تدخل وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي، مساء أمس الاثنين، لتخليص زوجته من قبضة رجال الأمن بالقنيطرة، وذلك بعدما تسببت في دهس شرطي مرور، وفق ما أوردته جريدة "الأخبار" في عددها ليوم غد الأربعاء. كشفت يومية "الأخبار"، في مقال أعلنت عنه بالبنط العريض على رأس صفحتها الأولى وأحالت تفاصيله على الصفحة الثالثة، أن زوجة الصديقي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، ارتكبت مخالفة مرورية أثناء تنقلها على متن سيارتها بشارع محمد الخامس بالقنيطرة. وأوضحت الجريدة ذاتها أن الشرطي المكلف بتنظيم حركة السير في الملتقى الطرقي بالقرب من ساحة "النافورة" بالقنيطرة، أوقف زوجة الوزير وطالبها بتسليمه رخصة السياقة ووثائق السيارة من أجل تحرير المخالفة، غير أنها رفضت ذلك، تضيف "الأخبار"، وشرعت في تهديده، بمبرر أنها زوجة وزير. وأردفت الصحيفة أن المرأة أغلقت زجاج نافذة السيارة في وجه الشرطي، قبل أن تحاول الانطلاق بسرعة كبيرة، في تحد لرجل الأمن الذي اعترض طريقها محاولا منعها من الفرار، ما حدا بها إلى دهسه، حيث اندفعت غير مبالية به فتسببت في سقوطه على رأسه وإصابته على مستوى رجليه، وفق ما ذكرته اليومية ذاتها. وقال صحفي "الأخبار" إنه عاين الحادثة، مشيرا إلى أن زوجة الوزير لم تتوقف إلا بعد حوالي 100 متر من الملتقى الطرقي، بعدما شاهدت الشرطي يسقط أرضا. وأردفت الجريدة أن كبار المسؤولين الأمنيين هرعوا إلى مكان الحادث عندما علموا بأن الأمر يتعلق فعلا بزوجة وزير في حكومة بنكيران، فيما جرى نقل الشرطي المصاب إلى المستشفى من أجل تلقي الإسعافات. وقالت "الأخبار" إن زوجة الوزير بدأت تصرح في وجوه كبار مسؤولي الأمن، أمام أعين المواطنين الذين تجمهروا في مكان الحادث، متوعدة الشرطي المصاب بأقسى العقوبات بسبب تجرئه على إيقافها ومطالبتها بالأوراق، ونقلت عنها الجريدة قولها لأحد الضباط، وهي منشغلة بالاتصال بزوجها الوزير لينقذها من الورطة: "يلا كان عندو لاكارط بلونش.. راجلي عندو لاكارط بلونش باش ينفيه من هاد المدينة"، وهي العبارة التي أثارت استياء رجال الأمن الحاضرين، حسب تعبير الصحيفة ذاتها. وأردفت اليومية أنه بعد حوالي ساعة، حضر والي أمن القنيطرة وطلب من زوجة الوزير الالتحاق به في ولاية الأمن على متن سيارتها، بعد تحرير محضر معاينة للحادثة. وأوردت "الأخبار" أن الوزير عبد السلام الصديقي التحق بالولاية، بدوره، على متن سيارته الحكومية. وقال كاتب المقال إنه عاين الوزير وهو يدخل من مصلحة الديمومة من الباب الخلفي، قبل أن يخرج مرفقا بزوجته، التي بدت منتشية ب"إهانتها" و"حكرتها" لشرطي المرور الذي لم يقم سوى بواجبه المهني، حسب تعبير الجريدة.