أفتتح صباح يوم الجمعة 6 دجنبر 2013 بقصر المؤتمرات بمدينة العيون، معرض الصانعات التقليديات لإفريقيا، الذي تنظمه شبكة الصانعات التقليديات بالمغرب "دار المعلمة" تحت شعار: "لقاء الصانعات التقليديات لإفريقيا، مسيرة من اجل التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة"، بحضور رسمي لكل من وزيرة الصناعة التقليدية المغربية ونظيرتها من جمهورية النيجر وشخصيات إفريقية وازنة من دول الكونكو ومالي، وبحضور السيد والي وبرلمانيين ومنتخبين. وتهدف دار المعلمة من تنظيمها لهذا المعرض، الذي تحتضنه مدينة العيون في دورته الخامسة في الفترة الممتدة مابين 5 و 11 دجنبر الجاري، إلى دعم القدرات الاقتصادية للصانعات التقليديات وكشف النقاب عن غنى موروث الصناعة التقليدية لنساء الجنوب. يتبادر إلى ذهن كل شخص سمع بتنظيم معرض إفريقي للصانعات التقليديات بمدينة العيون، أن هذا الحدث بأهميته سيساهم في الإشعاع الثقافي للمنطقة من خلال التعريف بأصالة المنتجات الصحراوية التقليدية التي أبدعت النساء الصحراويات في إنتاجها، والتي تجسد لعمق التاريخ الحضاري لمدن الصحراء الضارب في جذور الحضارة العربية. لكن، حينما تقوم بزيارة رواق المعرض وتتأمل معروضاته، ستلاحظ أن هذا المعرض بالرغم من طابعه الدولي، لم يكن بمستوى التنظيم الجيد، حيث احتضنت قاعة الافتتاح بعض أروقة المعرض التي كانت جلها عبارة عن معروضات لمنتوجات تقليدية على طاولات مخصصة للأكل، ناهيك عن تغييب لمنطق الخصوصية المحلية، والذي جعل من الصانعات التقليديات الصحراويات التي يمثلن النسيج المكون للتعاونيات الفاعلة بالإقليم، بمثابة ضيف جاء متأخر لهذا المعرض، اقتصرن على عرض منتجاتهن في جوانب قاعة المؤتمرات فيما لم تجد بعض العارضات سوى افتراش الأرض لعرض منتجاتها بسبب عدم تمكنها من الحصول على مكان مخصص للعرض، فيما اشتكت بعض الصانعات التقليديات من عدم توصلهن بدعوات للمشاركة من أجل عرض منتوجاتها التي تميز الصناعة التقليدية الصحراوية. إن الأصل في ثقافة تنظيم المعارض، هو التعريف بالموروث المحلي من خلال خلق فضاء لحوار الثقافات في بعدها المرتبط بالأصالة التقليدية، تكون فيه معروضات الصانعات التقليديات الصحراويات هي أساس رواق المعرض لكي يتمكن من تبليغ رسالته الهادفة إلى كشف النقاب عن غنى موروث الصناعة التقليدية لنساء الجنوب.