كثر المدافعون عن الصحراء وعن أهلها . فتعددت الشعارات الرنانة والخطب المبهرة .. وارتفعت أصوات لم تعرف من قبل.. ودُقت أبواب المنظمات والمحاكم الدولية دفاعا عن صحراوي أصيب بشوكة في ساقه أو التواء في ذراعه.. حتى أصبح ابن الصحراء لا يعرف فيمن يثق.!!. أفي دولة احتضنته منذ نعومة أظافره وتعتبر نفسها الأم الشرعي له تاريخا وشرعا.. أم في عصابة اتخذت من إخوته دروعا بشرية انتشلتهم من أمام عينيه جهارا نهارا فحبستهم في سجن كبير منذ عقود يفترشون الرمال الحارقة ويتغطون بالنجوم ويستدفئون بأشعة الشمس الملتهبة.. إن الأمر يكاد يحير كل ذي لب يفكر به.... ماذا يريدون من هذا الصحراوي الذي كان يُعرف بالكرم والجود وقلة العداوات ؟؟.. يتنقل بين المراعي بحثا عن عشب هناك وماء هنالك .. لا يهمه في هذه الدنيا إلا أن يطعم ماشيته أو إبله..ولا يبالي بالحدود، فالحدود عنده هو ما انتهت إليه مقدرته على المشي و الترحال.. حتى وجد نفسه أمام صراع مفتعل لا ناقة له فيه ولا جمل.. ولعل هذا الصحراوي المسكين أصبح يتنبه للصراع الدائر .. ففهم أن الأمر يتجاوز الزمان والمكان إلى أن وصل إلى واحة المصلحة... فلم تعد الصحراء تلك الأرض القاحلة التي لا ماء فيها ولا حياة.. ففهم أن قيمتها في جوفها لا على سطحها أو من يسير على دروبها.. عندها أدرك أن الذين يدافعون عنه ليس حبا فيه بل طمعا في أرضه وما تحويه من خيرات باطنية... فانقسم المسكين على نفسه فتارة يسمع هذا ويصدقه وتارة يسمع الآخر فيتبعه وتارة يأتيه الخبر من الخارج فيقف محتارا لا يعرف فيمن يثق؟؟؟ عندها أدرك أن الذين دخلوا بيته وأخذوا أباه وأخته وقتلوا حارسه الذي يحميه .. فجعلوا من أقاربه طُعما لملء بطونهم من المعونات الدولية ونفخ أرصدتهم البنكية في المصارف السويسرية .. لا يريدون مصلحته بل يريدونه كقنطرة لتحقيق مصالحهم ومخططات أعداء أمته.. عندها صاح بملء فيه: لا ولن ننساق وراء أطروحاتكم الهدامة... فالصحراوي أشرف من أن تجعلوه ممرا إلى تمزيق أمته وتفتيتها إلى دويلات. ولن يكون سببا في إدخال الضعف والهوان على المسلمين ... فيا أهل الصحراء تنبهوا وأفيقوا قبل فوات الأوان.. واعرفوا صديقكم من عدوكم.. ودافعوا عن دينكم ووحدة أمتكم.. ولا تغرنكم الشعارات الزائفة من المحتالين والمرتزقة... فماذا يريدون من الصحراويين غير جعلهم أداة ضغط حتى تحقيق مآربهم ثم يرمونهم في العراء.. ولكن هيهات هيهات لهم ذلك فالصحراوي عُرف بالشهامة والبطولة فمن أكرمه يُكرمه ومن أهانه فالويل ثم الويل له .