اليوم يسقط حزب العدالة و التنمية بفوارق كبيرة أمام أحزاب لن نحتفل بفوزها طبعا، فالتاريخ يذكر كيف دسنا صور زعمائها بالأقدام و كيف أسقط الحراك حكومة أحدها، ذاك الحراك الذي وصف بنكيران من كانوا يقودونه "بالطبالة و الغياطة" و اختار أن يركن للمخزن بدل الشباب المعارض الذي كانوا يتلقون الطعون من كل صوب آنذاك، لقد سقط حزب بنكيران و السبب مراهنة الأخير على المخزن بدل الشعب فقد قالها بنكيران مرارا "الملك راضي عن حكومتي" في إشارة لعدم أهمية رضى الشعب، هذا الشعب الذي اختار بأغلبيته اليوم المقاطعة بفاس بمولاي عقوب و بسيدي إيفني في حين اختار من ذهب لصناديق الإقتراع أن يصوت لصالح الإستقلال و الأصالة و المعاصرة، فالناس اليوم تطلب من ينقدها من هذه الحكومة و قراراتها الطائشة في رفع الأسعار و تجميد الأجور و وقف التوظيف المباشر و حتى الغير مباشر عن طريق تجميد المباريات، و لا يخجل بنكيران و حزبه و شبيبة حزبه من تبرير هذه القرارات المحطمة لآمال من راهنوا على هذا الحزب لإنقاذ ما يمكن إنقاده ليثبت أن الحزب يسير في اتجاه آخر، فإذا أخدنا بالجانب الديني لم يرى المواطنون أي قرار يعالج مسألة الدين من طرف الحزب دو "المرجعية الإسلامية" بين آلاف الأقواس فالمسلسلات الساقطة و القبل لازالت على دوزيم أما موازين فأصبح شباب الحزب قبل قيادييه يبررون إقامته، سياسيا فشل الحزب في فرض شعار محاربة الإستبداد إذ أصبح من أكبر المدافعين عنه كما حضر بنكيران بجلبابه الأبيض لحفل البيعة و دافع عن البروتوكولات على الجزيرة، اقتصاديا و اجتماعيا عفى بنكيران عن المفسدين حينما قال "عفى الله عما سلف" و اتجه ليسحق المواطن برفع الأسعار و واجه نواب بنكيران مقترحا برلمانيا كان يهدف لفرض ضريبة على أصحاب الثروة لكي يرضوا "الباطرونا"، و أمام كل هذا لازال بنكيران لم يعد لرشده و يستمر في غيه في حين يتجه حزبه مباشرة لمصير حزب الإتحاد الإشتراكي و هو ما حذرنا منه مند أول يوم حينما كان أعضاء بنكيران مزهوين بنصر لم يستفد أحد منه غير المخزن الذي طال عمره في هذا البلد، و المفسدون الذي هاهم اليوم يعودون بقوة إما عبر تعيينات مباشرة أو عبر انتخابات يقاطعها الشعب لأنه علم أنها لن تغير شيئ. بنكيران سبق له أن قال أن دستور 2011 يخول لرئيس الحكومة صلاحيات واسعة لتدبير الشأن العام، أسيدي دابا يفكو مع شباط و التماسيح و العفاريت