من يشاهد مراسيم استقبال الوالي العضمي بقرية تغجيجت بمناسبة موسم التمور في نسخته الحادية عشر ، لابد أن يتذكر سنوات خلت ظننا انها ذهبت بدون رجعة مع دستور 2011 وما رافقه من ثورات على جميع الأصعدة، سنوات كان المخزن ينفد تعليماته عبر أساليب الترهيب والتخويف،حيث يجبر الناس على تنفيد تعليماته بكل حدافرها، من حضور للمراسيم المخزنية والمناسبات الوطنية والقيام بالاعمال التطوعية وما شاكل ذلك من التصرفات المعروفة، لكن الجديد هذه المرة هو أن بعض العقليات جبلت على هذا النمط من الإدلال والعبودية والتملق، وهي غير قادرة على استيعاب متغيرات العصر، ففي الوقت الذي يتطلع المجتمع المغربي الى بناء مؤسسات دستورية قوية يعود بنا البعض الى عهود بائدة ومقيتة عبر سلوكات مجانية ومبالغ فيها الى حد غير محتمل من استنفار للناس للخروج قصد استقبال الوالي العضمي، لدرجة أن القائمين على هذا الأمر استعملوا جميع وسائل الاتصال الحديثة الممكنة ولم يكتفوا بذلك واصروا على استعمال الوسيلة القديمة الحديثة إيدانا بعودة المخزن وهي وسيلة البراح الذي صدح بصوته على أرجاء تغجيجت، بضرورة حضور حفل استقبال السيد الوالي المبجل، رغم أننا لمسنا خلوها من صيغة التهديد المباشرة التي يختتم بها البراح اعلامه وهي: (من لم يحضر فليتحمل مسؤوليته) في عهد المخزن طبعا، كما تم تحديد بعناية فائقة أعيان القبيلة والذين يتجسد دورهم في تنميق آيات الولاء والتبريك والترحيب (انظر الصور) أما الفرقة الفلكلورية المصاحبة لحفل الإستقبال فقد كانت حاضرة وقدمت لوحاتها الفنية بكل عناية، واللافت في هذا الحفل هو الكم الهائل إلى حد التمالة من الخطب والقصائد والأشعار والمديح التي تليت بحضرة السيد الوالي المبجل، كل فرد أعد العدة وينتظر اللحظة الموعودة ليبوح بما جادت به قريحتة، إنه فعلا صورة طبق الأصل لما عهدناه في زمن حسمت معه كل شعوب العالم وكل العقول المواكبة لما يجري حولها الا تغجيجت التي عششت فيه جدور عهد المخزت وتأصلت في عقول فئة تربت ونشأت على هذا النمط، وتحن اليه، ولا تجد غضاضة في العودة اليه كلما سنحلت لها الفرصة.. ولكل من يعلق أوهامه وأحلامه على شخص الوالي نقول إن المغرب قد قطع أشواطا في بناء المؤسسات والهياكل المنتخبة ولا يمكن أن يعود لزمن المخزن..