تم اليوم الأربعاء بالرباط إعطاء الانطلاقة لمشروع المعالجة الإلكترونية لمحاضر جنح ومخالفات السير، بحضور رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، ووزير العدل والحريات مصطفى الرميد، ووزير التجهيز والنقل واللوجستيك عبد العزيز رباح، والوزير المكلف بالنقل نجيب بوليف. وقال رئيس الحكومة، في كلمة بالمناسبة، إن الأمر لا يتعلق بضبط المخالفات بطريقة إلكترونية فحسب، بل بإجراءات زجرية ستؤدي إلى إنقاذ العديد من الأرواح البشرية، مبرزا أن هذا النوع من المبادرات من شأنه التقليل من حوادث السير وحماية سلامة المواطنين. ومن جهته، أكد مصطفى الرميد أن هذا التطبيق هو لبنة من لبنات بناء صرح المحكمة الرقمية كهدف رسمت مقوماته الأساسية توصيات ميثاق إصلاح منظومة العدالة، مضيفا أن وزارة العدل جعلت ضمن مخططاتها إرساء مفهوم جديد للخدمة القضائية يقوم على تبني خصائص العدالة الالكترونية، واعتماد أساليب العمل التي توفرها التقنيات المعلوماتية وما يصاحبها من مميزات السرعة والنجاعة والشفافية وتيسير ظروف الولوج إلى العدالة والقانون من خلال بنية تحتية معلوماتية قوية. وأوضح أن الوزارة عازمة على المضي في تنفيذ برنامجها التحديثي من خلال تطوير التطبيقات المعلوماتية القائمة، وإرساء تطبيقات معلوماتية جديدة تتيح التبادل الإلكتروني للمعطيات بين مختلف المتدخلين في العملية القضائية. ومن جانبه، اعتبر نجيب بوليف أن تزامن إطلاق هذا البرنامج مع اليوم الوطني للسلامة الطرقية يعد مؤشرا على أهمية السلامة الطرقية في البرنامج الحكومي وبرامج القطاعات الوزارية المعنية بهذا الملف، مشيدا بالجهود التي تبذلها وزارة العدل في المجال الإلكتروني والرقمنة. وأضاف أن المعالجة الإلكترونية، فضلا عن الأهداف التي تسعى لتحقيقها والمتمثلة في الشفافية وربح الوقت والجهد البشري وكذا التكلفة المادية، فإنها ستؤدي إلى مزيد من الردع للمخالفين وترتيب جزاءات قانونية واضحة في آجال قريبة، وتبسيط متابعة الكم الهائل للمحاضر وتوصل المخالف بالقرار النهائي بشكل أسرع. وجاء في وثيقة حول برنامج التدبير الآلي لمحاضر جنح ومخالفات السير، تم توزيعها بالمناسبة، أن هذا البرنامج جاء لمواكبة مرحلة تفعيل التبادل الإلكتروني للمعطيات بين الجهاز القضائي والإدارات العمومية، التي تمثلها في هذه المرحلة وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك. وأشارت الوثيقة إلى أن التطبيق المعلومياتي المذكور يمكن من معالجة سريعة وآمنة لجميع محاضر جنح ومخالفات السير الملتقطة آليا بواسطة الرادار الثابت والمتعلقة حاليا بتجاوز السرعة في انتظار تفعيل المراقبة الآلية لباقي مخالفات السير، كما يتيح القيام بجميع الإجراءات القانونية التي تتطلبها الضوابط المسطرية الجاري بها العمل، بدءا من دراسة المحضر من طرف النيابة العامة وانتهاء بإصدار حكم قضائي في الموضوع، في احترام تام لاستقلال القاضي في اتخاذ الإجراءات القانونية. ويهدف هذا التطبيق، تضيف الوثيقة، على الخصوص، إلى تمكين النيابات العامة من التوصل الإلكتروني بمحاضر مخالفات وجنح السير المحالة إلكترونيا من طرف وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك على المحكمة المختصة، وهو ما سيوفر ربحا في الوقت والجهد والتكلفة المرتبطة بتحرير المحاضر وطبعها وطبع وثائقها والتنقل بها، وتمكين أعضاء النيابات العامة من دراسة المحاضر المحالة عليها واتخاذ القرارات بشأنها، وتمكين القضاة من إصدار أحكامهم بطريقة إلكترونية، علما أن البرنامج يتيح لكل قاض إمكانية الاحتفاظ بالتعليلات والحيثيات الخاصة به في حسابه الشخصي، لتكوين نماذج مرجعية من الأحكام، مع إمكانيات التعديل والإضافة. ويتوخى هذا التطبيق أيضا ضمان السرعة في معالجة المحاضر، وتوفير مؤشرات وإحصائيات مضبوطة حول جنح ومخالفات السير الملتقطة آليا، وتوفير قوانين ومراسيم ووثائق مرجعية يمكن للقضاة وأعضاء النيابة العامة الاطلاع عليها كلما اقتضت الضرورة ذلك، فضلا عن تمكين موظفي كتابة الضبط من تتبع عمليات الاستدعاءات وتبليغ الأحكام، وتوفير نوع من الرقابة على التدبير الإداري لهذا النوع من القضايا، وتمكين المواطنين من تتبع مآل قضاياهم عبر الإنترنيت.