البسيس من الأكلات المعروفة بمنطقتنا، يصنع عادة من دقيق الشعير وزيت الزيتون أو زيت الأركان أو الزبدة البلدية ليعرض ويقدم في مجموعة من المناسبات الخاصة،فيقدم عادة عند إنهاء الطالب حفظ حزب أو جزء من القرآن الكريم أو حصوله على نتائج دراسية جيدة في نهاية العام الدراسي، كما يقدم عند الانتهاء من جمع المحاصيل الزراعية والغلال الموسمية وعصر الزيتون والأركان أو عند إنهاء عمليات غزل الصوف والشروع في عملية نسج الأغطية والملابس، ويقدم كذلك للتعبير عن الفرح والسروربولادة العجل بنجاح وسلام أوشراء دابة. ويقدم كذلك قبل الشروع في عملية الحرث حيث يوزع البسيس على الأطفال وجميع المارة وتدهن سكة المحراث الحديدية ببقايا الزيت أو الزبدة في الإناء بعد الدعاء والتضرع لله بنزول الغيث. وعلى العموم فهذه الأكلة تقدم في المناسبات التي يحتفل بها ساكنة البوادي والقرىقبل أن تغزوها موجات التحديث والحداثة المحملة بمظاهر الاحتفالات المستوردة من بلاد الغرب والمدن الكبرى، حيث حلت الشكلاطة والحلويات والمشروبات والياغورت محل هذه المأكولات والمعروضات المحلية. لفظة بسيس، هاته، من الألفاظ الموغلة في الفصاحة، أصلها فعل بس، وقد ورد في لسان العرب لابن منظور:بَسَّ السَّويقَ والدقيق وغيرهما يَبُسُّه بَسّاً خلطه بسمن أَو زيت وهي البَسِيسَةُ . قال اللحياني هي التي تُلتُّ بسمن أَو زيت ولا تُبَلُّ. وقال يعقوب هو أَشد من اللَّتِّ بللاً. قال الراجز لا تَخْبِزَا خَبْزاً وبَسَّا ولا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسَا. وذكر أبو عبيدة أن لصا من غطفان أراد أن يخبز فخاف أَن يعجل عن ذلك فأكله عجينا ولم يجعل البسَ من السَّوقِ اللين. والبسِيسة الشعير يخلط بالنوى للإبل. وفي التنزيل العزيز "وبست الجبال بسا"، قال الفراء صارت كالدقيق، وقال الزجاج بست لُتَّتْ وخلطت وقال ثعلب معنى وبسّت الجبال بسا خلطت بالتراب. بهذا المعنى تكون لفظة "البسيس" المعروفة لدينا والمتداولة بينا في هذه المنطقة من فصيح العامية نرجو أن تجد مكانتها اللائقة والمتميزة على موائدنا وفي مناسباتنا، وما أكثرها !!!