الجزيء ما يجعله يطلق العنان لنشاط جيني يحتمل أن يكون مؤذياً. ووجد باحثون من جامعة روتشستر أن هناك مادتين كيماويتين في الشاي الأخضر تعيقان نشاط هيدروكربون الآريل. والمادتان الكيماويتان مشابهتان لمركّبات يطلق عليها إسم فلافونويد، والتي توجد في القرنبيط الأخضر، والملفوف، والعنب والنبيذ الأحمر، والتي يعرف عنها أيضاً أنها قادرة على الوقاية من السرطان. وقال الباحث البروفسور توماس جاسيويز: الشاي الأخضر قد يعمل على نحو مختلف عما كنا نظنه لكي يقوم بنشاطه المقاوم للسرطان. إن أسباب السرطان معقدة ويمكن لكل من الحمية الغذائية وتركيبتنا الجينية أن تعملا معاً لكي تؤثرا على خطر إصابتنا بالمرض، ومن المرجح أن المركّبات الموجودة في الشاي الأخضر تعمل عبر مسارات عديدة مختلفة. وأظهر فريق روتشستر أن المواد الكيماوية تغلق مستقبلات هيدروكربون الآريل في الخلايا السرطانية لدى الفئران. وتشير النتائج الأولية إلى أن هذا الأمر يصدق أيضاً في الخلايا البشرية. ولكن العلماء يقولون إن النتائج في المختبرات لا تترجم بالضرورة إلى الحياة اليومية حيث أن العامل الحاسم هو كيفية تفكك الشاي الأخضر في داخل الجسم. بالإضافة إلى ذلك، هناك الكثير من الفروقات بين مختلف أنواع الشاي الأخضر. وقالت الدكتورة جولي شارب، وهي مسؤولة في قسم المعلومات العلمية في معهد أبحاث السرطان في بريطانيا: إن البحث الذي نشر في مجلة "كميكال ريسيرتش إن توكسيكولوجي" يعطي مواصفات إضافية للشاي الأخضر يمكنها أن تكون نافعة ولكنها يجب أن تُخضَع لتجارب كما ينبغي. إن معهد أبحاث السرطان في بريطانيا يعكف حالياً على إجراء دراسة واسعة النطاق على الحمية الغذائية والصحة لإجراء بحث على العادات الطعامية لأكثر من نصف مليون شخص في عشر دول أوروبية لمحاولة الإسهام في حل هذا التعقيد. كما أشارت الأبحاث أيضا إلى أن الشاي الأخضر قد يساعد على التقليل من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي وعلى تخفيض معدلات الكولسترول. كيف تعالج التهاب المفاصل؟ يقول العلماء إن الشاي الأخضر يساعد على الوقاية من التهابات المفاصل، أو الروماتزم كما يعرف على نطاق واسع. وهذا النوع من الشاي، الذي اكتشفه الصينيون قبل نحو خمسة آلاف سنة، يعرف عنه منذ القديم فوائده العديدة لصحة الجسم. وقد ذكر في الماضي أنه مفيد أيضاً في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، والجلطات الدماغية، بل وحتى بعض أنواع السرطان.
ويقول الباحثون من جامعة شيفيلد البريطانية إنهم وجدوا مكونين في الشاي الأخضر لهما القدرة على الوقاية من بعض أنواع التهابات المفاصل من خلال عزل نوع من الأنزيمات التي تتلف المفاصل. ويقول الدكتور ديفيد بوتل من جامعة شيفيلد إن الفحوص المختبرية برهنت على الفوائد المنظورة لتناول الشاي الأخضر في الوقاية من التهاب المفاصل. ويؤكد أنه ربما فات الأوان بالنسبة لمن يعاني من التهابات حادة في المفاصل، لكنه إذا تحول إلى شرب الشاي الأخضر كعادة يومية يمكن أن يشعر بفوائده لاحقاً. وقالت متحدثة باسم حملة مكافحة التهابات المفاصل في بريطانيا إن هذا الكشف مثير ومهم، وعلى الناس أن يُقدموا على تناول الشاي الأخضر المليء بالفوائد والخالي من المضار. علاج مرض باركنسون لقد كشف العلماء عن فائدة أخرى للشاي تتعلق بإمكانية توفيره الوقاية من الإصابة بمرض باركنسون. وقد تمكَّن العلماء من تحديد مادة كيميائية مضادة للأكسدة في الشاي الأخضر ظهر في السابق أن لها تأثير مضاد لأمراض مزمنة أخرى. وقد أشارت الأبحاث إلى إن شرب الشاي الأخضر مرتبط بالتقليل من خطر بعض الأمراض مثل سرطان الثدي والبنكرياس والقولون والمريء والرئة لدى الإنسان. ويحتوي الشاي على مادة البوليفينول المضادة للتأكسد التي أظهرت أبحاث أخرى أنها قد تقي من أمراض القلب. كما أشارت دراسات سابقة أجريت على حيوانات مختبرية إلى أن مستخلص الشاي الأخضر قد تكون له منافع في الوقاية من مرض باركنسون، دون توضيح الآلية التي يجري فيها ذلك. لكن علماء في الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب حقَّقوا تقدماً في تصور الآلية التي تعمل بموجبها مادة البوليفينول في الحماية من مرض باركنسون. هذا المرض يسبب فقدان خلايا الدماغ المنتجة لمادة الدوبامين التي تتحكم بالحركة. يعتقد بعض الخبراء أن المرضى الذين يواظبون على شرب الشاي الأخضر أو يتعاطون البوليفينول كمستحضر دوائي قد يتجنبون تطور أعراض المرض. وقال متحدث باسم جمعية مرض باركنسون إن دراسات أجريت حديثاً على الفئران توصلت إلى أن الشاي الأخضر قد يساعد على حماية الخلايا من التدمير. وأنه من المفروض إجراء تجارب أخرى على المرضى لمعرفة ما إذا كان الشاي الأخضر يساعد في مكافحة مرض باركنسون. وأشار إلى أنه لم يتم تحديد الكمية المطلوب استهلاكها من الشاي الأخضر. لكن الجمعية اقترحت إمكانية استهلاك الشاي الأخضر إضافة للعلاج وليس بديلاً عنه وبالتشاور مع الطبيب العام. فوائد الشاي الأسود
ولكي لا ننسى فوائد الشاي الأسود (أو نظلمه) فقد أكدت دراسة طبية أمريكية حديثة أن تناول مشروب الشاي يومياً يفيد في زيادة القدرة على مكافحة الأمراض. وقالت الدراسة، إن العلماء اكتشفوا مواد كيماوية في الشاي تزيد من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض بنسبة 500 بالمائة. وأوضح الباحثون أن تلك المادة الكيماوية تحفز خلايا النظام المناعي وتحثها على مهاجمة البكتريا، والفيروسات، ومسببات الأمراض الأخرى. وقال المشرفون على الدراسة إن تلك المادة يمكن أن تتحول لدواء وقائي من الأمراض مستقبلاً.
ومن جهته قال الدكتور جاك فوكوويسكي من كلية الطب في جامعة هارفارد وهو أحد المسؤولين عن البحث: إنه تمكن بالتعاون مع أحد زملائه من عزل المادة الكيماوية معملياً، قبل اختبارها على بعض المتطوعين لإثبات قدرتها على الوقاية من الجراثيم. وتوصل لنتيجة مفادها أن تناول 5 أكواب من الشاي يومياً يؤدي لزيادة قدرة الجسم على التصدي للأمراض. أما بيني كريس-إيثرتون المتخصصة في مجال التغذية بجامعة بنسلفانيا فقد أشارت إلى الدراسة باعتبارها إضافة جديدة للدلائل التي كانت تشير للشاي باعتباره مفيداً في مجال مكافحة الأمراض. ولكنها في الوقت نفسه، قالت أن هذا العمل يجب أن يتم تأكيده بدراسات أخرى أوسع نطاقاً.
في دراسة نُشرت عام 2006 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية تبين أن شرب كوبين من الشاي الأخضر كل يوم يزيد من قوة التركيز الإدراكي. ويؤكد بعض الباحثين أنه صدرت أكثر من مئة دراسة علمية عن فوائد الشاي الأخضر. وفي دراسة نشرت عام 2007 في المجلة الأمريكية لأبحاث السرطان تأكد وجود مواد في الشاي الأخضر تقاوم التسمم وتقي من السرطان. وفي دراسات أخرى تبين أن تناول الشاي الأخضر يقاوم الهرم المبكر، ويقي من مرض الخرف ويحافظ على حيوية الجلد.
أبحاث شعبية
وهناك دراسات أخرى ولكن غير موثقة (بتجارب علمية) تؤكد أن تناول الشاي الأخضر يخفض الوزن ويساعد الجسم على التوازن الطبيعي، ويؤثر نفسياً فيؤدي إلى علاج الاضطرابات النفسية، أي أنه مهدئ للأعصاب، كما تؤكد بعض التجارب أن تناول الشاي الأخضر مفيد للقدرة على التفكير بشكل أفضل، وهو مفيد لتسوس الأسنان بسبب غناه بالفلوريد، ويؤكد البعض أنه يرفع طاقة الجسم، وهو مفيد لتعقيم المعدة والأمعاء، ومفيد أيضاً في تطهير الجسم من الفيروسات والبكتريا الضارة وبخاصة الجلد، ويقلل من رائحة الفم الكريهة. كذلك هناك تجارب يقول أصحابها إن تناول الشاي الأخضر يخفض ضغط الدم ويساهم في تنظيم عمل القلب، ويقي من تصلب الشرايين، ويعالج الربو والتهاب القصبات الهوائية، وفي الطب الصيني يوصون بشرب الشاي لعلاج الصداع، وعسر الهضم والاكتئاب، وهو يطيل العمر!! ولكن تبقى هذه الدراسات للاستئناس وتحتاج إلى تجارب علمية موثقة.
سبحان الذي سخَّر لنا هذا لذلك قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13]. ويقول أيضاً: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 18].