باتت السلطات المحلية بجماعة عوينة ايغمان مطالبة بفتح تحقيق مستعجل في قضية أرض جماعية تقع في المدخل الشمالي لجماعة عوينة إيغمان التابعة لنفوذ إقليم أسا- الزاك والتي ترامى عليها عضو بجماعة المدكورة ، بطريقة يصفها السكان ب"غير المشروعة" ، في غياب أي وثيقة تثبت ملكيته لها. وتبلغ مساحة هذه الأرض حوالي ستة عشر هكتارا، وهي أرض للجموع ، و يراهن عليها المجلس الجماعي مستقبلا ، لتشييد المنشآت العمومية ، نظرا لكون المنطقة لاتتوفر على مساحة شاسعة منبسطة لوعورة التضاريس ، وقد عمل هذا العضو على تحفيظ هذه الأرض مرات عديدة ، بطرق ملتوية ، لكن الساكنة وقفت سدا منيعا في وجه لجنة المحافظة العقارية والمسح العقاري ، في المقابل عمد العضو المذكور إلى تقديم شكاية في حق بعض الأشخاص الى وكيل الملك بابتدائية كليميم ، بصفته المالك الحقيقي للأرض ، بأوراق مزورة، لكن الرياح جرت عكس ذلك ،فحكمت المحكمة على العضو بشهرين حبسا نافذا وغرامة مالية بسبب التزوير ،ليستأنف بمحكمة الإستئناف بأكادير ، والتي أيدت بدورها حكم الإبتدائية، رغم كل هذا لازال متشبتا بهذه الأرض ، مستغلا بذلك نفوذه القوي. وفي إطار الإحتفال بعيد المسيرة الخضراء للسنة الفارطة ، قام عامل الإقليم بزيارة الى جماعة عوينة إيغمان ، حيث تم وضع الحجر الأساس لبناء الثانوية التأهيلية العرفان بمركز الجماعة في المكان المخصص لها. لكن ما حدث ،عند حضور الشركة الموكول إليها بناء ثانوية العرفان ، تعرض العضو وأوقف عملية البناء ، بحجة الملكية الخاصة ، عندها ثارت ثائرة ساكنة المنطقة ، شيبا وشبابا ونساء وأطفالا ، من أجل الدفاع عن هذا الورش التنموي الكبير، الذي من شأنه أن يضمن استقرار وازدهار المنطقة ، ليصيب الشلل كل المرافق الحيوية مدة أربعة أيام متتالية ، وبعد مناقشات مستفيضة مع السلطات المحلية والإقليمية المعنية، التي تبين تقصيرها تجاه العضو في تحد سافر للقوانين والتشريعات ، ونظرا للاحتجاجات المتواصلة والخطوات التصعيدية من طرف الساكنة ، كل ذلك شكل ضغطا على أعضاء المجلس الجماعي ، فقدم عدد كبير منهم استقالته ، وكان أولهم الرئيس. وما فاقم الوضع أكثر ، قرار المحتجين تنظيم مسيرة جماعية باتجاه ولاية جهة كلميمالسمارة ، مشيا على الأقدام ، في خطوة أخيرة لحث المسؤولين على التحرك الفعلي ، غير التسويف والمساومات ، عندها تدخل السيد والي الجهة على الخط مباشرة ، حيث عقد اجتماعا داخل مقر الولاية ، بحضور عامل إقليم أسا الزاك ورئيس المجلس الإقليمي لأسا ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميمالسمارة ، أعقبه بزيارة لجماعة عوينة إيغمان ،تحت جنح الظلام ، حيث ألقى كلمة أمام جموع غفيرة ، تعهد فيها ببدء الأشغال في اليوم الموالي للزيارة وفي المكان المخصص لإنجاز مشروع الثانوية ، الشيء الذي طمأن ساكنة عوينة إغمان وأراح غيرتها على مستقبل التعليم والتنمية بالمنطقة.