تمكن فريق يضم ثلاث باحثين وفاعلين جمعويين مغاربة بمركز الدراسات والبحوث حول المجال المغربي : من اكتشاف مأوى يحتوي على رسوم صخرية فريدة من نوعها في نواحي مدشر تداكوست بجماعة ايت وابلي – اقليم طاطا. هذا الاكتشاف جاء بتعاون مع الأستاذ الباحث عبد الخالق المجيدي عن المركز الوطني للنقوش الصخرية والأستاذ عبدالله أوفقير رئيس الجماعة القروية لآيت وابلي. وكشف عبد الهادي فك المتخصص في الفن الصخري ان هذا الاكتشاف يأتي بعد سنوات من الأبحاث الميدانية في السفوح الجنوبية للأطلس الصغير لتتوج هذه الأبحاث بالعثور على الموقع المميز في منطقة وعرة ونائية، والذي يحوي رسوما صخرية منجزة على جدران المأوى وتشمل رسوما لأشكال آدمية وفرسان وخيول بالإضافة إلى رسوم بعض الحيوانات المتوحشة و بعض الطيور. كما أضاف بأن أهمية الموقع المكتشف لا تعود فقط إلى كون مواقع الرسومات الصخرية نادرة بالمغرب حيث لا يتعدى عدد المعروف منها حاليا العشرين في مقابل المئات من مواقع النقوش الصخرية، ولكن أيضا إلى كون طبيعة الأسلوب التي أنجزت بها يختلف عما سبق اكتشافه بكامل التراب الوطني. وتؤرخ الرسوم المكتشفة للمرحلة الليبية-الأمازيغية والتي تعتبر مرحلة مفصلية في تاريخ الفن الصخري بالمغرب مما سيساهم بلا شك في تسليط الضوء عليها وعلى فنانيها و يساعد كذلك في تحديد خصائص هذا الفن وفهم مكانته ورمزيته بالإضافة إلى الكشف عن أوجه التشابه والاختلاف مع بقية مناطق تواجد الرسوم الصخرية خصوصا بالصحراء المغربية وبشمال افريقيا. و يضم هذا الفريق كل من : • عبد الهادي فك باحث في سلك الدكتوراة تخصص علم الآثار- الفن الصخري بكلية العلوم والتقنيات-جامعة القاضي عياض مراكش. • عادل مومن: أستاذ علوم الحياة والأرض بالثانوية التأهيلية أحمد بناصر زاكورة وناشط بجمعية أصدقاء البيئة. • فغير مصطفى: أستاذ باحث في علم النباتات المحلية بكلية العلوم – جامعة ابن زهر أكادير. وفي الأخير أكد الفريق على ضرورة قيام الهيئات المسؤولة بتقديم الدعم اللازم لإنجاز الدراسات و الأبحاث العلمية في هذا المجال باعتباره من مكونات التراث الوطني وأن يساهم الجميع كل من موقعه مساهمة فعلية في حمايته والحفاظ عليه وتثمينه عن طريق تشجيع السياحة الثقافية والبيئية مما سيشكل قاطرة للدفع بعجلة التنمية المحلية خصوصا وأن المنطقة تزخر بالعديد من المؤهلات التاريخية والسياحية والثقافية المهمة.