بدعم من وزارة الداخلية في إطار صندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النسائية برسم 2015، وبفندق أكَلو بيتش بتراب الجماعة القروية اثنين أكَلو، نظمت جمعية إنصاف للمرأة والطفل والأسرة بتيزنيت يومي السبت والأحد من نهاية الأسبوع الماضي، دورة تدريبية لفائدة 30 امرأة من النساء الجمعويات والمتعاونات والفعاليات الشابة ببعض الأحزاب السياسية بإقليم تيزنيت، كأول نشاط ضمن فعاليات مشروعها "حملة تيزنيت للتحسيس والتأهيل السياسي للمرأة القروية" الذي تقدمت به الجمعية لصندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء وحضي بالقبول والدعم. هذا وقد استهلت أشغال الدورة التدريبية بجلسة افتتاحية تم فيها بعد كلمات باسم المشاركات والأطر والجمعية المنظمة تقديم المشروع وبرنامجه وأهدافه، والتعريف بصندوق الدعم لتشجيع تمثيلية النساء ومنجزاته الرامية إلى تعزيز تواجد النساء في المجالس والهيئات التمثيلية. وكفقرات أساسية في برنامج اليوم الأول من الدورة، استفادت المشاركات من عروض تأطيرية ومن ورشات للنقاش والتدريب، كان أولها محوران حول "الجماعات الترابية في ظل القوانين التنظيمية الجديدة" و"المستجدات الدستورية حول الجماعات الترابية"، تقدم بهما على التوالي كل من الدكتور عبد القادر الخاضري والدكتور محمد الموساوي الأستاذان بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة ابن زهر بأكادير. فيما جاء المحور الموالي حول "أحكام تحسين تمثيلية النسائية في المجالس الجماعية" الذي أطره عبد الله صمايو المستشار الجماعي ببلدية تيزنيت والطالب الباحث في القانون العام بكلية الحقوق بجامعة ابن زهر بأكادير. توقف عند سياقات المشاركة السياسية للمرأة المغربية والظروف السياسية والاجتماعية والثقافية، والمقاربات القانونية التي أفرزت تبنيها نضالاتُ الحركات النسائية ومكوناتها المختلفة ومستجدات الدسترة لهذه الأحكام ومبادئها. منتهيا إلى الوقوف عند مشاريع القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ومقترحات تعديلات قانون انتخاب المجالس الجماعية وما ينتظر أن يسفر عنها من أحكام تعزز تمثيلية النساء في المجالس المنتخبة. أما اليوم الثاني من هذه التظاهرة النسائية فقد استُهلَّ بورشة للنقاش في موضوع "المستشارة الجماعية إكراهات وحوافز" على ضوء تجارب مستشارات جماعيات (راضية أزلماط من بلدية تيزنيت، حنان بوشغل من تافراوت، عكَيدة شباب من جماعة المعدر) قدمن شهاداتهن وخلاصات تجاربهن في العمل الجماعي أمام المشاركات، وأعقب ذلك نقاش غني وتفاعلي، توخى استخلاص الدروس والوقوف على إكراهات الممارسة السياسية للمرأة في العمل التمثيلي الجماعي، والجوانب المشجعة فيه تحفيزا للمشاركات على المضي قدما في خوض التجربة بدورهن في أفق الانتخابات المقبلة. ختام المحاور كان مع ورشة تدريبية حول تقنيات ومهارات التواصل بين الأشخاص، نشطها بفاعلية أحمد أوسالم الفاعل الجمعوي والإطار الإداري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير، وكان الهدف منها إدراك المشاركات لأهمية العملية التواصلية في العمل السياسية بين المواطنين وممثلهم/الفاعل السياسي، وتحليلهن لمكوناتها، وتدربهن على تقنيات عملية في ضبط هذه العملية بينهن وبين نساء مستهدفات برسالتهن الجماعية. وبجلسة ختامية تم فيها تقييم الدورة بتعبئة استمارات، وألقيت كلمات ووزعت شواهد المشاركة والتأطير والتقاط صور تذكارية جماعية، اختتمت فعاليات هذه المحطة الأولى من "حملة تيزنيت للتحسيس والتأهيل السياسي للمرأة القروية" لتستأنف خلال الشهر المقبل يونيو بجولات تحسيسية في مواقع قروية تستهدف النساء القرويات حيث ستتواصل المستفيدات من هذه الدورة التدريبية مع نساء قصد تحفيزهن لمزيد من الاهتمام بالشأن السياسي المحلي، تصويتا وترشحا، في أفق الانتخابات الجماعية المرتقبة.