كانت مليمترات قليلة من المطر كافية لصنع الفيضان في أكثر من مدينة مغربية. لكن العاصمة الرباط كانت محظوظة بالأمطار التي تهاطلت عليها ليلة أمس، إذ أهدتها السماء رجلا ليس كالرجال، اسمه علال، الذي سيهبه رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقبا غير مسبوق، هو "القادوس"، فأصبح مشهورا في سرعة البرق والمطر باسم "علال القادوس". وقد شاهد الآلاف من رواد "اليوتيوب" عبر العالم علال القادوس وهو يتحدى الطوفان الذي هدد سكان الحي الشعبي الذي يقطنه بالرباط، فغامر بحياته من أجل تسريح القواديس وتسهيل تسريب مياه المطر إلى قنوات الصرف الصحي، وهي مهمة موكولة لشركة الماء والكهرباء الأجنبية "ريضال" المتعاقدة مع مجلس بلدية العاصمة، في إطار ما يسمى بالتدبير المفوض. وجاء المواطن علال القادوس، ليخبر الجميع أنه رجل بحجم بلدية وشركة "ريضال" الفرنسية معا.
هذا ما جعل عمادة مجلس بلدية العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء تتهافت على جلب علال القادوس ومنحه الإقامة البيضاوية، وفسخ تعاقدها مع الشركة الفرنسية "ليديك" لتسريح قواديس المدينة. وإذا ما تشبث فتح الله ولعلو عمدة الرباط، بمواطنه علال، فسيلجأ العمدة محمد ساجد إلى إجراء مسابقة كبرى للبحث عبر أحياء المدينة الشاسعة عن علال قادوسي بيضاوي تفاخر به "كازا" القرى والمدن المهددة بالفيضان مع أول زخة مطر. وستكون المسابقة تحت اسم "ستار قادوس".
والقادوس في الدارجة المغربية يجمع على قواديس، أي سرداب وسراديب، التي يكون مكانها عادة تحت الأرض، لكنها لدينا صارت فوق الثرى، تنادي بضرورة البحث عن أسرار ملفات سوء التدبير الذي يضرب المجالس البلدية العائمة فوق مياه الفساد الآسنة.
ومع أخبار علال القادوس نسي الناس أخبار إيبولا وبنكيران صاحب الزيادات، وعيسى حياتو صاحب الموندال الإفريقي..