باعتبار أن المسائل المتعلقة بالبيئة وحماية المحيط هامة ومصيرية في عصرنا الحاضر وتتجلى أهميتها من خلال الانشغال البالغ للمجموعات الدولية و الوطنية بشأنها وعملهما من اجل التكفل بها وذلك عن طريق المواثيق والندوات العديدة التي تخصص لها . ونظراً للترابط الوثيق بين سياسات الدولة في هذا المجال وانعكاساتها على مجمل المناطق المستهدفة وجب التوجه إلى وضع ميثاق مغاربي للبيئة يرسم الأهداف الكبرى لهذه السياسات ويحدد التوجهات العامة في المجالات ذات العلاقة على أن يتم تجسيد هذه الأهداف من خلال برامج تنفيذية يتم الاتفاق بشأنها طبقاً للإجراءات المعمول بها في إطار قانون يحدد ويعطي الأشكال الصحيحة من أجل الحد من الجرائم البيئية التي تقترف كل يوم، ويكون المتضرر الأول و الأخير هو الإنسان المجرم في حقها. ومن بوجدور كمثال حي على هذا الخرق السافر و الواضح المتجلي بين أزقة وشوارع الإقليم عموما في السياسات البيئية التي تبقى جد ضعيفة و خالية من أية مسؤولية، لا من طرف المؤسسات المسؤولة ولا من طرف بعض المجتمع المدني. هذا وكما هو واضح من خلال بعض المشاريع التي تدخل ضمن المجالات الخضراء للمدينة، ولكن هي في الواقع مجرد نبيتات مغروسة في أحواض صغيرة جدا، وتبقى حبيسة الاهتمام الزمني الأول للمشروع لتصل بعد ذلك إلى مبدأ اللامبالات و عدم الاهتمام بتلك الأحواض في الوقت الذي يجب أن تكون هناك سياسة التتبع للمجالات الخضراء، لنحصل على مجالات خضراء واسعة . كل هذه الجهود المبذولة من طرف الدولة ، و الميزانيات المرصودة و التي تتجاوز 13 مليار سنتيم سنويا، لم تصل إلى المبتغى المنشود من أجل الرقي بالوعي البيئي عند المؤسسات أولا و المجتمع ثانيا، ومن كل هذا يبقى السؤال المطروح : ماهي الإستراتيجيات المستقبلية للحصول على مجتمع أخضر واعي بالبيئة ؟