لم يكن خبر وفاة السجين الصحراوي معتقل الحق العام الصديق محمد لمين بالسجن المحلي بتزنيت نتيجة سوء المعاملة و الاهمال الطبي و الظروف ألانسانية التي يعيشها السجناء بهذه المؤسسة السجنية بالنسبة لإدارة السجن المذكور جرس انذار يدفع بهذه الاخيرة الى تغيير تعاملها مع نزلائه . بل الاخبار الواردة من تلك المؤسسة السجنية تفيد بعكس ما كان متوقعا بل يؤكد تمادي هذه الادارة في انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان في ظل تغاضي الدولة عن هذه الممارسات المدانة دوليا وانتهاجها لسياسة الافلات من العقاب كمنهجية تحمي الجلادين . فرغم المعاناة التي يعانيها نزلاء السجن المذكور من اكتضاض وغياب النظافة وتجارة المخدرات والممارسات المهينة كالشذوذ الجنسي وانتشار للأوبئة و الامراض المعدية كالسيدا والربو وغيرها في ظل وضع لا يطاق حيث يوجد بغرفة لا تتعدى مساحتها ثلاثة امتار مربعة وتضم اربع وعشرين سرير اكثر من 58 نزيل . إد تأبى ادارة السجن المذكور إلا ان تعمق من هذه المعاناة وتزيد الطين بله بانتهاجها للسياسات العنصرية واعتمادها على الكيل بمكيالين اثناء معالجتها لقضايا السجناء انطلاقا من الانتماء العرقي للسجين حيث يعاني السجناء الصحراويين من سوء المعاملة والممارسات العنصرية لا لسبب وجيه سوى انتمائهم العرقي للصحراء .. ومن بين الانتهاكات الصارخة التي تثبت ما اسلفنا ذكره من ممارسات ,اقدام ادارة السجن المحلي بتزنيت يوم امس 28 يناير 2014 على حملة شنيعة لتعذيب و اساءة معاملة سجناء الحق العام الصحراويين دون سواهم وصل بها الامر حد درجة ممارسة التعذيب المفضي الى اصابات بليغة كحالة المعتقل مولود فتوح الذي اصيب بجرح غائر على مستوى الراس بعد اقدام عبد الكريم بنعمر على توجيه ضربة بواسطة مفتاح من الحجم الكبير لراس الضحية الذي كان يتعرض حينها لدورة من دورات التعذيب المعروفة "بالتدوار " و هي طريقة تنهجها هذه الادارة حيث يهاجم المعتقل الواحد في اللحظة ذاتها اكثر من عشر حراس يقومون بالاعتداء عليه بالضرب حيث شارك بهذه العملية كل من عبد الكريم بنعمر ومحمد الحسوني وعلى بولفوال و المنوني محمد وعزيز وامصاو و عبد الرحيم بالإضافة الى نائب رئيس المعقل الشريف العربي العلوي و اخرون. دورة التعذيب هذه لم يكن ضحيتها فقط السجين الصحراوي مولود فتوح بل اخرون نذكر من بينهم على سبيل الذكر السجينان محمد و الحيمر عبد المجيد ومن بين الصور البشعة التي توثق لبشاعة ما يتعرض له معتقلي الحق العام الصحراوي من ممارسات عنصرية اقدام احد حراس السجن بشكل سادي على طعن ( وخز) سجين صحراوي بواسطة سكين عدة مرات مدعيا تجربته لمعرفة حدة هذه الاداة في انتهاك يحيل الذاكرة الى معتقلات النازية..ويبقى التفسير الوحيد لإقدام ادارة السجن المحلي على هذه الجريمة الجماعية في حق سجناء الحق العام الصحراوييين هو عقاب هؤلاء بعد انتشار و ذيوع خبر الفضيحة المدوية المتمثلة في وفاة السجين الصحراوي الصديق محمد لمين.