من المؤسف أن مشاكل الجماعة القروية لأربعاء أيت احمد بإقليم تزنيت لا تنتهي ففي الوقت الذي كان من المفروض على أعضاء المجلس المسير توحيد الجهود والانكباب على مواجهة التحديات الحقيقية التي تواجه الساكنة بالنظر لجسامة المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية التي وضعت على أعناقهم يبدو أن مسيري الشأن العام بالجماعة منشغلون بأشياء أخرى غير المصلحة العامة للمواطنين، تسييرهم للجماعة القروية بشهادة الكثيرين ليس على ما يرام بل وصل من العشوائية درجة لا تقبل السكوت . إن الحسابات السياسوية الضيقة بين مكونات المجلس ساهمت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة في تعطيل المصالح العامة وتضييع فرص الالتحاق بركب التنمية عن الساكنة المحلية ولعل أبرز مثال على ذلك ما سمي بمشروع النقل المدرسي الذي تمت برمجته منذ سنة 2013 بتكلفة اجمالية قدرهها 460000 درهم ساهمت فيه الجماعة بمبلغ 34602,48 درهم والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 425397,52 درهم بهدف ضمان تنقلات تلاميذ الملحقة الإعدادية المنحدرين من المناطق النائية بتراب الجماعة للحد من ظاهرة الهدر المدرسي المتفشية بالمنطقة خاصة في صفوف الفتيات. هذا في التصور طبعا أما في الواقع فلم يتحقق شيء من هذا القبيل إلى حدود اليوم اللهم اقتناء وسيلة النقل وإدخالها إلى المر آب إلى جانب أختها الجرافة التي لا تخلو هي الأخرى من مشاكل أو استعمالها مرة وحيدة على الإطلاق بتدخل من السلطة المحلية إبان فيضانات 2014 . تعطيل مرفق النقل المدرسي بآيت احمد يتحمل فيه صاحب المشروع وهو الجماعة النصيب الأكبر من المسؤولية لعدم الإحاطة بكل الجوانب المتعلقة بالمرفق قبل الإقدام على برمجته وإلا سيكون ذلك تبذيرا لأموال عمومية في مشاريع فاشلة مسبقا ففي التفاصيل تكمن الشياطين ، فليس من الصواب أن تتبنى الجماعة مشروع اقتناء وسيلة النقل المدرسي وتدافع عنه في مختلف مراحله رافعة شعار محاربة الهدر المدرسي الذي لا يتناطح حوله كبشان وبعد اقتنائها مباشرة تطالب المجتمع المدني بتأسيس جمعية لتسيير المرفق محملة إياه مهمة توفير السائق ومساعد له بالإضافة إلى البحث عن الدعم من جهات أخرى في إطار اتفاقية أعدت مسبقا من جانب واحد، وهنا بالضبط وقف حمار الشيخ وتعطل المرفق لعدم وجود متطوع مدني يقوى على خوض تجربة التسيير وفق الشروط المفروضة،واستمر الوضع على حاله إلى غاية منتصف السنة الدراسية الحالية حيث تقدم نائب لرئيس المجلس تحت ضغوط الساكنة لرئاسة الجمعية المذكورة وضن الجميع أن المشكل قد حل لكنه سرعان ما قدم المستشار الاستقالة نظرا لحيثيات متعلقة بخلاف بينه وبين الرئيس لا مجال لذكرها وتبخرت إلى اليوم أحلام أطفال وطفلات تجدهم نهاية كل أسبوع بمحافظهم المدرسية على جنبات الطرق المؤدية إلى دواويرهم تحت أشعة الشمس الحارقة أحيانا أو تحت الأمطار أحيانا أخرى في انتظار مسعف يأتي مرة ولا يأتي مرات أخرى فيضطرون لقطع الكيلومترات بين الجبال والأودية ذنبهم الوحيد أنهم لازالوا متشبثين بمقاعدهم الدراسية حلما في مستقبل أفضل في الوقت الذي فضلت فيه حوالي 20 أسرة خلال الثلاث السنوات الأخيرة بالمنطقة منع بناتهم بصفة نهائية من متابعة دراستهن الإعدادية بسبب البعد وعدم توفر النقل المدرسي.