اتهمت الصحافة المغربية المخابرات الجزائرية بقرصنة حواسيب وبريد إلكتروني لمسؤولين مغاربة ونشر وثائق حول الصحراء الغربية في مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك وتويتر. وفتح القضاء المغربي تحقيقا لتحديد الجهة المسؤولة. وسرب مجهول يحمل اسم كريس كولمان الى الفايسبوك وتويتر (@chris_coleman24) وثائق تتعلق بخطط إعلامية للحكومة المغربية ومساعدين لها في صنع لوبيات في الولاياتالمتحدة وفرنسا من أجل دعم للموقف المغربي في الصحراء وفي مواجهة البوليزاريو. وتكشف الوثائق تحويلات مالية من رجل أعمال مغربي اسمه أحمد الشرعي له استثمارات في جرائد وإذاعات مغربية لصحفين أمريكيين ليكتبوا في وسائل إعلام مؤثرة مثل مجلة فوربس مقالات تحابي المغرب وتدافع عن وجهة نظره في الصحراء وتثني عليه في مواجهة الإرهاب. وأشارت وثائق الى أسماء صحفيين فرنسيين. وكتب الموقع الالكتروني “يا بلادي” في نسخته الفرنسية أن هذه الوثائق تخص جهاز “الإدارة العامة للدراسات والمستندات” وهي خدمة الاستخبارات الخارجية وتعادل إي إم6 (MI6 ) البريطانية. ولا تستبعد “يا بلادي” فرضية وقوف جهات تعمل لصالح جبهة البوليساريو والجزائر لتلطيخ صورة مسؤولين مغاربة مثل وزير الخارجية صلاح الدين مزوار ورئيس جهاز الاستخبارات المذكور ياسين المنصوري. واعترف رجل الأعمال أحمد الشرعي في موقع إلكتروني يديره وهو “لوبسيرفاتور” بتعرض بريده الأكتروني للقرصنة منذ سنة 2010 والاستحواذ على مراسلات مع أصدقاء وصحفيين ومؤسسات. واتهم الجهات المقرصنة بتزوير الوثائق ونشرها لغرض الإساءة الى شخصه والى مصالح المغرب في الصحراء الغربية. ووجه أصابع الاتهام الى المخابرات الجزائرية. وكتبت رئيس تحرير الموقع، حكيم العريف “هذا العمل الدنيئ يستهدف وحدة المغرب في صحراءه”، واستشهد بنشر مواقع إعلامية تابعة لجبهة البوليزاريو والجزائر لهذه الوثائق دون غيرها. وتذهب مجلة تيل كيل الفرنسية في نفس الأطروحة في مقال تتحدث فيه عن استهداف وزير الخارجية صلاح الدين مزوار (الصورة). وأوردت جريدة “كود” السبت خبرا يفيد بتقدم بعض ضحايا القرصنة ومنهم نائبة وزيرة الخارجية امباركة بوعيدة بدعوى أمام القضاء المغربي. وطرحت الجريدة سؤالا حول الطرق التي نفذت بها القرصنة، وتقول ” بعيدا عن الجهة او الجهات التي قامت بهذا الامر فان السؤال المطروح هو كيف نسي المغرب ان يحمي ايميلات كبار الشخصيات ويحصنها، ففي الحروب كل الاسلحة مسموح بها لمحاربة العدو ومنها عمليات قرصنة وتزوير وتشويه”.