في إطار الأنشطة الرمضانية المنظمة من طرف جماعة تيزنيت، يحتضن فضاء دار الثقافة محمد خير الدين و لأول مرة أمسية موسيقية فريدة من حيث الشكل و المضمون، ويتعلق الأمر هنا باستضافة المدينة لجوق تافيلالت لفن الملحون برئاسة مصطفى اليوسفي، وذلك يوم الجمعة 25 رمضان 1437 الموافق ل فاتح يوليوز 2016 ابتداء من الساعة العاشرة و النصف ليلا. و كتعريف لفن الملحون والذي يعني القصيدة الملحنة فهو موسيقى شعبية مغربية تستعير وسائطها من الموسيقى الأندلسية. إذ يعتبر الملحون فنا شعريا وإنشاديا وغنائيا متميزا في المغرب الأقصى نشأ في سجلماسة و تافيلالت ونما في مراكش وفاس ومكناس وسلا، فهو تراث مكتنز يختزل مقومات الثقافة المغربية العربية الأمازيغية الأندلسية ومظاهر حياتها الأصيلة. فهو يتخذ من اللهجة العامية أداته، ومن مضامين اللغة الفصحى بشعرها ونثرها، مادته التي تتلون مواضيعها بألوان التوسلات الإلهية، والمدائح النبوية، والربيعيات، والعشق، والهجاء، والرثاء. وبالرجوع إلى ابن خلدون يظهر أن أولى بواكير فن "الملحون" ظهرت في العهد الموحدي خلال القرن السابع الهجري. ويطلق عليه الكلام، في حين يطلق على الموسيقى الأندلسية اسم الآلة. تشمل قصيدة الملحون على كلام ينتظم، لكن في غير ضبط محكم لوحدة الوزن فيه والقافية. و تنقسم قصيدة الملحون إلى خمسة أركان: 1. المقدمة، أو السرابة وهي قطعة قصيرة تؤدى على غير ما تؤدى به القصيدة. 2. الدخول، وهو شطر في استهلال القسم بدون عجز. 3. الحربة، وهي اللازمة، ويؤديها الشداشة وهم جماعة المغنين والعازفين. 4. الأقسام، وهي الأبيات المغناة. 5. الدريدكة، وتختم القصيدة وتنشد على إيقاع سريع.