حين يتعلق الأمر بابتكار اسم ما بغرض "إلصاقه" بشخص ما، يبقى المغاربة أسياد إطلاق الألقاب بامتياز، إذ لا يأخذون عادةً وقتهم للتفكير في هذا اللقب، الذي غالباً ما يحوي إيحاءات حافلة بسخرية شريرة، إذ ما إن يفتح أحدهم فاهُ للتعبير عن أي قضية كانت، حتى يشرع مغاربتنا في تشريح أقواله، كلمةً كلمة، مُحاولين تصيّد هفوة غير مقصودة ما يعثُرُ فيها لسانه، حتى إذا تلقفتها "مُخيلتهم البوليسية"، سارعوا إلى الإحتفاء بها كطفل حديث الولادة، هذه الكلمة التي سيتعهدونها بالرعاية، محاولين استخلاص لقب قاس منها، حتى إذا تمكنوا من ذلك، إلتصق هذا اللقب بصاحبه كالبراغيث إلى آخر أيامه.ثمة أسماء كثيرة في المغرب، بعضها معروف لعُموم المواطنين، فيما نبت البعضُ الآخر ليأسروا اهتمام الناس خلال هذا العام فقط، لا يربط بعضهم ببعض سوى أنهم كانوا ضحية تعرضهم للسخرية من طرف المغاربة جراء مواقف غير مُتعمدة غالباً، بل والأدهى من ذلك، أن ألقاباً باعثة للضحك أو الإمتعاض قد أطلقت عليهم، هذه لائحة ببعض "الضحايا السيّئي الطالع"، الذين تم إطلاق ألقاب عليهم خلال سنة 2015 : السوبرمان اهتزت مواقع التواصل الإجتماعي شهر أبريل من هذا العام ولم تقعد، عقب انتشار حزمة صور يظهر فيها الصوفي الشاب محمد العربي الصمدي، وهو يرفل في جلابته الناصعة البياض، و يده تمتدّ في خُيلاء ليُقبلها بعضُ مريديه. ما إن ذاعت صور الشاب الصمدي، حتى رافقتها أخبار يختلط فيها ما هو حقيقة، وبين ما ينزع نحو الخيال والكذب، حتى بات هذا المتصوف حديث الخاص والعام في طنجة، وفي غيرها من مدن البلاد، كما تناسلت الإشاعات حول قدرات الخارقة، خاصة مسألة "طيرانه" من الدارالبيضاء إلى فاس في 10 دقائق، ووسط هذا الهياج "الإنترنيتي"، نبت لقب "السوبرمان" ليُلازم الشيخ، لكنهُ "سوبرمان" بجلباب أبيض، لا بسروال أرزق وفوقهُ تُبان أحمر. الكوبل الحكومي فور انتشار خبر نشوء علاقة غرامية بين الوزيرين سمية بنخلدون والحبيب الشوباني، حتى سارعت الآلة الصحافية إلى نسج المقالات تلو الأخرى بخصوصهما، لتزيد مواقع التواصل الإجتماعي من إذكاء شرارة هذه الأخبار، حتى صار الوزيران حكاية الألسن من المجالس الحكومية إلى الحمامات العمومية، إثر ذلك تفتقت الموهبة المغربية عن لقب تم الحاقه بالعاشقين وهو "الكوبل الحكومي". "المُفعفع" لم يسلم وزير الخارجية صلاح الدين مزوار من اللاقطات الهوائية للمتربصين بزلات اللسان الحكومية، فخلال حلوله ببرنامج حواري ب" قناة ميدي 1 "، صرّح أنهُ لما أعلم الوزيرة السويدية "مارغوم فالستروم" بموقف المملكة المغربية الصارم ازاء قضية اعترافه بجبهة "البوليساريو" من عدمها، "تهزّات وتفعفعات" من هول ما سمعتهُ، كلمات مزوار الملفوفة في دثار من البطولة الصبيانية، فتحت الأبواب على مصراعيها – في وجهه – لتنهشه الألسن المُتوحشة، وتُلصق به دون عناء لقب "مزوار المُفعفع" ! وزيرة 2 فرنك الفرنك، هذه العملة البائدة التي أضحت جزءاً من تاريخنا بالمغرب، عادت وطفت على سطح الأحداث، وذلك في معرض إجابة الوزيرة شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عن سؤال يتعلق بالأجور العالية للوزراء والبرلمانيين بعد فترة التقاعد، في إحدى حلقات برنامج "ضيف الأولى" على القناة الأولى المغربية، حيثُ أكدت "أن هذه الأجور هي بمثابة 2 فرنك"، أي أنها أجور هزيلة وغير ذات قيمة، مما جر عليها موجة من الانتقادات التي ذهبت في أغلبها إلى أن تصريح الوزيرة فيه استصغار لهموم المواطنين، واستسهالا لأموالهم بصفتهم دافعي ضرائب. صبيحة أول يوم بعد البرنامج التلفزيوني، كانت مواقع التواصل الإجتماعي قد صلبت الوزيرة على صفحاتها، ملقبين إياها بوزيرة " 2 فرنك " ! علال القادوس رجلٌ بسيط قد لا يوليه أحد اهتماماً وهو على الطريق، أضحى – بقُدرة قادر – بطلاً أسطورياً تتناقل وسائل الإعلام اسمهُ الذي أضحى على كل لسان سنة 2015. هو علال، عامل في أحد الحمامات الشعبية، أخذتهُ الغيرة على مدينته الرباط، وهي تغرقُ رويداً رويداً تحت سيول أمطار طوفانية عصفت بها أواخر السنة الماضية، قاوم الرجل برودة الجو والمياه الهادرة ليفتح بنفسه بالوعة وسط الشارع، تاركاً للمياه مُتنفساً كي تمر عبرها، تصرفهُ ذاك تم توثيقهُ بواسطة كاميرات عدة هواتف نقالة، ليحتفي به الشباب المغربي على مواقع التواصل الإجتماعي لشهور، مطلقين عليه اسم "علال القادوس"، غير أن شهرتهُ تلك، سرعان ما شرعت في التلاشي رويداً رويدا حتى اضمحلت، ليُمسي مجرد ذكرى حزينة غابت طيّ النسيان. الوزيرة التي لا تنام انها امرأة تحدّت كل الحراس الليليين، وكلاب الحراسة، لتُعلن أمام الملأ أنها لا تنام إلا ساعتين في اليوم، فيما تمضي ال 22 ساعة الباقية وهي تعمل على مكتبها لترعى مصالح الناس، إنها حكيمة الحيطي، الوزيرة المُنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة. حدث ذلك الإعتراف المدوي في برنامج "90 دقيقة للإقناع"، والذي يُبث على قناة "Medi 1 TV"، سارع بعدهُ رواد مواقع التواصل الإجتماعي، وعُصبة من الساخرين المَهَرة، لجلد السيدة الوزيرة بكل المُفردات الساخرة التي تعُج بها قواميسهم، حيثُ بادروا إلى نُصحها قائلين : "نقصي الفويخرات"، قبل أن يُسمّوها دون تردد " الوزيرة التي لا تنام".